في وقت تفتقد فيه الإدارة الأميركية أي معلومات تتعلق بكيفية تنفيذ إسرائيل لضربة عسكرية ضد إيران أو توقيت عمل كهذا، يعكف محللون في المخابرات الأميركية والجيش لوضع خطط محتملة يمكن أن تنفذها إسرائيل من أجل القضاء على البرنامج النووي الأيراني، حسب ما ذكرت مجلة فورين بوليسي الأميركية.
وبحسب مصادر استخباراتية رفيعة المستوى، فقد خلص مخططوا الحرب في وزارة الدفاع الأميركية إلى ثلاثة خيارات قد تلجأ إليهم إسرائيل في حال قررت بالفعل ضرب إيران.
ومن بين هذه الخيارات، ما أطلق عليه هؤلاء المحللون بـ "عنتيبي إيران"، نسبة إلى العملية التي نفذها فريق الكوماندوز الإسرائيلي عام 1976 لإنقاذ مجموعة من الرهائن الإسرائيليين كانوا محتجزين في مدينة عنتيبي الأوغندية.
ووفق هذا السيناريو، ستقوم وحدة من الكوماندوز الإسرائيلي مكونة من 400 فرد بمداهمة المنشأة الرئيسية التي تحوي أجهزة الطرد المركزي المعنية بتخصيب اليورانيوم في منطقة فوردو بمحافظة قم، وإزالة أكبر قدر من اليورانيوم المخصب ثم زرع متفجرات لتدمير المنشأة بالكامل.
وقالت فورين بوليسي إن القيادة المركزية في الشرق الأوسط (سينتكوم) هي التي تشرف على عملية استشراف الخيارات الإسرائيلية من أجل تحديد التعامل الأميركي الأنسب في كل حالة.
ونقلت المجلة عن أحد مخططي الحرب في البنتاغون قوله:"هذه مسألة سياسية وليست مسألة حربية. كما أن هذا ليس أمرنا. ونحن نعتقد أن الهجوم الإسرائيلي قد يحدث في أي وقت".
وبحسب المجلة فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما يتفق مع قادة البنتاغون في عدة نقاط تتعلق بالملف الإيراني، ومنها عدم الرغبة في حيازة طهران للأسلحة النووية وأيضا عدم الرغبة في بدء إسرائيل حرب على إيران. ولا يعتقد أوباما وقادة جيشه أن الهجوم الإسرائيلي على إيران لابد وأن يستدرج تدخلا من الولايات المتحدة بصورة تلقائية.
ورغم معارضة إدارة أوباما لشن حرب إسرائيلية على إيران، لكن واشنطن بحاجة في ذات الوقت إلى معرفة الخطط الإسرائيلية بشأنها.
وإلى جانب خيار الاستعانة بالكوماندوز لشل قدرة إيران النووية، يتوقع المحللون العسكريون الأميركيون أن تلجأ إسرائيل إلى ضربة وقائية تقليدية عبر استخدام القوة الجوية لضرب المنشآت النووية بشكل عنيف، وهو الخيار الأكثر توقعا.
أما الخيار الثالث، فيتعلق بما تصفه المجلة الأميركية بـ " قطع رأس النظام الإيراني".
ونقلت عن أحد المحللين العسكريين قوله: " بمقدور الإسرائيليين شن هجوم على القيادة الإيرانية. لكنهم سيفعلون ذلك فقط كجزء من هجوم جوي أو غارة لقوات الكوماندوز".
وأضاف المحلل أن رد فعل الجيش الأميركي المتواجد في الخليج سيكون على حسب كل حالة.
وختم قائلاً: "إذا حاول الإيرانيون الإضرار بنا، فسيكون بمقدورنا مواجهة هذا الوضع".