قائمة الموقع

عجلة التسوية تتطلب غزة بلا حماس !

2010-01-15T16:51:00+02:00
تحريك عجلة التسوية

غزة- رامي خريس- الرسالة نت

تصيب أغلب المتابعين لسير المفاوضات بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية أو الحديث عن إعادتها إلى مسارها الكثير من الدهشة والغرابة.

فكلما خفض فريق التسوية الذي يقوده رئيس السلطة منتهي الولاية محمود عباس سقف مطالبه عادت حكومة الاحتلال أياً كان رئيسها (أولمرت ، نتنياهو) ومن قبلهما إلى التراجع ومطالبة السلطة بالرضوخ للأمر الواقع الذي يصعب تجاوزه ومنها مطالبة السلطة بالمستوطنات الكبيرة وبقائها على أراضي الضفة الغربية ، وبعد ذلك باستمرار الاستيطان وما يسمونه التوسع الطبيعي حتى يتم التوصل لاتفاق.

ويجري الحديث الآن عن الخطة الأمريكية الجديدة التي تهدف بحسب المراقبين لجلوس الطرفين على الطاولة بدون السعي للتوصل إلى اتفاق بعد ما أصبحت (إسرائيل) غير مهتمة بالتهديدات الأمريكية أو بضغوطها إن تمت فعلاً.

إقرار

ويرى المراقبون أن الخطة الأمريكية التي تسربت بعض بنودها وطرحت على السلطة في رام الله، تحمل في طياتها إقرار للواقع "الحدودي" القائم حاليا بحسب خريطة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، أي إقرار من السلطة الفلسطينية بأن الاستيطان شرعي، وان كل ارض جرى استيطانها والاستيلاء عليها من قبل جيش الاحتلال، وتحديدا بما يشمل الكتل الاستيطانية الكبرى الثلاث التي تضم معظم المستوطنات، سوف تنضم إلى (إسرائيل).

كما تعني الخطة الأمريكية الحالية وجوب الوصول خلال تسعة أشهر إلى تعيين ما تبقى من ارض فلسطينية كجزء من الدولة الفلسطينية العتيدة، على أن يصار إلى الاتفاق على أراض بديلة موازية للكتل الاستيطانية من ناحية جغرافية، اكبر الظن ستكون أرضاً صحراوية قاحلة غير قابلة للحياة، ولا تريدها (إسرائيل)، وموجودة بالقرب من قطاع غزة، مع تأجيل - بطبيعة الحال - تسليمها للسلطة، لان غزة "محتلة" من "الإرهاب الفلسطيني" الذي تمثله حركة حماس.

 خداع

وإذا  لم تحقق المفاوضات أي شيء منذ ثمانية عشر عاماً فكيف يمكن التوصل إلى حل أو اتفاق نهائي في غضون تسعة أشهر، وهو على ما يبدو خدعة جديدة تقدم عليها الإدارة الأمريكية الحالية لإقناع السلطة في رام الله للعودة إلى المفاوضات، وإحياء عملية التسوية التي ترغب بعض الدول العربية في ذلك أيضاً لاسيما مصر التي  تبني حكومتها جداراً فولاذياً على الحدود مع غزة الذي قد يكون ملحقاً بخطة التسوية الأمريكية التي أعلنت أنها تبارك إنشائه .

 فعزل حماس أو التضييق عليها هدف لكل الأطراف التي تريد لعجلة التسوية أن تدور ويرون أن حماس وحكومتها في غزة يعرقلون العجلة ودورانها، وهو ما يتطلب إزاحتها من الطريق بكل السبل حتى لو أدى ذلك إلى تجويع أهالي قطاع غزة أو شن حرب ثانية لإنهاء الحركة أو شطبها من المشهد السياسي ، وقد تكون غزة هي الثمن المراد تقديمه لسلطة عباس بعد "تحريرها" من حماس ، مقابل استمرار السلطة في الدوران مع عجلة التسوية .

وعلى أية حال فإن الخطة الأميركية -إذا تحققت كما هو معلن عنها- تعتبر نصرا للاحتلال ومنطق الاستيطان الإسرائيلي وفرض الإرادة السياسية الإسرائيلية على الفلسطينيين.

ولم تكن (إسرائيل) تحلم في يوم من الأيام أن تصل إلى حل للقضية الفلسطينية بهذا الشكل، مع الاحتفاظ باحتلالها للأرض الفلسطينية، ومن دون دفع أي أثمان حقيقية حيالها، أي المحافظة على الأرض المصادرة، وما فوقها وتحتها، وتأجيل شبه دائم بعد قيام ما يسمى بالدولة الفلسطينية لقضية القدس وللاجئين مقابل "تسليم غزة لعباس بعد تخليصها من قبضة حماس" ، فهل يبدو هذا قابلاً لل

اخبار ذات صلة