الرياض: وكالات
أصبحت نظم تشغيل الهواتف الجوالة غير قادرة على تسخير التقنيات الحديثة بشكل سلس، حيث إن تلك النظم صممت قبل سنوات عديدة، واضطرت الشركات المصنعة إلى تحديثها بشكل مستمر لمواكبة التطور التقني وتسخيره لصالح المستخدم قدر الإمكان.
ويظهر هذا الأمر جليا عند استخدام هواتف ذات مواصفات متطورة، ولكن أداءها غالبا ما لا يكون بالشكل المتوقع، حيث إن تشغيل البرامج فيها يستغرق وقتا طويلا، وقد تستغرق وقتا ليس بالقصير لتحليل المعلومات بعد الانتهاء من تصوير عرض فيديو، أو أثناء الاتصال بالإنترنت وتصفح المواقع المختلفة، أو عند تشغيل أكثر من برنامج في آن واحد.
ولذلك فإن طرح نظم تشغيل جديدة على الهواتف الجوالة مصممة لاستغلال التقنيات الحديثة هو أمر أفضل من الناحية البرمجية، عند المقارنة بتحديث نظام مبني على أسس قديمة، وبشكل مستمر.
وطرحت شركة «غوغل» الأسبوع الماضي هاتف «نيكسوس وان» Nexus One الذي تصفه بأنه «هاتف خارق» يعمل بأحدث إصدار من نظام التشغيل الخاص بالشركة المسمى «آندرويد» Android (إصدار 2,1) المشتق من نظام التشغيل «لينوكس» Linux، والذي يعتبر ثمرة التعاون مع شركة «إتش تي سي» HTC في التصنيع. هذا، كما غيرت شركة «نوكيا» من توجهها بشكل جذري عن طريق طرح هاتف «إن 900» N900 الذكي الذي يعمل بنظام التشغيل «لينوكس» أيضا، ولكن بعد تعديله ليتناسب مع احتياجات الهواتف الجوالة وتقنياتها.
* ومن أهم خصائص نظام هاتف «غوغل» أنه يقدم دعما متطورا للتفاعل الصوتي معه، حيث يمكن إدخال المعلومات في كل حقل نصي بشكل صوتي. هذا، ويدعم الهاتف تثبيت البرامج على بطاقات الذاكرة المحمولة «إس دي»، ولكنه لا يدعم تقنيات اللمس المتعدد (لغاية الآن)، ولكن من المتوقع أن تطرح الشركة تحديثا برمجيا يسمح بذلك. ويرجح الخبراء عدم دعم الهاتف هذه الميزة لوجود بعض الإشكالات القانونية التي لن تطول كثيرا. ويعمل الهاتف بمعالج تبلغ سرعته 1 غيغاهيرتز، مع وجود 512 ميغابايت من الذاكرة لعمل الجهاز و512 ميغابايت أخرى لحفظ معلومات نظام التشغيل، مع القدرة على رفعها إلى 32 غيغابايت عبر بطاقات الذاكرة الإضافية، وهو يستخدم شاشة تعمل باللمس يبلغ قطرها 3,7 بوصة تعرض الصور بدقة 800x480. ويستخدم الهاتف كاميرا تلتقط الصور بدقة 5 ميغابيكسل وتحتوي على فلاش مدمج، وتسمح بتحميل العروض المصورة إلى موقع «يوتوب» مباشرة من الهاتف عبر شبكات «واي فاي» اللاسلكية.
وتوجد كرة تحكم في أسفل الهاتف يتغير لونها حسب الاستخدام ووجود التنبيهات المختلفة، بالإضافة إلى وجود تقنيات الملاحة الجغرافية «جي بي إس» GPS وبوصلة إلكترونية ودعم لتقنيات «بلوتوث» اللاسلكية، ومخرج قياسي للسماعات الرأسية وميكروفونين لإلغاء الضجيج خلال التحدث، ومجسات لقياس شدة الضوء واقتراب الجهاز من أذن المستخدم واستشعار درجة ميلانه في الهواء. وتعمل بطارية الجهاز لغاية 5 ساعات من تصفح الإنترنت عبر شبكات الجيل الثالث، أو 7 ساعات من التحدث، أو 7 ساعات من مشاهدة عروض الفيديو، أو 20 ساعة من الاستماع إلى الموسيقى. والجهاز أقل سماكة من قلم الرصاص (أقل سماكة ووزنا من هاتف «آي فون 3 جي إس»)، مع دعمه لتقنيات «فلاش 10,1» في صفحات الإنترنت. وتوجد 5 شاشات رقمية يمكن للمستخدم وضع برامجه فيها، ويمكن إضافة خلفيات متحركة تفاعلية، ومؤثرات بصرية متطورة عند مشاهدة عروض الصور واللعب بالألعاب الإلكترونية، مع القدرة على تنسيق الصور مع خدمات موقع «بيكاسا» بشكل آلي. ويمكن اعتبار أن هذا الهاتف أفضل من هاتف «درويد» Droid الذي طرحته شركة «موتورولا» من حيث التصميم والسرعة.
وطرحت «غوغل» الهاتف عبر شركة «تي موبايل» T Mobile للاتصالات في الولايات المتحدة الأميركية بسعر 179 دولارا أميركيا عند التعاقد معها لمدة عامين، أو بشكل منفصل من دون عقد (يعمل على أي شبكة، بخلاف هاتف «آي فون») بسعر 529 دولارا أميركيا، وسيطرح الهاتف عبر شركات «فيرايزون وايرليس» و«فودافون» في ربيع العام الحالي. ويمكن الحصول على الهاتف من متجر الشركة (http://www.google.com/phone) الذي يقدم خدمات الشحن إلى الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وسنغافورا وهونغ كونغ حاليا.
ونظرا لأهمية شركة «نوكيا» في عالم الهواتف الجوالة، وتحقيقها أعلى حصة في الأسواق بين شركات صناعة الهواتف الجوالة (39 في المائة من الحصة العالمية)، وخصوصا في المنطقة العربية، قمنا بتقييم أحدث هاتف لها الذي طرحته في الأسواق الخليجية أخيرا، من طراز «إن 900»، الذي يعتبر أحدث هاتف جوال يعمل بنظام التشغيل «مايمو 5» Maemo 5 المشتق من نظام «لينوكس». وسيعجب الجهاز محبي الهواتف الجوالة المتطورة لما له من خصائص شبيهة بتلك الموجودة في الكومبيوترات المكتبية، حيث يقدم تجربة شاملة في تصفح الإنترنت خلافا لأي هاتف جوال آخر، و3 معالجات لرفع مستويات الأداء، وقدرات تخزينية مرتفعة، وشاشة تعمل باللمس ولوحة مفاتيح كاملة. وتطور الهاتف عن الأجيال السابقة لأجهزة الشركة، حيث إنه يقدم خيارات أوسع لمحبي ومتتبعي التقنيات الذين يعيرون اهتماما كبيرا لإتمام عدد أكبر من الوظائف في آن واحد، وتصفح الإنترنت عبر الهاتف بسهولة تشبه إلى حد كبير استخدام الكومبيوتر المكتبي. ويمكن للمستخدم تشغيل أكثر من برنامج وإدارة عشرات التطبيقات على الجهاز في آن واحد.
ويستحق الهاتف التقدير، حيث يمكن العمل على نظام التشغيل «لينوكس» بشكل كامل، وباستخدام الأوامر النصية لنظام التشغيل، أو العمل عبر واجهة التفاعل المرئية التي تعمل باللمس.
وكانت سرعة الجهاز في العمل كبيرة، وأسرع من بقية هواتف السلسلة بشكل ملحوظ، وتمكنا من تثبيت العديد من التطبيقات من متجر الشركة بسهولة كبيرة، ومن دون عناء. صوت رنين الهاتف مرتفع، والهاتف مصنوع من مواد عالية الجودة.
ومن البرامج التي تم تثبيتها على الجهاز مجموعة تستطيع قراءة ملفات «أوفيس» ووثائق «بي دي إف»، وأخرى لتبادل الملفات مع الهواتف الأخرى بشكل سلس جدا، وبرامج لمعرفة حالة الطقس، ولعبة مجسمة ثلاثية الأبعاد هي الأفضل على هواتف «نوكيا» من الناحية التقنية، بالإضافة إلى برامج تسمح بالتواصل مع الأصدقاء عبر الشبكات الاجتماعية وبرامج الدردشة المختلفة. وعلى الرغم من عدم توفر برمجة عربية إلى الآن من الشركة، فإن بعض المبرمجين طرحوا لوحة مفاتيح رقمية عربية مجانية. وتقول «نوكيا» إنها ستطرح البرمجة العربية للهاتف قريبا جدا عبر تحديث برمجي من الإنترنت.
ويمكن للمستخدم التفاعل مع الهاتف عبر 4 أسطح مكتب مختلفة موضوعة جنبا إلى جنب، وذلك للحصول على أكبر مساحة ممكنة لوضع روابط للبرامج والمواقع المفضلة.
وكان تصفح الإنترنت سريعا ومريحا، واستطاع المتصفح عرض الصفحات التي تستخدم تقنيات «فلاش». أما الصور الملتقطة فبدت في غاية الوضوح عبر الكاميرا الرقمية التي تعمل بدقة 5 ميغابيكسل، والمحمية بغطاء واق يمكن فتحه عند التصوير. ونظرا لأن الهاتف يعمل بنظام التشغيل «لينوكس»، فإنه يمكن تحميل ملفات خاصة للسماح للهاتف بعرض مقاطع الفيديو والموسيقى بامتدادات أو تقنيات الضغط التي لا يدعمها الهاتف، وبكل سهولة.
أضف إلى ذلك أن النظام مفتوح المصدر (عدا واجهة التفاعل «مايمو»)، فسيكون بإمكان جيوش المبرمجين تعديل برامجهم في وقت قصير لتعمل على الهاتف. وبالإمكان (حاليا) تحميل 80 تطبيقا موزعا على 11 فئة، هي الألعاب، والإنترنت والشبكات، والوسائط المتعددة، ولغات البرمجة، والنظام، وسطح المكتب، والرسومات، والملاحة الجغرافية، وبرامج الإنتاجية المكتبية، والعلوم، والأدوات.
ويحتوي الجهاز على 32 غيغابايت من الذاكرة التخزينية يمكن رفعها عبر بطاقات «مايكرو إس دي» لغاية 16 غيغابايت إضافية، وهو يعمل بمعالج تبلغ سرعته 600 ميغاهيرتز، ويستخدم ذاكرة يبلغ حجمها 256 ميغابايت، مع إمكانية استخدام 768 ميغابايت من ذاكرة التخزين للعمل، وذلك للحصول على غيغابايت من الذاكرة لعمل البرامج. ويحتوي الجهاز على معالج إضافي يعمل بسرعة 430 ميغاهيرتز، متخصص بمعالجة الصور والصوتيات، مع توفير وحدة معالجة خاصة إضافية للرسومات المجسمة تدعم تقنيات «أوبين جي إل إي إس» OpenGL ES وتعمل بتقنيات «باور في آر» PowerVR (السلسلة الخامسة)، الأمر الذي يخفف العبء على المعالج الرئيسي، وبالتالي تسريع العمل بشكل كبير.
ويستخدم الهاتف شاشة تعمل باللمس يبلغ قطرها 3,5 بوصة تعرض الصور بدقة 480x800 بيكسل تستطيع عرض 16,7 مليون لون، مع دعمه تقنيات الملاحة الجغرافية «جي بي إس»، واستخدام لوحة مفاتيح مريحة للكتابة تنزلق إلى الجانب. هذا، ويستخدم الجهاز كاميرا رقمية متطورة تدعم تقنية تغيير البعد البؤري بشكل آلي Autofocus، وتستخدم عدسات «كارس زايس» المتطورة. وتجدر الإشارة إلى أن الجهاز يستخدم متصفحا مبنيا على تقنيات «موزيلا» المستخدمة في متصفح «فايرفوكس»، الأمر الذي يعني أنه يدعم غالبية مواقع الإنترنت التي لا تعمل عادة على المتصفحات التقليدية للهواتف الجوالة.
ومن المزايا الأخرى المتوفرة في الهاتف استشعار ميلانه في الهواء، ووجود مجس ضوئي للوحة المفاتيح، واستخدام مجس آخر عند اقتراب الجهاز وابتعاده عن أذن المستخدم، والقدرة على استقبال وبث الراديو عبر موجات «إف إم»، مع وجود مخرج للسماعات الرأسية. ويبلغ وزن الهاتف 181 غراما، فقط، ويمكن اعتباره كومبيوترا كفيا كاملا ذا مزايا هاتفية، وليس محاولة لدمج الهواتف الجوالة مع الكومبيوترات المحمولة.
وعلى صعيد آخر، طرحت «نوكيا» أخيرا هاتف «إن 97 ميني» N97 Mini، الشقيق الأصغر لهاتف «إن 97»، والذي يتميز بحجم أصغر ووزن أقل، مع الحفاظ على السرعة والأداء. وباعت الشركة مليوني جهاز «إن 97» منذ طرحه في «سبتمبر» (أيلول) 2009. وأطلقت الشركة أيضا برمجة جديدة لأجهزة «إن 97»، من إصدار 2,0 التي تقدم وظائف جديدة وسرعة أفضل في الأداء، مثل إضافة خاصية طي الصفحات على كامل الشاشة الرئيسية عن طريق اللمس، مما يتيح سهولة التنقل في جميع الاتجاهات، وتقديم اختصارات إلى الواجهة المخصصة من قبل المستخدم، بالإضافة إلى خرائط «أوفي» 3,1 ثلاثية الأبعاد، وقائمة أسماء «أوفي» ومتجر «أوفي»، وتوفير البريد الإلكتروني من نوكيا (المراسلات عبر نوكيا).
* وعززت الشركة خرائط «أوفي» بالقدرة على عرض صور الأقمار الصناعية والتضاريس بدقة عالية في بعدين أو ثلاثة أبعاد، ولأكثر من 200 مدينة حول العالم. كما توفر خرائط «أوفي» ميزة «نقطة الاهتمام»، فضلا عن خدمات الطقس التي تتوافر على مدى 24 ساعة، والتنبؤات الجوية للخمسة أيام المقبلة. ومن الميزات الأخرى استخدام نظام الملاحة «السير» خلال الرحلات التي تعتمد السير على الأقدام، حيث تقدم التطبيقات الجديدة أفضل توجيهات للسير، سواء في المدينة أو خارجها. ومن الخيارات المتاحة أيضا استخدام هذه التطبيقات في السيارة وتقديم الإرشادات المناسبة التي تغطي كافة أرجاء الأرض، بالإضافة إلى تقديم خدمات إضافية حول كاميرات مراقبة السرعة في الطرق، وحدود السرعة، ومعلومات عن معالم وحالة الطرق، والسلامة. هذا، ويمكن البحث عن العناوين وتنظيمها على شكل مجموعات، بالإضافة إلى إمكانية حفظ الخدمات الأخرى، مثل حالة الطقس والطرق والأماكن الخاصة.
ويذكر أن الشركة كانت قد طرحت أخيرا هاتف «إن 86» الذي يتميز بقدرات تصويرية متطورة، مثل العدسات واسعة الزوايا، ومجس لالتقاط الصور بدقة 8 ميغابيكسل، وتقنيات متطورة للحصول على صور حيوية، حتى في ظروف الشمس القوية أو الضوء الخافت، والقدرة على تصوير الأهداف سريعة الحركة، مثل الأطفال والمباريات الرياضية والحيوانات الأليفة، مع خفض الوقت الذي يفصل بين تجهيز صورة وأخرى إلى حدود النصف بالمقارنة مع العديد من كاميرات الهواتف الجوالة الأخرى.