تتواصل موجة الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، فقد طالبت مصر الولايات المتحدة باتخاذ موقف حازم من الفيلم، وقرر النائب العام المصري وضع عدد من أقباط المهجر على قوائم ترقب الوصول.
ودعت جماعة الإخوان المسلمين بمصر إلى مظاهرات غدا الجمعة، وقررت أفغانستان حجب موقع يوتيوب لمنع مشاهدة الفيلم المسيء.
وطالبت الحكومة المصرية برئاسة هشام قنديل في اجتماعها الأربعاء الإدارة الأميركية باتخاذ موقف حازم من منتجي الفيلم المسيء، وذلك في إطار المواثيق الدولية التي تجرم الأفعال التي من شأنها إثارة الفتن على أساس العرق أو اللون أو الدين.
واعتبرت الحكومة أن الفيلم "هو منتهى التدني الأخلاقي والتصرف الخارج عن كل القيم والأعراف الإنسانية في احترام ديانات وعقائد الآخرين، ويؤكد تفاهة وانحطاط أخلاق صانعيه".
وقرر النائب العام وضع عشرة من أقباط المهجر على قوائم ترقب الوصول لاتهامهم بالتورط في الفيلم.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية إن الرئيس المصري محمد مرسي طلب من السفارة المصرية في واشنطن اتخاذ الإجراءات القانونية في الولايات المتحدة ضد صناع الفيلم المسيء.
ودعا ناشطون أقباط إلى التجمع أمام السفارة الأميركية في القاهرة احتجاجا على الفيلم المسيء، وأدان اتحاد شباب ماسبيرو وائتلاف أقباط مصر في بيان كل شكل من أشكال الإساءة لأي دين كان وكذلك أي محاولة لبث الفتنة بين مختلف الطوائف.
ودعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى وقفات احتجاجية في جميع أنحاء البلاد الجمعة، وقال محمود حسين -الأمين العام للجماعة- في بيان إن الإخوان يدعون لوقفات احتجاجية سلمية لاستنكار الإساءة للمعتقدات الدينية، والإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد صلاة الجمعة القادمة أمام المساجد الرئيسية في جميع محافظات مصر، ودعت الجماعة "كل القوى الوطنية للمشاركة في هذه الوقفات".
الاحتجاجات على الفيلم المسيء انقلبت إلى اقتحام للقنصلية الأميركية في بنغازي (الفرنسية)
تحرك ومقاطعة
من جانبها استنكرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الفيلم المسيء، ودعت إلى "تحرك رسمي وشعبي إسلامي".
وقال المراقب العام للإخوان همام سعيد في بيان نشره الموقع الإلكتروني للجماعة "نطالب الحكومات الإسلامية باتخاذ موقف حازم إزاء الاعتداء العنصري الجديد بحق العقيدة الإسلامية، بما يوقف هذه الأعمال الاستفزازية الدنيئة".
ودعا سعيد إلى "مقاطعة السلع والبضائع الأميركية، حتى توقف السلطات هناك المسيئين وتحاكمهم وتعتذر للمسلمين عن مثل هذه الأعمال المنافية للفطرة الإنسانية السليمة". كما دعا الشعوب الإسلامية إلى "الضغط على حكوماتها لوقف الهجمة على رموز الإسلام ومقدساته"، مشيرا إلى أن "ما يجري يخالف القيم والقوانين والأعراف والمواثيق الإنسانية".
وفي تونس احتشد العشرات أمام مقر السفارة الأميركية بضاحية البحيرة شمالي العاصمة التونسية احتجاجا على الفيلم المسيء، وذكرت تقارير إعلامية أن محتجين محسوبين على التيار السلفي رفعوا الرايات السود، ودفعت السلطات التونسية بتعزيزات أمنية كبيرة حول موقع السفارة.
أما حزب الله اللبناني فقد وصف الفيلم الذي عرض في الولايات المتحدة الأميركية عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأساء إليه بأنه "عمل لا أخلاقي".
وقال الحزب، في بيان اليوم، إن "الفيلم يمثل أعلى درجات العدوان على أرفع حق من حقوق الإنسان المتمثلة باحترام معتقداته ومقدساته واحترام مشاعره".
ورأى الحزب أن الفيلم "عمل مشبوه يقف وراءه ممولون من غلاة ومتطرفين أقباط ويهود، يستهدف تغذية نار الكراهية، ورفع منسوب التوتر بين المسلمين والأقباط في مصر لاستدراجهم إلى الفتنة الملعونة".
حجب يوتيوب
من جانبها أعلنت الحكومة الأفغانية حجب موقع يوتيوب على الإنترنت لمنع مشاهدة الفيلم المسيء.
وقال المسؤول في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إيمال مرجان "تلقينا تعليمات من وزارة الإعلام والثقافة. ومن ثم أمرنا جميع المزودين (للإنترنت) بحجب يوتيوب إلى أن يرفع هذا الموقع الفيلم المهين".
وفي طهران وصفت الخارجية الإيرانية الفيلم بـ"المشين"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست في بيان نشرته وسائل الإعلام المحلية إن جمهورية إيران الإسلامية "تدين بشدة إهانة الإسلام وتتعاطف مع الأمة الإسلامية الجريحة".
وأضاف أن "السكوت الممنهج والمستمر للحكومة الأميركية على هذا النوع من الأفعال المشينة هو السبب الرئيسي لاستمرار هذه الأفعال"، وأكد أن "الحكومة الأميركية عليها مسؤولية وقف هذا الاتجاه الخطير".
يشار إلى أن الفيلم "براءة المسلمين" أخرجه وأنتجه في الولايات المتحدة سام باسيل (54 عاماً) وهو مخرج هاوٍ إسرائيلي أميركي من جنوب كاليفورنيا ويدير شركات عقارية، ويعتبر من أشد المناهضين للدين الإسلامي إذ يعتبره "دين الكراهية".
وكان الفيلم أثار موجة إحتجاجات شعبية في ليبيا ومصر، حيث استهدف هجوم بقذائف الـ"آر بي جي" القنصلية الأميركية في بنغازي أدّى إلى مقتل أربعة أميركيين من بينهم السفير الثلاثاء، كما حاول متظاهرون اقتحام السفارة الأميركية في القاهرة بعد إحراق العلم الأميركي.