مرة أخرى يلعبون في المربع المحرّم والخطر, أولئك الكارهون للإسلام يفجّرون نهراً من الحقد بين الشعوب والديانات.
مشكلة الفيلم الأمريكي المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم أعادت للواجهة سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها المتطرفون في الغرب للنيل من سماحة الإسلام.
ويحمل الفيلم المسيء لشخص وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم آثاراً اجتماعية ونفسية قد تمتد لتتراوح ردة الفعل ما بين الغضب والعنف أو مخاطبة الآخر بالدليل.
الفيلم الأمريكي رديء الإنتاج والإخراج ألهب مشاعر المسلمين في دول العالم وفجّر حالة من الغضب هدفها إشعال الكراهية والعنف.
وبينما عمت العالم العربي والإسلامي مسيرات غاضبة تخللها أعمال عنف فضّل بعض المفكرين مخاطبة الغرب بالحوار الهادئ.
وسبق الفيلم الأمريكي عدد من الرسومات والمنشورات المسيئة للإسلام أثارت حالة من الغضب والكراهية في معظم الأحيان وأتت كثيرا بفعل عكسي على متلقيها.
آثار اجتماعية ونفسية
وغالباً ما تركزت الإساءة نحو الرجل الأول في الإسلام لتدمير معنى القدوة الاجتماعية وتشويهها عند المسلمين كما في الفيلم والرسم الدانمركي قبل سنوات.
الرسم والتمثيل والنشر مدّ جسوراً من الاستياء تضرّ بالعلاقات الاجتماعية بين الشعوب والثقافات.
وأكد الأخصائي الاجتماعي د. وليد شبير أن الفيلم يمس العقيدة الإسلامية خاصة قدوة المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف :"أي مساس بالرسول يؤثر على المسلمين وفيه انتهاك للحرمة والعقيدة وهذا المس يؤثر على كرامة كل المسلمين بالسلب".
وقال إن المسلمين شعروا أن الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم يقف وراءه أعداء الإسلام ما جسد انتهاكا لكرامة كل المسلمين".
أما الأخصائي النفسي د. فضل أبو هين فأوضح أن الفيلم ظهر بشكل لا يقبله عقل ولا إنسان ما أدى لثورة مشاعر واحتجاجات وغليان مستمر.
وقال إن الفيلم أحدث حالة من التوتر فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس كأي إنسان عادي حتى يتم تصويره فما هو الحال لو صوّر بحالة قبيحة.
وأضاف: "طعن الفيلم في جوهر وكرامة المسلم وأحيى شعورا بالانتقام لكن معظم الناس لم يملكوا إلا أن يتظاهروا".
تطرف أو اعتدال
وكانت الشعوب في قراءتها للفيلم غاضبة فخرجت للشوارع واعتصمت أمام السفارات وواجهت أجهزة الشرطة في بلادها فسقط عشرات الضحايا والجرحى.
هناك من يرى أن مثل هذه المواد تمضي نحو التطرف بينما يتساءل آخرون لماذا يغرق البعض في الالتفاف لها بما أنها تافهة!.
وحول ردة فعل الشعوب الإسلامية رأى الأخصائي شبير أن الشعوب الإسلامية كافة توحّدت وثارت وتضامنت أكثر من الحكومات.
وأوضح أن المطلوب لمواجهة هذه المواد الإعلامية المسيئة هو توجيه رسالة تخاطب المجتمع الغربي عبر إنتاج مواد إعلامية لشرح سماحة الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم.
وتابع :"بعد انتشار الفيلم كثيرون في العالم أسلموا عندما قرءوا وتعرفوا على الإسلام لذا مطلوب تفعيل الانترنت لمخاطبة المزيد من الشعوب في العالم برسائل هادئة".
وهناك من يرى في توقيت الفيلم محاولة لتأليب الشعوب على التيار الإسلامي المتقدم والحاكم في بعض دول الربيع العربي.
فسكوت الإسلاميين يعكس موقفاً سيئاً لهم أمام شعوبهم وإتباعهم سلوكاً عنيفاً قد تستثمره الولايات المتحدة سلباً نحوهم.
ووضع الأخصائي النفسي د. أبو هين تأثير الفيلم في بعدين الأول عبر مشاعر غضب وكراهية التي تمضي للتطرف ما قد يدفع البعض لمهاجمة مصالح الغرب وأمريكا.
أما البعد الثاني فيمضي نحو العقلانية والحوار الهادئ معتمداً على قاعدة أن الإساءة ليست جديدة بل كانت منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بصور عدة وبدأت من قومه.
وتوقع أبو هين أن تكون ردة الفعل عكسية على الولايات المتحدة وأن يتأثر الملايين ايجاباً بالإسلام ويعتنقوه.
وتتكاثر يوماً بعد يوم أعداد الداخلين للإسلام بدلاً من تعاظم مشاعر الكراهية التي تريد تأصيلها مثل تلك المواد الإعلامية ما يبشّر بانقلاب السحر على الساحر!.