لا يملك الحاج عطا عمر "77 عاما" من قرية بيت أمين جنوب قلقيلية إلا أن يحمد الله نهاية كل يوم عند عودته لبيته المجاور لمستوطنة "شعاريات تكفا"، فالبقاء بين أشجار الزيتون يعني أن تصاب برصاصة من مستوطن حاقد أو اختطاف من قوات الاحتلال التي تسير بين تلك الحقول هذه الأيام.
ويقول الحاج عطا لـ"الرسالة نت" : "نعيش في أجواء ثورة منذ عام 1936، فالقتل ما يزال مستمرا للفلسطينيين حتى هذه اللحظة، ولكنه اليوم على يد المستوطنين وليس عصابات الارجون والهاجاناة".
وأضاف: "المستوطنون يستغلون موسم الزيتون لممارسة إرهابهم ضدنا من أجل طردنا من حقولنا وبيوتنا القريبة من المغتصبات (الإسرائيلية).
ويتصبب الحاج عطا عرقا عندما يسرد معاناة أهالي قريته، بقوله: "الحياة لا قيمة لها في ظل هؤلاء الغرباء، فهم ليسوا من بني البشر، لأن عنصريتهم تفوق التصور والخيال، فهم يعتبروننا حيوانات على شكل بشر".
أما المشهد المرعب للفلسطينيين فهو في قرى جيت واماتين وفرعطه وكفر قدوم الملاصقة لمستوطنات كدوميم وعمانويل وجينات شمرون والقرنين، نظرا لأن هذه القرى تعيش في عين الجحيم وبؤرته.
وهنا يقول عبد الرحيم خلف من قرية فرعطه: "قبل أيام حدثت مجزرة كان ضحيتها أربعون شجرة زيتون معمرة".
وأوضح خلف أن مستوطنين بؤرة جلعاد لا يتوقفون عن محاولة اختطاف أفراد قرى جيت واماتين وفرعطه لإجبارهم على الرحيل من قراهم.
وعن ذلك يقول جمال سدة من قرية جيت: "العام الماضي حاولت مجموعة حاقدة من شبيبة المستوطنين اختطاف طفل من بين يدي أمه وهي ذاهبة لقطف ثمار الزيتون بعد تأخر زوجها عنها مئات الأمتار، ولولا عناية الله ومروري أولا ثم مرور مركبة في تلك اللحظة لخطف الطفل".
وذكر أن المستوطنين سرقوا في إحدى المرات ثمار الزيتون وأحضروها لمعصرة الزيتون الواقعة على الشارع الرئيسي بين قلقيلية ونابلس لاستخراج الزيت منها، مشيرا إلى أنهم هددوا صاحب المعصرة بالقتل إذا رفض الاستجابة لهم.
من جهته أوضح الناشط في شؤون الاستيطان محمد زيد أن عدد المستوطنين يبلغ في محافظة قلقيلية 83 ألف مستوطن، وعدد المستوطنات 25 مستوطنة في حين أن عدد القرى في المحافظة 33 قرية وعزبة وبلدة.
وشدد زيد على أن البؤر الاستيطانية تشكل خطرا على أهالي قلقيلية ولاسيما في مواسم قطف الزيتون.