قائمة الموقع

المغرب: محاكمة "تاريخية" طرفاها أمير وقيادي حزبي

2012-09-18T14:05:42+03:00
المغرب: محاكمة "تاريخية" طرفاها أمير وقيادي حزبي
الرسالة نت - وكالات

يتابع الرأي العام المغربي بشغف كبير وقائع محاكمة فريدة في التاريخ القضائي والسياسي بالمغرب، يتواجه فيها أمير ينتمي إلى الأسرة الحاكمة وقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

ويتعلق الأمر بدعوى رفعها الأمير هشام بن عبدالله العلوي، ابن عم العاهل المغربي، على البرلماني وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، عبد الهادي خيرات، على خلفية تصريحات صدرت عن الأخير، واعتبرها الأمير مسيئة له، إذ تتهمه بالتورط في نهب أموال أحد البنوك العمومية التي توجد في قلب الجدل حول الفساد المالي والاقتصادي بالبلاد.

وفي سابقة من نوعها، حضر الأمير العلوي، المعروف بآرائه الخاصة المنتقدة لبنية النظام السياسي في بلاده، والذي يدير معهدا لدراسات الشرق الأدنى في الولايات المتحدة، إلى مقر القضاء الجنحي بمدينة الدار البيضاء في أولى جلسات المحاكمة التي تجري تحت إجراءات أمنية وأمام متابعة كبيرة.

وفي تصريح له أمام مدخل المحكمة، قال الأمير هشام -الذي يلقب لدى بعض أطياف الصحافة المغربية والدولية، بالأمير الأحمر، كناية عن مواقفه المستقلة المعارضة- إنه قرر على إثر الاتهامات التي وجهها إليه القيادي الحزبي اللجوء إلى القضاء، مضيفا أن المشتكى عليه مطالب بتقديم أدلة أو مواجهة ما ينص عليه القانون في هذه الحالة.

وبينما تداولت بعض وسائل الإعلام أخبارا تفيد بمساع تبذلها بعض الأطراف من أجل تسوية القضية، ومن بينها قيادات في حزب الاتحاد الاشتراكي، قال الأمير هشام "لقد سمعتم بلا شك أخبارا تفيد أن أطرافا ثالثة تبحث عن حل ودي لهذه الحالة الناجمة عن سلوك غير مسؤول ودناءة لا مثيل لها وعنجهية، ولا علم لي بهذه المساعي، وإن وجدت فأنا أفوض المحامي في كل ما يخص القضية."

وبدا الأمير حاسما في تحركه القضائي قائلا  "الملف أخذ مجرى قانونيا إجرائيا محضا".

ومن جهته أكد محامي الأمير، عبد الرحيم برادة، وهو أحد أبرز الناشطين الحقوقيين في المغرب، خصوصا خلال ما سمي بـ "سنوات الرصاص،" أن الدفاع يطالب بدرهم رمزي كتعويض، وبنشر الحكم الذي سيصدر، والذي لا يمكن في نظره إلا أن يكون حكما بالإدانة، في خمس صحف، من بينها صحيفة الاتحاد الاشتراكي، التي يديرها المشتكى عليه، عبد الهادي خيرات.

وأوضح برادة أن خيرات هو المعني أساسا بالدعوى، بصفته الشخصية، وأن الاتحاد الاشتراكي بريء من الاتهامات قضائيا، لكنه معني سياسيا ومعنويا بما قاله خيرات لكون هذا الأخير نائبا برلمانيا عن هذا الحزب وعضو في المكتب السياسي ويدير الصحيفتين الناطقتين باسمه "الاتحاد الاشتراكي وليبراسيون."

وتعود الواقعة التي أطلقت هذا المسلسل القضائي الاستثنائي إلى ندوة حزبية في مدينة بني ملال المغربية، قال فيها عبد الهادي خيرات إن الأمير هشام كان أحد من تورطوا في الاستفادة من أموال المصرف العقاري والسياحي، حيث حصل على مبلغ هام دون أداء الضمانات اللازمة، ليخلص إلى القول إنه "لا أحد رحم هذه البلاد".

ويعرف عن الأمير هشام، ابن شقيق الحسن الثاني، بأنه أحد الناقدين بشراسة لطبيعة النظام السياسي في المغرب، كما يعد باحثا مرموقا في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ويشارك بهذه الصفة في عدة مؤتمرات ولقاءات دولية.

 

اخبار ذات صلة