قائمة الموقع

الاباء..عجز عن مساعدة الابناء لصعوبة المنهاج

2010-01-17T11:57:00+02:00

"التعليم": تخلصنا من صعوبات المنهج ونستغرب الشكوى

تربوي: الأهالي مقصرون وعليهم إيجاد حلول بالتوافق مع المدرسة

 

غزة- فادي الحسني

اشتكى أولياء أمور طلاب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية من عدم تمكنهم من تدريس أبنائهم، لاسيما خلال الفترة الحالية (فترة الاختبارات النهائية للنصف الأول من العام الدراسي)، موجهين نقدا للمنهاج الذي وصفوه بأنه يفوق قدرة الطلبة على الاستيعاب.

في حين اعتبرت وزارة التربية والتعليم أن المنهج يمثل خلاصة دراسات فلسطينية معمقة تواكب التطور، وأن جهل الأهالي بالمنهاج "ليس ذنب الوزارة"، بينما يقول تربيون أن الوزارة لديها تقصير في قضية توفير دروس تقوية للطلبة وفق آلية ومنهاج محددين؛ لكبح جماح شكوى الأهالي، ولمساعدة الطلبة أيضا.

*جهل بالمنهاج

ووحد المنهاج الفلسطيني الذي وضع منذ عدة سنوات، النظام التعليمي في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، اللتين كانتا تطبقان منهجين احدهما مصري والآخر أردني.

وواجه المنهاج الفلسطيني انتقادات عديدة سواء من قبل مختصين أو حتى من قبل أولياء الأمور.

ويعاني العديد من أولياء الأمور من جهلهم بالمنهاج الفلسطيني، حيث اضطرت أم محمد لإرسال طفليها اللذين يدرسان في المرحلة الإعدادية، إلى مراكز التقوية، حتى تتملص من الوقوع في فخ الإحراج من عدم مقدرتها على إيجاد حلول لبعض الأسئلة الصعبة التي يواجهها أبناؤها.

وتقول الأم الأربعينية إنها أخفقت أكثر من مرة في محاولة مساعدة أطفالها في حل المسائل المعقدة التي تواجههم لاسيما مادة الرياضيات، مؤكدة أنها تضطر إلى دفع مبلغ من المال ليس ببسيط، للدروس الخصوصية التي يتلقاها طفلاها.

وتضيف أم محمد: "هناك أسئلة كثيرة يصعب علي استيعابها أو التعامل معها(..) المنهاج بالفعل صعب ومعقد".

ولجأت الطالبة سندس سمير في الفصل السادس الابتدائي إلى جارتها المعلمة لتدرسها مادة اللغة الانجليزية، بعد أن واجه والدها صعوبة في شرح الدروس لها.

وتقول الطالبة: "عندما توجهت لوالدي ليدرسني، نفر في وجهي وأمرني بطلب مساعدة جارتنا المعلمة"، مبينة أن والدتها هي الأخرى غير قادرة على شرح الدروس.

وتحاول أم خالد أحمد وهي في العقد الرابع من عمرها، مساعدة أبنائها في المرحلة الإعدادية في مراجعة دروسهم قبيل الامتحانات، مؤكدة أنها تواجه صعوبات في شرح بعض دروس مادتي الرياضيات واللغة الانجليزية.

وتطالب أم خالد، وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في المنهاج الذي وصفته بـ"المعقد".

وترجع أم معاذ عليان تصعبها في تدريس أطفالها، خصوصا في مادة اللغة الانجليزية، لعدم إكمالها تعليمها الثانوي، إلا  أنها أشارت في والوقت ذاته إلى أنها تواجه بعض الإشكاليات في بعض المواد التعليمية الأخرى كالرياضيات والتكنولوجيا.

وعبرت عن خشيتها من تدهور المستوى التعليمي لأطفالها، إذا لم تتوفر آلية مناسبة للتعاون بين أولياء الأمور والمدرسة، للتسهيل على الطالبة.

ويبدو أن توجه الطلبة إلى المراكز الخصوصية، خير دليل على أن الأهالي ليس باستطاعتهم تدريس أبنائهم، حيث كشف مدير مركز الوسام الثقافي، وسام صلاح، عن أن هناك إقبالا شديدا من قبل طلبة على الدروس الخصوصية، واصفا الزيادة المطردة بالطردية خاصة لمرحلة الثانوية العامة.

وتوافق قول صلاح مع ما ورد على لسان الأهالي بشأن صعوبة المنهاج الفلسطيني مقارنة بالمنهاج المصري الذي كان يدرس في قطاع غزة سابقا، "خاصة على مستوى اللغة والكلمات".

*خزعبلات

في المقابل تقول وزارة التربية والتعليم "إن وصف المنهاج بالصعب والمعقد ضرب من الخزعبلات".

ويؤكد د.خليل حماد  مدير عام المناهج  في وزارة التربية والتعليم أن هذا المنهاج الذي وضع بأيد فلسطينية يراعي التطور التكنولوجي الحاصل، وقال:"صحيح أن أولياء الأمور ينظرون بعين العطف إلى أبنائهم الطلبة، لكننا نقول لهم نحن اقرب لأبنائكم منكم ونحن أدرى بمصلحتهم".

وبين حماد أن وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة وبشكل مستمر للتخلص من أية صعوبات قد تواجه الطلبة، مشيرا إلى أنهم قدموا ثمانية أدلة للمعلمين بعنوان "مرشد المعلم" لمساعدتهم في التسهيل على الطلبة.

ونفى في الوقت ذاته أن يكون المنهاج يعاني من طول أو صعوبة، قائلا: "الشكاوى من المنهاج انتهت..في بعض الأحيان وجدنا أن هناك صعوبة وطولا في بعض المعلومات ولكن قمنا بمعالجة الأمر ونجحنا إلى حد كبير، واستغرب من وجود شكاوى".

ووجه مدير عام المناهج في وزارة التربية والتعليم  نقدا لاذعا لأولياء الأمور، وقال:"ما ذنب الوزارة إذا كان أولياء الأمور بهذه الصفات".

وبين أن الوزارة عقدت ورش عمل وندوات لأولياء الأمور في المدارس، ولكنهم لم يلبوا دعوة الحضور، ويقول: "هناك قصور من قبل أولياء الأمور، المدارس ترسل لهم دعوات لحضور اجتماعات تتعلق بأبنائهم ولا يحضر سوى خمس أولياء أمور من أصل مئة أو أكثر ..كيف يمكن لنا أن ننمي الوعي لديهم".

ويذهب أستاذ التربية بالجامعة الإسلامية داوود حلس، إلى ما ذهب إليه سابقه، حيث يؤكد على أن هناك تقصير في متابعة الأبناء، ويقول إن متابعة الأبناء لا يمكن أن يكون عشية الاختبارات، ثم يدعي أولياء الأمور الشكوى من صعوبة المنهاج..المتابعة يجب أن تكون مع بداية العام الدراسي".

وأضاف حلس "المتابعة يجب أن تكون منذ وقت ووفق خطة مدروسة"، مشددا على ضرورة تواصل أولياء الأمور مع المدرسة.

مواكبة العصر

وأشار إلى أن المنهاج يتغير بغية مواكبة العصر، وأن أولياء الأمور غير المتخصصين سيواجهون صعوبة في مساعدة أبنائهم، الأمر الذي يتطلب بحث إمكانية إيجاد حلول بالتوافق مع المدرسة.

ووجه حلس نقدا للمدارس، لأنها "لا توفر مراكز تقوية" بمتابعة وإشراف من وزارة التربية والتعليم، وأن دروس التقوية يجب أن تكون نابعة من داخل المدارس وليس عبر الجمعيات والمراكز.

لكن حماد يرد بقول:"هذه فكرة رائدة والوزارة تعمل جاهدة للقضاء على الدروس الخصوصية، لكن ليس من السهل على المدرسة أن تعطي دروس تقوية، دون أن يصرف للمعلمين عائد مادي، كما أن ظروف المدارس لا تشجع لأنها مكتظة وتعمل على فترتين".

وأوضح أن هذا الأمر بحاجة إلى دراسة معمقة "ومعرفة ما هي الفصول التي بحاجة لدعمها عبر دروس التقوية وفي أي التخصصات".

وقال حماد:"حاولنا أن نبدأ بالثانوية العامة ولدينا مشروع تحسين تعلم الصف الثاني عشر، انطلق منذ العام الماضي، وسيستمر في هذا العام أيضا".

وطالب حماد أولياء الأمور بأن يضعوا أيديهم بأيدي القائمين على التعليم للتخلص من الدروس الخصوصية والكتب التجارية.

وقال مدير عام المناهج في وزارة التربية والتعليم :"نشد على أيديكم (أي أولياء الأمور) لتتفاعلوا مع الوزارة حتى نتمكن من تحسين الأداء".

جدير بالذكر أنه لم يتسنى "للرسالة" الحصول على تعقيب من قبل المسئولين التربويين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، التي تشرف على آلاف المدارس الابتدائية والإعدادية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية.

ويبقى الحل الأمثل والوحيد أمام الأهالي لتخطي صعوبة المنهاج، هو إيجاد بدائل بالتوافق مع وزارة التربية والتعليم، تقوم على دعم مشروع دروس التقوية المدرسية، لأنه من السهل أن يتلقى الطالب دروس تقوية لكن ليس من السهل أن يتلقاها أبواه حتى يستطيعا مساعدته.

 

اخبار ذات صلة