قائمة الموقع

"محررو الصفقة" يتجاوزون محنة الأسر

2012-09-24T07:58:29+02:00
صورة من الارشيف
الرسالة نت - بثينة شتيوي

قبل عام كان حلم يراودهم, فالخروج من زنازين سرقت سنوات عمرهم, ولقاء الأهل والأحبة بات اليوم واقعا ملموسا في قطاع غزة, ليس ذلك فحسب, فالكثير منهم استقر اجتماعيا ونفسيا وحتى وظيفيا, "الرسالة" تحدثت مع بعض الأسرى المحررين للوقوف على ملامح حياتهم بعد عام من الإفراج عنهم.

وأعرب الأسير المحرر منصور ريان عن سعادته بوجوده في غزة التي فاجأته بكرمها قائلا:" بعد الإفراج عني أكرمني الله بالحج والعمرة والعمل, إضافة إلى أنني تزوجت من فتاة غزية, والآن أنتظر بفارغ الصبر نجلي البكر عبيدة نهاية الشهر الحالي".

ويعمل منذ الإفراج عنه محاضرا بنظام الساعة في جامعة الأمة, ومركز التعليم المستمر بالجامعة الإسلامية, مضيفا:" حاليا مستقر نفسيا ووظيفيا وعائليا واجتماعيا في منطقة اليرموك".

"

المحرر ريان يعمل محاضرا بنظام الساعة في جامعة الأمة

"

 ويرى ريان أن الحصول على وظيفة ليس سهلا سواء في غزة أو الضفة المحتلة, والعالم العربي بشكل عام, مضيفا:" البحث عن الاستقرار الوظيفي بحاجة إلى بذل جهد وتعب كبيرين, إلا أنني والحمد لله يوفقني ربي في كل أمر أصبو إليه". 

لدى ريان الكثير من الطموحات والآمال لتحقيقها بعد الإفراج عنه لا سيما "رد الجميل" لأهل غزة الذين تحملوا الحصار والدمار من أجلهم من خلال الوقوف جنبا إلى جنب في معاناتهم ومحنتهم الصعبة, إضافة إلى  إكمال دراسة الدكتوراه, وأخيرا بناء منزل لأسرته.

يذكر أن  المحرر منصور عاطف ريان من قرية قراوة بني حسان بنابلس والمبعد إلى غزة  وقضى عشرين عاما في سجون الاحتلال (الإسرائيلي), أنهى ثلاث شهادات عبرية داخل الأسر وهي بكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية, إضافة بكالوريوس في الإعلام والشأن (الإسرائيلي), وماجستير في النظم الديمقراطية المتعددة.

وتعود ملامح الفرح من جديد مخيمة على منزل الأسير المحرر بسيم الكرد من سكان بيت لاهيا شمال غزة, بعد أن رزقه الله بالمولودة " جنى", التي أضحت أوفر حظا من شقيقتها أسماء التي لم تعش حنان الوالد منذ عشرين عاما.

وتمنى الكرد أن تتوفر له فرصة عمل في غزة مضيفا:" انا من المفرغين لدى سلطة رام الله لكن لا أعمل في غزة".

"

المحرر الدهشان يتمنى أن يندمج في سوق العمل

"

وتحدث الأسير المحرر منذر الدهشان من سكان منطقة الزيتون شرق غزة لـ"الرسالة" قائلا:" بعد أن وفقني الله للزواج, وبناء البيت, أسعى للبحث عن الاستقرار الوظيفي, فما أطلبه هو اندماجي في سوق العمل".

اعتاد الدهشان المكوث كثيرا في البيت كما عودته زنزانته خلال عقدين ونصف, إلا أن ورش العمل والمحاضرات التي تنظمها الجهات المختصة في غزة حول تأهيل الأسرى المحررين واندماجهم في المجتمع, ساهمت في إخراجه من عزلته وعودته على التواصل مع أبناء شعبه.

ويعتقد أستاذ علم النفس بالجامعة الإسلامية أن المجتمع الفلسطيني بغزة وفر حضنا دافئا للأسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار من خلال تزويجهم واستقرارهم نفسيا وماديا"، مضيفا:" إن الأسرى في واقع اجتماعي أفضل من الأسر, إلا أن حياتهم تبقى أكثر استقرارا عندما  يفرج عن جميع الأسرى داخل السجون".

ومن وجهة نظر الشاعر فإن الأسرى تجاوزوا محنة الأسر باندماجهم بالمجتمع الغزي, حيث أن عملية التماثل الاجتماعي لديهم بانخراطهم مع الغزيين كانت سريعة, وهذا يرجع  إلى أن أهداف وطموحات الكثير منهم لاسيما أسرى الضفة متوافقة مع الثقافة الغزية.

وتابع:" إن الأسرة الفلسطينية طيبة, وتستطيع أن تستوعب الجميع في أي ظروف تمر عليها, وواقع غزة المحاصر معروف للجميع, لذا يجب أن يعامل الأسير كالمواطن العادي".

اخبار ذات صلة