قائمة الموقع

ماذا وراء التزام حماس بسياسة ضبط النفس؟

2012-09-24T07:32:11+02:00
سيناريو خطف جندي اسرائيلي للقسام
الرسالة نت - شيماء مرزوق

يعكس التزام معظم الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس بضبط النفس إزاء الضربات الخاطفة التي يشنها الاحتلال (الإسرائيلي) على قطاع غزة بين فينة وأخرى الحرص على تجنب تصعيد عسكري (إسرائيلي) قد يهدد الاستقرار في قطاع غزة.

كما يظهر هذا الموقف الذي أصبح معروفا عن حماس منذ الحرب الأخيرة على القطاع أنها أصبحت تتخذ إستراتيجية جديدة تعطي الأولوية للعمل السياسي وللوضع الاقتصادي في القطاع دون التخلي عن نهج المقاومة، وذلك بعد خمسة أعوام من تجربتها في الحكم وإدارة الأوضاع في غزة, فهل تبقى حماس ملتزمة بـ"ضبط النفس" منعا لتدهور الظروف المعيشية للغزيين؟.

استحقاقات السلطة

ويظهر في خلفية المشهد تحسن ملحوظ للوضع الاقتصادي في القطاع, فالتخفيف الذي طرأ على الحصار أدى لتحسن الأوضاع، كما إن حركة البناء والإعمار ساعدت كثيرا في زيادة النمو الاقتصادي الذي يعتبر عاملا مهما تسعى القيادة في غزة للمحافظة عليه.

وأكد المحلل السياسي حسن عبدو في هذا السياق أنه بعد الحرب على غزة جرى حصار شارك فيه المجتمع الدولي, "وأبرم تهدئة عن طريق الوسيط المصري لمنع وصول السلاح لغزة", موضحا أن (إسرائيل) اعتقدت أن التهدئة لمصلحتها، "لكنها أدركت منذ سنتين أنها قيدت اعتداءاتها المتكررة على القطاع".

وعد عبدو أنه إذا استمر التصعيد فإنه سيقود لحرب كبيرة لا يريدها أحد, "فحماس والفصائل الاخرى ترى أن تلك الحرب ستكون وبالا على الشعب الفلسطيني, و(إسرائيل) تدرك من جهتها أن صواريخ المقاومة تستطيع أن تطال عددا كبيرا من التجمعات السكنية، لذلك يبقى التصعيد تحت السيطرة لأن الجميع باتوا يدركون أن الحرب ليست لعبة".

"

عبدو: إذا استمر التصعيد فإنه سيقود لحرب كبيرة لا يريدها

"

أستاذ العلوم السياسية د. مخيمر أبو سعدة يرى من جانب آخر أن كون حركة حماس في السلطة يحكم عليها أن تكون أكثر عقلانية ومسؤولية.

وأوضح أبو سعدة أن قرار حماس بالبقاء على الحياد له علاقة بسلطتها في غزة، "فاستحقاقات السلطة دائما ثقيلة لأنها تجرد القوى والأحزاب من القيم التي تتعارض مع تلك الاستحقاقات".

الكرة في ملعب الاحتلال

وتتحدث الحكومة في غزة مع كل جولة تصعيد عن أن الرد يأتي في الوقت الذي تراه مناسبا، كما تؤكد باستمرار أن المقاومة خيار إستراتيجي لكنها فعليا تحاول أن تتجنب أي رد أو تصعيد قد يجر القطاع نحو الحرب خاصة أن غزة عانت الأمرين خلال الحرب الأخيرة إضافة إلى أن الاوضاع الاقتصادية والاحتجاجات في الضفة تجعل الحكومة أكثر حرصا على استقرار الأوضاع المعيشية.

وهنا بين عبدو أن ما يجري الضفة الغربية صناعة للأحداث ستحتوى في الأيام القليلة القادمة, "لذلك من الصعب انتقالها لغزة", مؤكدا أن الجهد الحقيقي يجب أن يتوجه نحو الاحتلال.

وأضاف: "الحل لكل الأزمات الفلسطينية بما فيها الانقسام الداخلي انتفاضة ثالثة توحد الفلسطينيين في خندق المقاومة لمواجهة الاحتلال".

أما أبو سعدة فيرى أن حماس استفادت من تجارب سابقة وأنها أدركت الأهداف (الإسرائيلية) من التصعيد، "فحاولت أن تحرج حكومة بنيامين نتنياهو وأن تظهر أمام المجتمع الدولي بمظهر مختلف عن السابق، فلا يستطيع نتنياهو أن يقول إنها حركة إرهابية (...) بالعكس حماس وضعت الكرة في ملعب نتنياهو بذكاء وبدت خارج مربع العنف وأظهرت أن نتنياهو هو من يمارسه".

ونوه إلى أن موقف حماس يرتبط بالبعد الإقليمي والتحولات السياسية في مصر، "وبالمؤثرات العربية، فلا يمكنها أن تتجاهل الأحداث في سوريا والدور الإيراني لأن حماس تجنب نفسها مستقبلا في حالة أي حرب (إسرائيلية)-إيرانية عملية الاستقطاب والدخول في الحرب بينهما".

"

أبو سعدة: حماس استفادت من تجارب سابقة وتدرك أهداف التصعيد 

"

وتقول مصادر مقربة من حماس إنها تدرك عدم رغبة المواطنين في الحرب على اعتبار أنه يستطيع أي فصيل أن يقول ما يريد لكن الفصيل الوحيد الذي يستطيع الدخول في حرب حقيقية مع (إسرائيل) هو حماس.

إذن, من المتوقع أن تكون حماس أحرص من أي وقت مضى على استقرار الوضع الاقتصادي في القطاع خاصة مع الأزمة التي تعانيها حاليا في ظل حملة مصر ضد أنفاق التهريب عبر حدودها مع قطاع غزة، وفي ظل تفاقم النقص في احتياجات القطاع، فهذا كله يجبر الحركة على أن تضع هذه القضية إلى جانب العمل السياسي على سلم أولوياتها.

ويقول خبراء اقتصاديون إن 30 % من البضائع تأتي إلى غزة عبر الأنفاق، ويقول أصحاب أنفاق إن نحو 80% من الغذاء الذي يباع في غزة يأتي عبر الوسيلة نفسها.

كما يؤكدون أن إغلاق الأنفاق يمكن أن يؤدي إلى انهيار كامل في القطاع بما يعني كارثة اقتصادية، فالأنفاق استخدمت لاستيراد كل شيء من الغذاء إلى مواد البناء والوقود والسيارات.

اخبار ذات صلة