القاهرة –الرسالة نت
كشفت صحيفة مصرية ان أجواء من التوتر غير المسبوق،تسود العلاقة بين مصر والسلطة في رام الله برئاسة محمود عباس "أبو مازن"، بعد أن أبدت القاهرة استياءها البالغ من محاولات الأخير إدخال المملكة العربية السعودية وسوريا على خطى المصالحة الفلسطينية، إثر زيارته الأخيرة للسعودية وسوريا دون التنسيق مع القيادة المصرية.
وبرزت إشارات علنية على هذا التوتر في تصريحات وزير الخارجية أحمد أبو الغيط التي انتقد فيها حالة الارتباك التي تسود السلطة الفلسطينية وعدم وضوح موقفها من البرتوكول الإضافي لورقة المصالحة الفلسطينية التي طرحتها مصر، وتسجيل مركزية "فتح" تحفظاتها عليها بشكل يفرغها من مضمونها.
زاد من التوتر عدم استجابة عباس للضغوط المصرية المكثفة بالكف عن الربط بين استئناف عملية السلام وضرورة وقف الاستيطان، انطلاقا من رؤية مصرية؛ مفادها أن حالة الجمود الحالية التي تمر بها المفاوضات تعطي إسرائيل الفرصة سانحة لتغير الأوضاع الديموغرافية على الأرض وتسارع وتيرة المساعي الإسرائيلية لتهويد القدس الشريف.
وعلمت "المصريون" أن نذر التوتر بين القاهرة ورام الله بدت خلال اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين مبارك وعباس، والذي شهد تكثيفا للضغوط المصرية على رئيس السلطة الفلسطينية في العديد من الملفات، وانتقد تقاربه مع سوريا رغم ضلوعها في عرقلة المصالحة الفلسطينية طوال الأعوام الماضية، بحسب وجهة النظر المصرية.
وتهدف مصر إلى إثناء عباس عن شروطه المسبقة بشأن استئناف عملية السلام، وستواصل مساعيها في هذا الإطار خلال الفترة القادمة حتى يتم تحريك العملية قدما إلى الإمام وإنهاء حالة الجمود الراهن.
يأتي ذلك رغم عدم وجود تجاوب أمريكي للمساعي المصري خلال زيارة أبو الغيط الأخيرة لواشنطن حيث لم تحظ التحركات المصرية الرماية لإحداث نوع من الحراك الدبلوماسي فيما يخص عملية السلام برد الفعل المنتظر، وهو ما أثار مخاوف مصرية من أن يكون ذلك مؤشرا على منح واشنطن الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقيام بعملية عسكرية في قطاع غزة خلال المرحلة القادمة.