قائمة الموقع

انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية بين سكان الخيام

2009-08-23T06:29:00+03:00

غزة/ أمينة زيارة  

يعاني سكان الخيام المترامية على أنقاض البيوت المدمرة في محافظات قطاع غزة من وضع صحي مترد للغاية، حيث انتشرت في صفوفهم الأمراض الجلدية والتنفسية المعدية مثل فقر الدم وسوء التغذية وتسمم الحمل، بسبب شح المياه، والتعرض للشمس طوال النهار، وكذلك عدم وجود حمامات وقلة الطعام، وكشفت لجان الإغاثة الطبية العاملة في محافظات غزة عن هذه الأمراض خلال عملها الميداني في هذه المناطق ، "الرسالة" زارت المخيمات ونقلت صورة المعاناة الصحية التي تتفشي بين السكان..

أمراض معدية

تشتكي أم محمد العطار من الأمراض المعدية التي انتقلت إلى جميع أطفالها، بدءاً بالرشح والالتهابات التنفسية وأخيراً جدري الماء، مؤكدة: أن الخيام بيئة غير صحية لأطفالها، خاصة أنها تتعرض للشمس طوال الوقت علاوة على لعب أطفالها بالطين، مما أصابهم ببعض الديدان، وقالت العطار: قدمت لنا لجان الإغاثة الطبية من خلال العيادات المتنقلة بعض الأدوية والحقن لكنها لم تجد نفعاً لأننا لازلنا نعاني من الأمراض لتواجدنا الدائم في الخيام.

وتشاركها الرأي جارتها أم احمد أبو حليمة التي جلست إلى جانبها على باب الخيمة يشتكين الأمراض التي انتقلت لأبنائهن بفعل العدوى فتقول "للرسالة": لم تمر علينا أمراض كهذه من قبل ونحن في بيوتنا، وبسبب الاختلاطات الكثيرة واحتكاك الأطفال مع بعضهم البعض انتقلت العدوى بسرعة، مضيفة: طفلي الصغير نقص وزنه فذهبت به إلى عيادة الوكالة، حيث أكد الطبيب "أن الطفل يعاني من فقر دم وسوء تغذية" وعندما علم بأننا سكان الخيام اتضحت له الصورة وقدم العلاج اللازم، لكن طفلي صحته لم تتعاف حتى اللحظة لتواجدنا لفترة طويلة في الخيام في الحر الشديد ولا يوجد طعام أو شراب.

ويقول مدير البرامج في لجان الإغاثة الإسلامية د. بسام زقوت: وضع سكان الخيام لم يصل للمعايير الدنيا التي يحب أن يعيشها الإنسان، فالخيام بشكلها الحالي ينقصها العديد من مستلزمات الحياة، فمياه الشرب غير كافية وتستخدم في الطهي والغسيل وكذلك لا يوجد تصريف للمياه أو مراحيض كما لا يوجد مكب للنفايات بل هو مكب واحد ولا يكفي لعدد السكان، علاوة على التلوثات الكثيرة التي تصيب الأطفال والكبار، ويضيف: في الفترة الصباحية يكون هناك اختلاط كبير بين العائلات، مما يسهل انتشار أمراض معدية وتناقلها من أسرة لأخرى خاصة أمراض الرشح والديدان والأمراض الجلدية كالجرب، وجدري الماء المعدي، والأنفلونزا وفقر الدم، وعندما قيمنا الوضع الصحي لديهم وجدنا ارتفاع معدلات فقر الدم من 50-70% بسبب سوء التغذية، فان الخدمات المتوفرة هناك لا تتناسب مع الظروف المعيشية هناك.

الخدمات ضعيفة جداً

ويشير زقوت إلى انه لا تزال الخدمات التي تقدم لسكان الخيام ضعيفة جداً وان وجدت لا تساعد الناس لذلك قاموا بتوزيع الحقائب الصحية المختصة من مواد النظافة الصحية لكن بالرغم من ذلك لا يوجد مكان للاستحمام، مبيناً انه لا يوجد مكان للطهي كما أن الخضروات والفواكه التي قدمت للأهالي تؤكل دون غسيل.

ويتابع: لا نريد أن تكون المخيمات أمر واقع وأن تتحول إلى حالة مزمنة تفرض على الناس العيش فيها، لذا يجب إنهاء الحصار وفتح المعابر وإدخال مواد البناء لإعادة الاعمار في هذه المناطق المهمشة  حتى يستطيع سكانها العودة لمنازلهم بصورة طبيعية، فالناس في المخيمات لم يكن لديها وعي صحي لمكافحة الأمراض في البداية وجاءت الخيام وزادت الأمر خطورة.

ويعلق د. زقوت: الإغاثة الطبية الفلسطينية أقامت وحدات متخصصة لرعاية الأطفال والنساء الحوامل وهي عبارة عن عيادات طبية متنقلة عملت على الكشف المبكر عن الأمراض الطارئة كالرشح والأمراض الجلدية ومعالجة الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، منوهاً إلى أن الوضع الصحي لسكان الخيام سيء جداً لا يساعد الإغاثة الطبية للقيام ببرامجها ودورها المطلوب في هذه المناطق، حيث لا يوجد معالجة للمياه كما لا يحتوي الطعام على الفيتامينات والحديد وهذا ما يشكل عقبة في طريق عملها في هذه المناطق المهمشة، مضيفاً: في قطاع غزة أكثر من منطقة مستهدفة على الحدود أو المناطق النائية والمتضررة تنقصها الخدمات الصحية.

ويفيد بعد الحرب تدفقت المساعدات بشكل كبير على القطاع وخاصة المناطق التي تعرضت للتدمير كعزبة عبد ربه والسلاطين والعطاطرة، القرم، السموني، جبل الكاشف، والآن بعد ستة شهور بدأت المساعدات تخف واختلفت الصورة بشكل كبير.

ضعف المناعة

ويؤكد د. زقوت: سكان الخيام قبل قيام الحرب لم يكونوا يتلقوا خدمات صحية بشكلها الكافي ولم يكن لديهم الوعي الصحي لمكافحة الأمراض، حيث لم يلتزموا بالعلاج وإرشادات الطبيب، وهناك عدد كبير لم يتلق العلاج والوقاية المبكرة، مما يسهل انتشار الأوبئة "كجدري الماء، والأمراض الجلدية، وفيما يخص الأمراض التي تصيب النساء الحوامل يوضح مدير البرامج في الإغاثة الطبية: نسبة 20% من النساء الحوامل تعاني من الحمل الخطر وارتفاع ضغط الدم والسكر وحالات التوأم التي تحتاج إلى متابعة كذلك تسمم الحمل وبعض الأمراض الحادة والتي تشكل خطراً عليهم كالرشح والالتهابات التنفسية، ويشير إلى أن التعرض للشمس طوال النهار وغياب الراحلة الجسدية، وعدم الحصول على مياه كافيه للشرب هذه الظروف المعيشية تجهد الجسم وتضعف مناعته وقدرته على مقاومة الأمراض.

ويفيد قامت طواقم الإغاثة الطبية بفحص جميع الأطفال وتحديداً الأمراض التي يعانون منها والتي كان أهمها فقر الدم بسبب سوء التغذية لذا قدمنا لهم برامج، خاصة للمتابعة وتزويدهم بالفيتامينات والحديد حسب ما تحتاج كل حاله، بالإضافة إلى التوعية المجتمعية من اجل مكافحة الأمراض المنتشرة عند الأطفال فنحن نقدم العلاج مجاناً لجميع الحالات حسب كل حالة، ويقول: الأدوية المقدمة متنوعة لمعالجة الأمراض الأكثر شيوعاً لدى سكان الخيام كالالتهابات الحادة، والأمراض المزمنة.

وعن المعوقات التي واجهت طاقم لجان الإغاثة خلال علمها في المناطق المهمشة يقول د. زقوت: هناك عوائق كثيرة واجهت الطواقم الطبية أهمها عدم توفر أنواعاً هامة من الأدوية وتحتاج إلى تنسيق لكي تدخل إلى القطاع عبر الضفة الغربية وتأخذ وقتاً طويلاً حتى يتم إدخالها للمعابر، وعدم توفر الأجهزة الطبية والمواد المخبرية التي المستشفيات بحاجة إليها.

 

اخبار ذات صلة