كشف تحقيق أجرته صحيفة "الرسالة" النصف اسبوعية حول واقع المياه في غزة، عن نتائج محبطة إلى حد كبير، بعدما تبين أن المياه في بعض المناطق بالقطاع غير صالحة للاستخدام الآدمي أو حتى ري الأراضي الزراعية.
وبحسب الفحوصات التي أجرتها "الصحيفة" على عينة عريضة من المياه فإن نسبة الكلوريد (CL) بلغت (3194.18 ملجم/ لتر) وهي النسبة التي تتعارض تماما مع معايير منظمة الصحة العالمية التي وضعتها لمعدلات الشرب والتي سمحت ب(250 ملجم/لتر) كحد أقصى.
وأضاف التحقيق الاستقصائي أن تركيز النترات يرتفع في معظم آبار القطاع ويصل إلى أكثر من 400 ملجم/لتر، فيما تصل أقصى نسبة مسموح بها إلى 50 ملجم/لتر.
وبذلك تكون النسبة التي توصلت لها "الرسالة" أخطر مما كانت قد توصلت إليه دراسة أعدها مركز الميزان لحقوق الإنسان مؤخرا التي أوردت أن نسبة الكلوريد وصلت إلى حوالي (600 ملجم/لتر) في معظم آبار المياه، "فيما وصلت في بعض الآبار إلى أكثر من (2000 ملجم/لتر)".
وحذر التحقيق من أن استمرار أزمة المياه على ما هو عليه الآن دون العمل على تقديم الحلول سيغلق الباب أمام الزراعة في غزة خلال الفترة ما بين 20-30 سنة تقريبا.
وأوضح أن محطات التحلية بغزة أضحت تشكل خطورة على صحة المواطنين الذين يستهلكون المياه المحلاة، خاصة بعدما تبين لـ"الرسالة " أن ما يزيد على نصف عددها غير مرخص.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد كشف أن (90%) من المياه الجوفية ليست آمنة للشرب دون معالجة إضافية، وأن الذي يستخرج من المياه الجوفية يفوق ثلاثة أضعاف ما يعاد ملؤه من مياه الأمطار كل عام.