اعتقلت شرطة لوس أنجليس نقولا باسيلي نقولا، الأميركي المصري القبطي الذي أنتج الفيلم المسيء للإسلام، الذي سبب مظاهرات سلمية أو عنيفة في كثير من الدول الإسلامية.
وقال توم مروزاك، من مكتب النائب العام بلوس أنجليس: «يمكنني أن أؤكد أن نقولا اعتقل، وسيمثل أمام محكمة اتحادية في لوس أنجليس»، دون إضافة المزيد من التفاصيل.
وقال النائب العام لولاية كاليفورنيا، روبرت دوغديل، «إن نقولا انتهك قواعد الكفالة 8 مرات، ومنها أنه أدلى بتصريحات كاذبة للضابط المكلف بمتابعة حالته. ومنها أنه استخدم 3 أسماء مختلفة».
وجاء اعتقال نقولا مساء الخميس بعد أن قررت القاضية الاتحادية سوزان سيغيل ذلك، دون إمكانية الإفراج عنه بكفالة مالية «لأنه قد يهرب، ولأنه يشكل خطرا على المجتمع»، مضيفة: "«لا تثق المحكمة في المتهم».
في نفس الوقت، قال ممثلون في الفيلم إنهم وقعوا ضحية خديعة قام بها نقولا. وأعلنت ممثلة أنها سترفع دعوى أمام القضاء الأميركي بتهمة انتهاك حقوق المؤلف. وأنه كان قال لها إنها ستمثل في فيلم بعنوان «محارب الصحراء». ثم اكتشفت أنه تم التلاعب بالعنوان والمحتوي «بطريقة فجة».
وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن لنقولا سجلا جنائيا في الولايات المتحدة، بعد أن أدانته محكمة أميركية في عام 2009 بجرائم منها احتيال مصرفي، وانتحال صفة شخص آخر. كما أنه كان تورط في عام 1997 في قضية أخرى. وكانت عاقبته محكمة أميركية عام 2009 بالحبس 21 شهرا، وفرضت عليه الرقابة الجنائية لخمس سنوات، يلتزم خلالها باحترام بعض القيود، منها حرمانه من «استخدام الكومبيوتر»، أو أي وسيلة أخرى لدخول الإنترنت دون إذن خطي.
وقالت المصادر إن حرمانه من «استخدام الكومبيوتر» هو ما يمكن أن يقود إلى مقاضاته مجددا بسبب الفيلم. لأن الشرطة لا تقدر على مقاضاته بسبب مضمون الفيلم نفسه، لأن النظام الأميركي يكفل حرية النشاطات الفكرية. وإذا أثبت أنه هو المشار إليه في الفيلم، وفي موقع «يوتيوب» تحت اسم «سام باسيل»، سيعاد إلى السجن ليقضي فيه السنوات الأربع المتبقية من عقوبته.
وقالت المصادر إن الفيلم أنتجته شركة اسمها «ميديا فور كرايست» (إعلام من أجل المسيح). واسم الفيلم «أنوسينس أوف مسلمز» (براءة المسلمين). وتبلغ مدة الجزء المنشور في «يوتيوب» 14 دقيقة.
أما مخرج الفيلم فهو آلن روبرتس (65 عاما) الذي عمل في إنتاج أفلام إباحية، أو أفلام إثارة. من بينها: «الشابة ليدي شاترلي 2» و«كاراتيه كوب». قال ذلك موقع «كرولر» المتخصص في أبحاث الإنترنت.
وأضاف أن عددا من الذين مثلوا أدوارا في الفيلم أكدوا أنهم فوجئوا عندما ظهروا في الفيلم في «يوتويب»، لأنهم اعتقدوا أنهم مثلوا في فيلم تاريخي. وقالوا إن «ملحمة خيالية أضيفت إليها دبلجة فوق الحوار الأصلي في إطار حملة معادية للمسلمين».
وأن الأسماء التي يحملها أبطال الفيلم الأصلي هي «جورج» و«كونداليزا» و«هيلاري»، إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق، ووزيرة خارجيته السابقة، ووزيرة الخارجية الحالية. لكن، في النسخة التي وضعت على «يوتيوب»، أصبحوا النبي محمد ونساءه، وشخصيات أخرى من القرآن، مع مناظر بذيئة.
من جانبه، طلب محامي المتهم، الذي تشير أوراق القضية إلى أنه كان يستخدم نحو 17 اسما مستعارا، كان معظمها يتضمن اسم نقولا، الإفراج عن موكله بكفالة مالية قدرها 10 آلاف دولار.
وقال المحامي ستيف سيدان إن موكله كان على اتصال دائم، سواء شخصيا أو عبر الهاتف، بالضباط الذين كانوا يتولون مراقبته، منذ إطلاق سراحه المشروط في قضية الاحتيال المالي عام 2010.
وأضاف المحامي أن هناك دافعا رئيسيا آخر يمنع إيداع موكله السجن، وهو لأسباب أمنية، مشيرا إلى أن قيامه بإنتاج الفيلم المسيء للإسلام قد يجعله عرضة للإيذاء من قبل مسجونين آخرين.
وتوارى منتج الفيلم المسيء للإسلام عن الأنظار في أعقاب بث فيلمه على شبكة الإنترنت، تزامنا مع الذكرى الـ11 لهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001، مما أثار احتجاجات غاضبة وأعمال عنف دامية في عدد من الدول العربية والإسلامية، راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى السفير الأميركي لدى ليبيا، كريس ستيفنز، الذي قتل مع ثلاثة أميركيين آخرين، في هجوم صاروخي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي.