قائمة الموقع

عرفة .. ثواب ومغفرة كيف نغتنمها؟

2012-10-25T08:42:24+02:00
الرسالة نت – رائد أبو جراد

 يتنسم المسلمون في بقاع المعمورة عبق عبادة أفضل الأيام عند الله يوم الحج الأكبر أو كما يُطلق عليه "عرفة" نسبة لصعود حجاج بيت الله الحرام لجبل الرحمة لأداء الركن الأعظم في الفريضة الخامسة.

أحاديث نبوية كثيرة بينت فضل يوم عرفة وحثت المسلمين في ربوع العالمين على اغتنام ساعاته ودقائقه بالتسبيح والتهليل والحمد والثناء وتلاوة القرآن والصيام.

ويُوصي دعاة ووعاظ بضرورة اغتنام يوم التاسع من ذي الحجة الذي يُصادف اليوم مع بزوغ الشمس وحتى غروبها.

ويقف أكثر من مليوني حاج اليوم الخميس التاسع من ذي الحجة على صعيد عرفات، ليتموا بذلك مناسك حجهم.

فضل عرفة

وفي فضل عرفة تروى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة" وفي رواية أخرى "ما من يوم أفضل عند الله من يوم طلعت فيه الشمس من عرفة" ... فلهذا اليوم ثواب عظيم لا يقارن بغيره من سائر أيام العام.

وقد يتبادر سؤال لدى المسلمون "لماذا هذا اليوم أفضل يوم مع أن العشر الأواخر من رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة توازيه بالأفضلية".

ويستشهد العلماء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في التأكيد على فضل هذا اليوم لغير الحجيج "من حفظ لسانه وسمعه وبصره في يوم عرفة غفر له"، ويشيرون إلى أن هذا الحديث لغير الحاج لأنه يُكره عليه أن يصوم في عرفة حتى يتقوى على ذكر الله وعبادته بالطعام والشراب.

ويؤكد الداعية صادق قنديل أستاذ الشريعة في الجامعة الإسلامية بغزة أن الله يتباهي في هذا اليوم المبارك بأهل الأرض عند أهل السماء ويباهي ملائكته بقوله جل في علاه "يا ملائكتي أنظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً، فاشهدوا يا ملائكتي أن قد غفرت لهم" .

ويشير إلى أن النبي طلب من الصحابي بلال بن رباح أن يتجول للناس في لحظة الذروة واستجابة الدعاء وقت الظهيرة فيستمع بلال للرسول فيقول صلى الله عليه وسلم "إن جبريل أتاني وأبلغني السلام من ربي وقال يا محمد إني قد غفرت لعبادي وضمنت لهم التبعات" .

ويوضح قنديل أن الصحابة تساءلوا عن التبعات فقال رسول الله "كل إنسان لديه هم ومسألة وقضية وضع حملها عند الله تعالى".

وفي فضل صيام يوم عرفة يستشهد الداعية قنديل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "إني أحتسب أن صوم يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة قادمة".

وعن ثواب ومغفرة يوم عرفة وفضله يتحدث الداعية صلاح نور بقوله "الوقوف بعرفات وإدراك الحج نعمة من نعم الله يمن بها على من يشاء من عباده فالحج اصطفاء واختيار واحتباء من الله فمن أدرك وقوف عرفات وأدرك الحج فهذا دليل على أن الله يحبه" .

ويستطرد نور في حديث متلفز "لو أن الله لا يحب الحجاج ولا يريد منهم خيراً ما يسر لهم حج بيته، لذلك الله إذا أحب عبداً دعاه إلى خير الأعمال والطاعات" .

ويُنوه إلى أن فضل الحج كالذي عاد كيوم ولدته أمه، مستدركاً "هذه نعمة من نعم الله فهنيئاً للذين أدركوا الحج".

إكمال الدين

وعن كيفية استفادة المسلم من عبادة يوم عرفة، يؤكد الداعية نور أن القرآن الكريم والسنة النبوية زخرا بتبيان فضائل يوم عرفة للحجيج وغيرهم .

ويضيف "هذه الأيام التي قال النبي في حقها أعظم الأيام عند الله العشر الأولى من ذي الحجة ويوم عرفة يوم عظيم أقسم الله به وإن الله إذا أقسم بشئ دل على أهميته وقدسيته".

ويشير إلى أن الآية القرآنية "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" نزلت على النبي وهو قائم بعرفة والصحابة قالوا "لو نزلت علينا لاتخذناها عيداً لأنها تؤكد اكمال الدين واتمام الشريعة".

ويردف "هذا يوم عظيم من أيام الله تعالى لقول النبي فالله ينزل من عرشه إلى السماء الأولى يباهي بعباده عند ملائكته".

ويؤكد نور أن أسوأ الجمع في يوم عرفة حالاً الذي يظن أن الله لن يغفر له، فهذا يوم مغفرة وعتق من النيران وتنافس على الجنان .

وفي يوم عرفة أعمال تستحب، ذكر الداعية نور منها الصيام والدعاء وتلاوة القرآن والذكر والتهليل والتسبيح، مشيراً إلى أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب عام سابق وعام مقبل.

ويستدرك "عندما تصبح هذه الأيام لدينا في غزة كرمضان بما فيها من التقرب والصيام والعبادة فهذا خير عظيم".

فما من يوم يُعتق الله فيه رقاباً من النار كيوم عرفة .. فهي دعوة لرفع الأيادي متضرعين لله لنحجز مقاعداً من المغفرة والثواب الجزيل.

اخبار ذات صلة