قائمة الموقع

معاناة الأسرى .. الحاضر الغائب !

2012-09-17T05:40:49+03:00
معاناة الأسرى .. الحاضر الغائب !
غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

لا تقولوا إن وصف معاناتهم معروف لديكم ففي كل يوم يتبدّل اللون ويتغيّر المذاق لنزلاء كل معتقل على حدا.

كحالة الطقس تبدو قضية الأسرى تهب رياحها حيناً وتهدأ حيناً آخر هذا بالنسبة لنا في الخارج أما في داخل السجون فهناك عالم من المعاناة المستمرة بأشكال العذاب.

وتتركز معاناة الأسرى في سجون الاحتلال مؤخرا في مشكلة المضربين عن الطعام والمعزولين واشتداد الهجمة القمعية من مداهمات ليلية وتفتيش عاري والتنكيل بهم وذويهم خلال الزيارة التي سمح بها مؤخراً .

وتقدر مؤسسات حقوقية ومهتمة بشؤون الأسرى عدد المعتقلين في سجون الاحتلال بـ 4500 بينهم 200 طفل و 9 نساء و195 معتقل إداري .

كما يبلغ عدد المعتقلين من غزة 450 معتقلاً بينما بلغ عدد النواب 17 نائب من المجلس التشريعي الفلسطيني .

ويلوّح الأسرى مؤخرا بتصعيد خطواتهم الاحتجاجية إن استمرت معاناة المضربين عن الطعام والمعزولين وصولاً للإضراب الشامل.

"

الفليت: حالة الأسرى المضربين عن الطعام دخلت مرحلة الخطر الحقيقي 

"

ومن المرجح أن ينقل الأسير سامر البرق المضرب عن الطعام منذ شهور إلى مصر بعد أنباء عن قبول مصر استقباله بعد ساعات.

الإضراب والعزل

وتتصدر معاناة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال قضية الأسرى الأربعة المضربين عن الطعام وهم سامر العيساوي من القدس مضرب من 48 يوم وسامر البرق المضرب من 117 يوم، وأيمن الشراونة " 77 يوم" من الخليل وحسن الصفدي "89 يوم" .

كما تشكل قضية إنهاء عزل الأسيرين ضرار أبو سيسي وعوض الصعيدي مطلباً أساسياً من مطالب الأسرى .

ويرى مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن الحركة الأسيرة تشهد مؤخرا حراكاً حقيقاً لإنهاء معاناة المضربين والمعزولين .

ويضيف:"عادت معاناة التفتيش العاري والاقتحامات والقمع والاستفزاز بقوة وإزعاج الأهل في طريق الزيارة ومتوقع أن يكون للأسرى ردة فعل".

ويؤكد الخفش أن هناك 500 أسير من الضفة محرومين من الزيارة بحجج أمنية إضافة لزيادة التنكيل والتفتيش العاري خلال الزيارات وقبلها .

أما الباحث في شئون الأسرى عبد الناصر فروانة فيؤكد أن الاستياء يتصاعد يوماً بعد يوم داخل السجون من القمع ومعاناة يوم الزيارة.

"

فروانة: الأسرى يفكرون باتخاذ خطوات تصعيدية قريبا رفضا لانتهاكات الاحتلال 

"

ويضيف:" الأسرى يفكرون باتخاذ خطوات تصعيدية قريبا للتعبير عن رفضهم والرد على الانتهاكات ويدرسون آلية الرد هل ستكون إضراب جزئي أم كلي أم استراتيجي" .

ويقول فروانة أن الأسرى يعانون من مماطلة وعدم التزام إدارة السجون بما اتفق عليه سابقا عقب نجاح إضرابهم الأخير خاصة إنهاء ملف العزل والسجن الإداري .

ويتابع: "الزيارات باتت تشكل معاناة كبيرة فهناك حرمان من الأطفال والملابس ولم يقدموا العلاج اللازم للمضربين عن الطعام".

أما المتحدث باسم رابطة الأسرى والمحررين احمد الفليت فيرى أن حالة الأسرى المضربين عن الطعام دخلت مرحلة الخطر الحقيقي .

ويضيف: "الأسرى قالوا لو استمرت المماطلة فربما سيبدأ إضراب النخبة في أكتوبر القادم حتى نصل لإضراب العدد كامل".

وحول آلية الزيارة المسموح بها يقول أن الاحتلال مثلاً يسمح بمرور باص واحد فقط من غزة كل يوم اثنين ما يعني زيارة 25-30 أسير من القطاع أسبوعيا فيما يسمح للأسير بالزيارة مرة كل أسبوعين على الأقل.

ولا تمر الزيارة المحددة بـ45 دقيقة بشكل طبيعي إذ يتخللها التفتيش المذل والعاري ورفض كثير من مطالب الزيارة.

تفاعل ضعيف

قليلون هم من يشغلون تفكيرهم بما يجري خلف الأبواب الموصدة والقضبان الباردة في سجون "عسقلان والسبع ونفحة وأخواتها الأربعة عشر.." .

وانخفضت حالة التفاعل الجماهيري والمؤسساتي مع قضية الأسرى في الأسابيع الأخيرة بشكل ملحوظ ما يؤثر سلباً على صمودهم وإيجاباً لمصلحة إدارة السجون .

وأعلن الاحتلال أمس عن نيته إبعاد الأسير المضرب عن الطعام سامر البرق لمصر التي وافقت على استقباله .

ويحاول الاحتلال التقليل من نجاح إضراب الأسرى عبر إبعادهم عن مناطق سكناهم كما حدث مع أسرى من قبل فيما تسجل فعاليات التضامن تراجعاً واضحاً .

ويصف الباحث في شئون الأسرى عبد الناصر فروانة ما يحدث خارج السجون من فعاليات ومواقف بأنه هام للغاية لأي خطوة داخل السجون .

ويضيف:"قرار التصعيد داخل السجون يمر بمراحل ودراسة من عوامل الحسم فيها هو الخارج وحالياً هناك تراجع في الفعاليات وعدد المتضامنين وتعاطي الإعلام مع مشكلتهم".

"

الخفش: الحركة الأسيرة تشهد حراكاً حقيقاً لإنهاء معاناة المضربين والمعزولين

"

أما الخفّش فيرى أن الحركة الأسيرة لها مشاكل خاصة مطالباً بحوار جماهيري وحراك على مستوى المؤسسات لدعم صمودهم .

ومن زاوية أخرى يشير الفليت أن الفعاليات استمرت من فبراير الماضي حتى بدء معاناة الأسرى الأربعة المضربين عن الطعام.

ويضيف:"سابقاً كانت الفعاليات في مدة طويلة كالسابقة لكنها خفتت حالياً وقد وضعت القوى الوطنية والإسلامية برنامج بالتنسيق مع المؤسسات لزيادتها فنسبة التفاعل مؤخراً غير مرضية".

ويتناغم الفعل وردة الفعل داخل السجون مع ما يجري خارجها لا من مجرد تظاهرات وإنما خطوات تصعيدية تهزّ كتفي الاحتلال وتربكه خوفاً من الوقوع في فخ عملية أسر جديدة مرةً أخرى .

اخبار ذات صلة