خرج نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو بتصريحات نارية ألمح فيها إلى إمكانية رحيله عن نادي ريال مدريد الإسباني بداعي شعوره بـ"الحزن"، دون إيضاح أسباب أو شرح تفاصيل، الأمر الذي أثار مخاوف عشاق الميرينغي من أن تسود حالة من عدم الاستقرار الفني إذا ما رحل نجم الفريق الأبرز وهدافه الأول، بل واللاعب الأغلى في العالم.
واجتهدت صحف إسبانيا في التكهن بأسباب حزن رونالدو، بعيداً عن خسارة جائزة أفضل لاعب في أوروبا لصالح الإسباني أندريس إنييستا نجم برشلونة، فالبعض أشار إلى أنه طلب عدم المشاركة في مباراة غرناطة بسبب مرور ذكرى وفاة والده والتي تسبب له ألماً نفسياً كل عام، فيما اعتبر البعض الآخر أن قائد منتخب البرتغال يماطل من أجل ترضية مالية تتناسب مع أدائه المبهر مع الريال.
في حين تكهن آخرون بأن رونالدو غاضب من عدد من زملائه بالفريق لعدم تقديمهم الدعم الكاف له، وبالتحديد الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو الذي صرح بأن زميلهما الحارس والقائد إيكر كاسياس هو الأجدر بجائزة الكرة الذهبية لعام 2012 والتي يطمح رونالدو للفوز بها، مع العلم أن مارسيلو من أكثر المقربين لـ(صاروخ ماديرا) بالفريق الملكي.
وزعم قطاع آخر بأن كريستيانو تدخل في أمور فنية وإدارية تتعلق بمطالبته بمنح فرصة لزميله البرازيلي ريكاردو كاكا في اللعب، وهو ما قوبل بالرفض، ولكن مع تناثر الشائعات والتكهنات، يبقى السبب الحقيقي مجهولاً وغامضاً حتى الآن.
وكشفت صحيفة (ماركا) المناصرة للفريق المدريدي أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو تفاجأ من تصريحات مواطنه، وحتى وكيل أعماله جورجي مينديش لم يكن يعلم بأن موكله يكتم بداخله كل تلك المشاعر الغاضبة.
لكن مينديش خرج بعد ذلك ليؤكد أنه يعرف السبب الحقيقي لحزن أفضل لاعب في العالم 2008 ، لكنه رفض الإفصاح عنه وترك العصا في يد اللاعب نفسه.
إلا أن (ماركا) قللت من إمكانية مغادرة كريستيانو للفريق الملكي في ظل وجود فلورنتينو بيريز، الرجل المحنك الذي يملك باعاً طويلاً في احتواء أزمات النجوم في حقبة "الغلاكتيكوس" أو "فريق الأحلام" في مطلع الألفية الجديدة.
وأعادت الصحيفة للأذهان تدخل فلورنتينو لحل الخلاف الذي نشب بين الأسطورتين الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيغو بعد انضمام الأول من يوفنتوس الإيطالي، وعجز عن التأقلم مع الفريق في الأشهر الأولى، وحين جلس معه بيريز للتحقيق في الأمر تبين أن السبب "احترافي بحت"، وهو نفس التعبير الذي استخدمه كريستيانو لتوضيح الأزمة، حيث اشتكى زيزو من أن فيغو يتعمد عدم تمرير الكرة له، لكن رئيس النادي نجح في احتواء الموقف وعقد صلح بين اللاعبين، ليشكلا فيما بعد ثنائياً ناجحاً، ويبدأ زيدان في تسطير مجده مع القلعة البيضاء.
وبالمثل بذل فلورنتينو جهوداً كبيرة لترضية النجم الإنجليزي المخضرم ديفيد بيكهام بعد توتر علاقته بالمدرب البرتغالي السابق كارلوس كيروش، حتى أنه منحه تصريحاً للاستجمام والذهاب للتزحلق على الجليد دون علم المدرب، الذي تفاجأ بعدم حضوره التدريبات بإذن من إدارة النادي.
وفي حقبته الثانية، نجح رئيس ريال مدريد في احتواء خلاف في غرف الملابس كشفته (ماركا) وقع بين كاسياس وسرخيو راموس ضد مدربهما جوزيه مورينيو، لكنه أوصل الأمور إلى بر الأمان حتى نجح الريال في استعادة لقب الليغا المفقود منذ ثلاثة مواسم.
وطرحت الصحيفة تساؤلا حول قدرة فلورنتينو بيريز هذه المرة على ترويض كريستيانو، أم أن الشيخوخة ستنال منه أمام فتاه المدلل؟.