قائمة الموقع

اردوغان يصعد والمسلسلات التركية تهبط

2010-01-14T09:09:00+02:00

اسطنبول- الرسالة نت

ما هي العلاقة الجامعة بين رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي الذي يلقبه بعض العرب بالطيب، والمسلسلات التركية العاصفة منذ أكثر من عامين في العالم العربي والتي كادت، في فترة ما، تتحول إلى إعصار لا يمكن تحديد مخلفاته وأضراره؟

أردوغان والمسلسلات التركية، كانا نجمي عام 2009 في المنطقة العربية، كلاهما وسع من رقعة تمركزه، وعزز من نفوذه، وزاد من حجم شعبيته، ليس في تركيا وحدها بل في العالم العربي بأكمله. كلاهما استفاد إلى أبعد الحدود من الفرص السانحة والفراغ المتروك وحالات التراجع والارتباك. هذا إلى جانب الدعم الذي لقيه كل منهما بسبب المواد التي قدمها وروج لها ووفرت له المناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي حمله على أجنحة معولمة إلى أبعد الأماكن التي ظلت لسنوات طويلة مغلقة في وجهه ومحرمة عليه.

 الفارق الكبير بين الاثنين هو أن الأول تعامل مع الحقائق والمعطيات السياسية والأمنية والتاريخية القائمة على الأرض، وهو لذلك ما زال يحظى بشعبيته الواسعة ويحصد المزيد من النقاط منذ 6 سنوات.

أما المسلسلات التركية فرغم اتساع رقعة تمددها وتهافت المشاهد التلفزيوني العربي عليها، فإنها بدأت تعاني من انتقادات واعتراضات يتزايد عددها يوما بعد الآخر. فصعودها يبدو أنه جاء مصطنعا بسبب ما يحمله من أوهام وأحلام وتلاعب بالنفوس والعقول وافتعال ضجيج لا يغني من جوع.

بالأمس القريب كان أحد الأطفال العراقيين البالغ من العمر 7 أعوام يطلق النار على والده من مسدس الأخير الذي كان يحتفظ به في سيارته، بعدما دعاه الابن لرفع يديه والاستسلام. ولما لم يمتثل الأب إلى الأوامر أطلق عليه الابن رصاصة واحدة استهدفت القلب مباشرة وأردت الوالد قتيلا.

الصغير كان يحاول هنا تجسيد شخصية بولات عالم دار أو مراد نجم مسلسل «وادي الذئاب» الذي يعالج موضوع المافيا التركية وحروب الدولة مع شبكات التجسس والتخريب المدعومة من الداخل والخارج، والذي بدأ يأخذ مكانه في التلفزيونات العربية إلى جانب العشرات من المسلسلات المترجمة والمدبلجة. هذا وفي الوقت نفسه كان الكثير من السفراء الأتراك يرددون أن المسلسلات التركية التي تكتسح القنوات العربية منذ عامين نجحت في ما فشلت فيه الدبلوماسية التي بذلت عشرات السنين على هذا الطريق لكنها لم تحقق الكثير. علما بأن ما حصده مسلسلا «مهند ونور» و«سنوات الضياع» من شعبية كاسحة في العالم العربي لم يتكرر بعدهما، وربما لن يتكرر أبدا.

ومع ذلك، فإن مجموعة من الكتاب والإعلاميين الأتراك يرون أن المسلسلات هذه كان لها الفضل الأكبر في التعريف بتركيا ونقل أجوائها الفكرية والثقافية والاجتماعية، وأنها لعبت دورا أساسيا في دفع آلاف السياح العرب لتحويل وجهات سيرهم نحو المدن التركية.

إضافة إلى ذلك، فقد أعلن قبل أيام وزير الدولة التركي ظفر شاغليان أن الدولة ستخصص جوائز ومكافآت مالية تدعم المنتجين والمخرجين الذين يقومون بأعمال ناجحة من هذا النوع تسهم في التعريف بتركيا وتشجع على تسويق منتجاتها في الخارج.

 لكن أسئلة أخرى ما زالت تتردد على لسان الكثير من المثقفين الأتراك والعرب على السواء، حول ما إذا كانت هذه المسلسلات تعكس الصورة الحقيقية للداخل التركي اجتماعيا وثقافيا وحضاريا، وهل أنها تسهم فعلا في فتح صفحة جديدة من الحوار الذي ظل منقطعا لعقود طويلة بين الجانبين، وتقود العرب لتغيير الصورة التي يعرفونها عن الأتراك؟.. وهل بمقدور ما حققته هذه المسلسلات أن يقنع الأتراك باستبدال الصورة التي رسموها، حتى الآن، عن العرب والعالم العربي؟

وتبدو صورة الأتراك أمام العرب والفلسطينيين على وجه الخصوص أخذة في التحسن، لاسيما في ظل المواقف الوطنية التي عبر عنها رئيس الوزراء التركي "أردوغان" والتي أبرزها انسحابه من مؤتمر دافوس، احتجاجا على وجود رئيس الدولة العبرية "شمعون بيرس".

وعبر اردوغان عن دعمه للشعب الفلسطيني، كما أن الوفود التركية لم تنقطع عن قطاع غزة عقب الحرب الأخيرة الخريف الماضي، فيما قدمت تركيا العديد من المساعدات لمشردي الحرب من الغزيين.

 

اخبار ذات صلة