أجمع محللون سياسيون على أن تصعيد الاحتلال "الإسرائيلي" بقطاع غزة في هذا التوقيت يأتي ضمن خطة استراتيجية "إسرائيلية" تهدف إلى استفزاز المقاومة وجرّها نحو المواجهة المباشرة.
واستشهد 6 مواطنين بأقل من 12 ساعة إثر استهدافهم من قبل قوات الاحتلال في قصفين منفصلين أحدهما جوي وسط القطاع، والآخر بقذيفة مدفعية شمال القطاع.
ويرى المحلل السياسي مصطفى الصواف أن هذا التصعيد جزء من خطة معدة لدى الاحتلال لجر الشعب الفلسطيني والمقاومة نحو مربع المواجهة بالطريقة التي يسعى إليها الاحتلال.
"البطة: الاحتلال يحاول استدراج غزة لمواجهة ليقيس ردة فعل الربيع العربي
"
وقال الصواف لـ "الرسالة نت"، إن هذا التصعيد يؤكد أن الاحتلال لديه نوايا واضحة بعمل عدواني ضد غزة، كما أنه ثمرة تصريحات قادة قوات الاحتلال بشن حرب واسعة على غزة باعتبارها "منطقة إرهابية" تضر مصلحة "إسرائيل".
ويتفق ناجي البطة المختص في الشأن "الإسرائيلي" مع الصواف، بأن التصعيد في هذا الوقت بالتحديد يأتي لابتزاز المقاومة وضربها واختبار قوة ردها، وخلط الأوراق على الحكومة الفلسطينية في غزة.
وعد البطة أن أي رد للمقاومة في الوقت الحالي سيكون حجة للاحتلال حتى يزيد من عدوانه وتصعيده ضد القطاع.
استعداد المقاومة
ونوه المحلل السياسي "الصواف" إلى ضرورة أن تكون المقاومة الفلسطينية دائماً على أهبة الاستعداد للرد على الاحتلال حتى لا تتعرض المقاومة للمفاجأة.
وأوضح أن الوقت الذي يقتنع فيه الاحتلال بوقف التصعيد هو الذي يحقق فيه مصلحته الشخصية، وذلك لتهيئة الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، وشحذ همة قواته لانتهاز اللحظة المناسبة للهجوم على القطاع.
"الصواف: التصعيد يكشف نوايا الاحتلال كما انه ثمرة لتهديدات "اسرائيل"
"
وأكد الصواف أن الأوضاع في الوقت الحالي لا تسمح بتصعيد "إسرائيلي" كبير وواسع، مشيراً إلى أنها مجرد "مناوشات" يجريها الاحتلال لمعرفة مدى ردة فعل المقاومة الفلسطينية.
من ناحيته، بيّن البطة أن الاحتلال يحاول استدراج قطاع غزة لمواجهة يقيس من خلالها ردة فعل الربيع العربي وخاصة مصر برئاستها الجديدة.
وأوضح أن الاحتلال يهدف إلى توجيه رسائل ظاهرة وخفية للمقاومة، على اعتبار أن قطاع غزة هو نقطة ضعف كبيرة تخشى منها "اسرائيل"؛ لأن المقاومة باستطاعتها الوصول إلى العمق "الإسرائيلي" في أي لحظة.
ودعا البطة المقاومة إلى ضرورة الحذر وعدم الانجرار وراء الاحتلال ليستبيح سفك الدماء الفلسطينية، منوهاً إلى ضرورة أن تكون الفصائل مستعدة للرد.
وأكد أن استراتيجية العدو "الإسرائيلي" تهدف لاستمرارية العدوان على القطاع، موضحاً أن الاحتلال باعتداءاته المتكررة "يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد"، من خلال جعل غزة حقل تجارب لقوة الاحتلال واختبار أسلحته، ومن ناحية أخرى يهدف لإحراج القطاع إعلامياً للعب دور الضحية في حال الرد على جرائمه.
"حبيب: "إسرائيل" كلما مرت بأزمة داخلية تلجأ لتصديرها إلى الخارج
"
وأشار البطة إلى أن هذا التصعيد يخرج عن دائرة المألوف ويوجه رسائل غير مباشرة لمصر –بعد توقيعها على اتفاقيات لشراء أسلحة جديدة- بأن "إسرائيل موجودة وجاهزة في أي وقت للرد".
خطة موحدة
بدوره، أكد المحلل السياسي هاني حبيب أن "إسرائيل" كلما مرت بأزمة داخلية تلجأ لتصديرها إلى الخارج، مبيّناً أنها تجد في قطاع غزة المكان المناسب لتصدير أزماته فيه.
وقال حبيب في حديثه لـ "الرسالة نت"، إن الأمر يتطلب وقفة جادة من الجانب الفلسطيني بمختلف أطره وأشكاله لبلورة خطة موحدة لمواجهة الاحتلال والرد عليه، وعدم ترك الأمر مناط لفصيل دون الآخر.
وأضاف "آن الأوان لوضع خطة استراتيجية من الكل الفلسطيني وخاصة فصائل المقاومة لعمل آلية مشتركة للتصدي لمحاولات الاحتلال وعدوانه المتكرر".