قائمة الموقع

التلفزيون يغتال براءة الأطفال

2010-01-12T14:49:00+02:00

غزة - ديانا طبيل

يعيش الأطفال خطرا يداهم حياتهم ومستقبلهم في ظل زيادة التكنولوجيا وسرعة وصولها إلى كل مكان، بيد أن مشكلة القنوات الفضائية باتت تشكل الخطر الأكبر على حياة الأطفال خاصة قنوات الاكشن والأفلام الخيالية.

وتتنوع التأثيرات السلبية لهذه القنوات على الطفل ويبرز من هذه التأثيرات العنف والتركيز عليه بشكل أساسي في برامج تلك القنوات بهدف جذب انتباه الأطفال مما يعزز مع مرور الوقت السلوك العنيف لديهم.

ثقافة العنف

المواطن سعيد الحلبي "39 عاما" وأب لأربعة أطفال أكبرهم في الخامسة عشرة من عمره يقول لـ"الرسالة" أن التلفزيون يشكل احد أهم المشاكل التي تواجهه في تربيته لأطفاله، حتى مع عدد الساعات القليل الذي حدده لهم ، و نوعية القنوات التي من الممكن أن يشاهدوها.

ويضيف: يمكن الجزم أن كل ما يقدم للأطفال يحمل قيما غير لائقة وان كانت لا تظهر بشكل مباشر .

وعن احد المشاكل التي واجهته قال: ضرب ابني ذي السنوات الخمس أخته الصغيرة على أسنانها بآلة حادة تقليدا لما يحدث بين توم وجيري ، والصدمة كانت عندما تأكدت أن طفلي لا يفرق بين الحقيقة والخيال وانه عندما ضرب أخته كان يعتقد أن أسنانها ستسقط ومن ثم تعود مجددا.

أما على صعيد أبنى الأكبر، أضاف الحلبي، فالمشكلة التي واجهتني هو اعتقاده الأكيد انه يحق للإنسان اللجوء إلى العنف ليخلّص رفاقه من خطر محدق بهم ، أو لتحقيق مصلحة ما، من دون أن يشعر بالذنب أو الخطأ لارتكابه أفعالا شنيعة.

وأعرب الحلبي عن أسفه من أن هذا الاعتقاد عززته البرامج والمسلسلات التي تبثها القنوات العربية والتي يحق فيها للبطل ان يفعل ما يريد من اجل إكمال قصة الفيلم.

مراقبة الأهل

في هذا السياق أكدت الأخصائية الاجتماعية إيناس الخطيب على ضرورة مراقبة الأهل لأطفالهم عن كثب عبر تحديد ساعات المشاهدة اليومية على ألا تتعدى الساعة ونصف الساعة لمن هم أقل من 12 عاما وساعتين للمراهقين ، مشددة على أهمية مراقبة نوعية البرامج التي يشاهدها الصغار لما لها من انعكاسات على سلوكهم.

وأكدت الخطيب وجود فجوة كبيرة بين ما تعمل الأنظمة التربوية كالأسرة والمدرسة والمسجد على إرسائه في عقول الصغار و بين ما يبثه التلفزيون من قيم وعادات سيئة دون مراعاة أية معايير .

وعزت الخطيب وجود هذه الفجوة إلى أن التلفزيون بات الوسيلة شبه الوحيدة للترفيه.

وأضافت أن العنف ينتشر في صفوف أطفال لا تتجاوز أعمارهم الأربع سنوات، فهم يحاولون تطبيق ما يرونه عبر الشاشة، إذا أن أعمارهم لا تسمح لهم بالتمييز بين ما هو واقعي وخيالي.

وأكدت أنه تبعا لذلك فقد شهد قطاع غزة عدة حوداث مؤسفة ناتجة عن تقليد الأطفال لما يحدث في المسلسلات المشهورة.

وأما بالنسبة للمراهق، تضيف الخطيب، فإنه يصبح عدائيا، لا يجيد الحوار، ينفعل بسرعة لأنه لم يعتد على التعبير عن مشاعره، بل على الانزواء والوحدة، كذلك تتشكل لديه ثقافة مشوهة عن الحب والجنس.

وأضافت أن بعض الأطفال قد يظهر انحرافهم لاحقا ويسلكون طرقا خاطئة بفعل الاعتماد على التلفزيون مصدرا أساسيا لتكوين معرفتهم".

ورأت الخطيب أن خطورة التلفزيون تكمن في سرعة الصور التي يبثها وفوضى الألوان والضوضاء، فهي تتغلغل في الدماغ أكثر وأسرع بكثير من مائة محاضرة، ذلك أنها تجعل من مشاهدها متلقيا سلبيا لا متفاعلاً، كما لا تتطلب منه أي تركيز.

وضرب الخطيب مثالا على ذلك وقالت أنه الطفل عندما يشاهد برنامجا يكون مأخوذا كليا بشكل لا يجيب حتى وإن نادته والدته أكثر من 5 مرات".

ونصحت الأمهات على عدم اعتبار التلفزيون بمثابة حاضنة للأطفال ريثما ينهون واجباتهم المنزلية، لاسيما حين يكون الطفل رضيعاً، ففي هذه السن يكفي أن يلعب بلعبة صغيرة أو ينظر إلى حائط الغرفة الملوّن.

وحذرت من خطورة  الجلوس أمام التلفزيون لساعات  طويلة ، لان الطفل، بذلك يعتاد على الخمول وتضعف عضلاته وتتراكم الدهون في الأماكن التي تفتقد الحركة ، كما أن الجلوس بوضعية غير سليمة قد يؤدي إلى التواءات في العمود الفقري.

 

اخبار ذات صلة