قائمة الموقع

من جديد.. (إسرائيل) تخطب ودّ تركيا !

2012-09-20T16:54:38+03:00
من جديد.. (إسرائيل) تخطب ودّ تركيا !
غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

في القصر الرئاسي التركي يتوقون لليوم الذي تأتي فيه إسرائيل لتنحني وترفع القبعة مقدمة الاعتذار بعد سنتين ونصف من العجرفة والتعالي .

لا يعني أن تكونا صديقتين "تركيا وإسرائيل" فتخضّب الثانية مياه بحر غزة بدماء الأتراك ثم تخطب ودّها من جديد فلا تشفع المصالح المشتركة دائماً أمام قتل الرعايا في دول تحترم أنفسها.

وكانت وسائل إعلام كشفت صباح اليوم عن ابتعاث إسرائيل لرجل أعمال يهودي يحمل الجنسية الأمريكية لإجراء مفاوضات وإيجاد صيغة تضمن إنهاء الأزمة بين الجانبين .

وبدأت العلاقات تتدهور بين إسرائيل وصديقتها القديمة تركيا في أيار 2010 عندما قتلت إسرائيل 9 متضامنين أتراك كانوا على متن سفينة تحمل مساعدات إنسانية لغزة المحاصرة.

وتصاعد الخلاف ليتركز في ثلاثة مطالب تركية لعودة العلاقات أولها الاعتذار ثم تعويض الضحايا وفك الحصار عن غزة .

وتربط تركيا علاقات وثيقة بإسرائيل تتمثل في التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني استمر لسنوات طويلة وليس من السهل لكلا الطرفين التحلل منه بسهولة .

محاولات مستمرة

رئيس الحكومة التركي اردوغان استقبل الخبر ببرود سيدة في المطبخ التقطت قطعة اللحم لتعد وجبة النهار !! فليس في الأمر الجديد المثير .

وقال أردوغان مساء أمس الأربعاء، خلال مقابلة متلفزة مع التلفزيون التركي (NTV)، أن الحكومة الإسرائيلية أرسلت رجل أعمال يهودي يحمل الجنسية الأميركية لإيجاد صيغة تضمن إنهاء الأزمة بين الجانبين.

ويرى الباحث في الشئون الإسرائيلية نظير مجلي أن إسرائيل لازالت معنية بتحسين العلاقات مع تركيا لكنها ما يؤرّقها هو تشدد تركيا في مطالبها بالاعتذار والتعويض وفك حصار غزة .

ويضيف:"عملياً فشلت كل المحاولات بالطرق السابقة والآن تتدخل الولايات المتحدة كي تتنازل تركيا عن مطلب فك حصار غزة الذي ترفض إسرائيل إنهاءه".

ويقول مجلي إن عودة العلاقات لطبعتها بين الدولتين أمر غير مستبعد لأن كليهما جزء من شبكة دولية تدور في فلك الولايات المتحدة التي معنية بحل الخلاف .

أما الباحث في الشئون الإسرائيلية عدنان أبو عامر فيشير أن إسرائيل لديها مشكلة في الاعتذار أما مسألة الحصار فقد بدأ أصلاً يتراجع رويداً رويداً .

ويضيف:"إسرائيل تدرك فداحة أن تخسر تركيا لما تريده من عمق إذا تصرفت تجاه إيران وأنها لا تريد فقدان طرف إقليمي ومجال جوى مهم لا يعوض".

ويتفق المحلل السياسي عبد الستار قاسم مع المحلل أبو عامر في أن إسرائيل معنية بتركيا لما لها من وزن اقتصادي وعسكري في المنطقة.

ويضيف:" موقف تركيا كان بالدرجة الأولى إنسانيا وقد يكون موقفها المتشدد اتجاه غزة انزوى حيناً فالخلاف لم يكن استراتيجياً أو سياسياً فهي عمليا لم تدعم غزة سوى بمشاريع ودعم إنساني".

ويلفت قاسم الانتباه إلى أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي والأخير له تعاون عسكري وامني كبير مع إسرائيل .

توقيت مهم

هناك مثل شهير في بورصة "وول ستريت" يقول: "إذا أردت صديقاً فاشتري كلباً" وذلك أن غاية الصداقة في عالم المصالح أياً كان نوعها تقوم على المنفعة ولا تلتفت للمودّة .

أن يكون هناك صديقان قديمان يسمح ذلك لأحدهما أن يشدّ على يده خلال حرارة المصافحة لكنه لا يقبل صفعه على قفاه ! .

تجد تركيا حرجاً في قبول إسرائيل هكذا مرةً أخرى كأن شيئاً لم يكن فهي حريصة على حفظ ماء وجهها أمام مواطنيها ومعارضي حكومتها المتربصين بكل همزة ولمزة .

ويبدو أن التوقيت لكسب الجارة القديمة مهم أكثر بالنسبة لإسرائيل منه لتركيا فالجبهات مشتعلة في سوريا وساخنة على الأقل في إيران .

وهنا يقول المحلل مجلي إن الحكومة الإسرائيلية تتعرض منذ فترة طويلة لانتقادات داخلية لتدهور علاقتها مع تركيا خاصة بعد تطورات سوريا وإيران .

ويؤكد أن مبدأ المصلحة المشتركة يحتّم على تركيا وإسرائيل أن تكونا في صف واحد اتجاه سوريا وترك حالة التبجح المتواصلة .

ويضيف:"لدى تركيا أجندة وأحلام لقيادة المشروع الإقليمي والعالم الإسلامي وقد تكون تركيا تضع عقبات للمصالحة لتحقيق حلمها الذي تنافسها عليه إسرائيل".

ولا تريد تركيا صداماً مع إيران للحفاظ على موقعها في المؤتمر الإسلامي وحدودها هادئة لكنها باليد الثانية تدعم المعارضة السورية.

أما المحلل أبو عامر فيلفت الى رغبة تركيا في زوال سوريا وهنا قد تلتقي مصلحة إسرائيل مع تركيا لكن أمريكا قد تتدخل لتلزم الطرفين برؤيتها فهي تريد زوال حكام سوريا ومؤخرا ترغب في هدوء الملف الإيراني.

 بينما يشير أبو عامر لأهمية خسارة إسرائيل حليف عسكري وأمني "تركيا"  خاصة بعد محاولاتها إعادة التموضع لضرب إيران .

وحول الحلم التركي بالزعامة اوضح المحلل قاسم ان إيران لازالت تكبح جماح تركيا في التحليق بأحلامها بعيدا فأي توتر مع إيران سيؤثر اقتصادياً على تركيا .

ويضيف:"إذا عرقلت سوريا وإيران تجارة تركيا سيتضرر اقتصادها وتركيا بدأت مؤخراً تخفض من دعمها للمعارضة السورية وحتى لو اندلعت حرب إقليمية ستبقى تركيا خارج النطاق فهناك علاقات واتفاقات اقتصادية مهمة" .

وتبدو المنطقة مقبلة على أسابيع من الهدوء الحذر ترقباً لما ستؤول لهم الحالة السياسية في سوريا قبل اتخاذ الأطراف المؤثرة مواقفاً طال التخطيط لها .

اخبار ذات صلة