غزة/ كمال عليان:
بعد سطوع شمس آخر يوم من أيام الامتحانات النصفية في مدرسته، اجتمع الطالب حمزة دياب مع أبناء العمومة الثلاثة ليلعبوا لعبة "البنانير الزجاجية"، على الأرض المجاورة لبيتهم. ويستعد طلبة قطاع غزة لقضاء إجازة الشتاء المدرسية، لعلهم يخرجوا ولو قليلا عن هموم الحياة وشبح الاكتئاب الذي يطاردهم في كل مكان.
وينتقد الطالب حمزة (15 عاما) سلوك والديه اللذين يلحان عليه بأن يستغل العطلة في التحضير لدروس الفصل الدراسي المقبل، مبينا أنه يوميا يتعارك مع والديه في هذا الخصوص.
ويقول: " اجازة المدرسة تمنح الطالب فرصة العودة النشطة وبحيوية أكبر إلى مقاعد الدراسة".
ويفضل حمزة أن يقضي وقته مع أصدقائه في مشاهدة التلفزيون وعلى جهاز الكمبيوتر، أو الخروج في نزهة خارج البيت.
جدول أنشطة
وأما الطالبة رائدة عمر (14عاما) فهي لا تفضل الانخراط في أي نشاط، مبينة أنها تفضل الجلوس في المنزل وتناول الطعام أو مشاهدة التلفزيون بين الحين والآخر.
وتقول:" لا أحب النظر إلى الكتب المدرسية في الاجازة "، مبينة أنها تملّ كثيرا في "العطلة المدرسية" بسبب قلة الأنشطة المتاحة أمامها.
وفي حين يرسم الطلبة مخططا عشوائيا لقضاء الإجازة الشتوية، يقضي الآباء والأمهات وقتا طويلا في البحث عن أنشطة تفيد أولادهم وتبعث فيهم النشاط.
وتبين أم فادي أنها في كل عام تحضر جدول أنشطة لأطفالها لكن أيا من تلك الأنشطة لا تطبق، معللة أن الجيل الجديد يرفض قضاء الوقت مع العائلة ويفضل ألعاب الكمبيوتر و مشاهدة التلفاز والخروج مع الأصدقاء.
اختصاصي التربية داوود حلس وصف الاجازة الشتوية بـ"استراحة مجاهد"، ناصحا الأسر مهما اختلفت ظروفها الاجتماعية والاقتصادية أن تستمتع بالعطلة مع أبنائها.
ويقول "لا أنصح أبدا أن يحضر الطلبة دروسهم في هذه الإجازة لأنها صممت من أجل أن يحصل الطالب على استرخاء تام".
فرصة ثمينة
ومن خبرته الممتدة في التربية يرى حلس أن "الاجازة يجب أن تكون ترفيهية ثقافية اجتماعية قدر الإمكان"، لافتا إلى ضرورة التخطيط التربوي الشامل الذي يستفيد منه الطفل من جميع النواحي النفسية والبدنية والعقلية في هذه الفترة.
وقال اختصاصي التربية :"على الطالب أن يقسم وقته بحيث يقضي وقتا مع الأسرة ومع الأصدقاء وفي اللعب ومشاهدة التلفزيون وكذلك مطالعة كتاب أو رواية خارج المنهاج المدرسي".
وأشار حلس إلى أن العطلة الشتوية فرصة ثمينة لتقرب العائلة من بعضها البعض والعمل على حل الخلافات فيما بينها.
وبين أن على الطلبة عدم قضاء وقت كبير أمام الحاسوب لأنه يجعل المرء جامدا عاطفيا، فالعطلة، بحسب رأيه، هي فرصة ليتعلم الطالب الذكاء الاجتماعي من خلال العلاقات الاجتماعية مع الأقارب والعائلة.
ويقول حلس: "على الأم أن تدع أولادها يقومون بما يرغبون وفي الوقت نفسه تمرر الأنشطة المفيدة لهم".
أنشطة شتوية
ولعل ما يتوافر حاليا من برامج لشغل أوقات الفراغ لدى الشباب لا تشبع رغباتهم وهي تفتقر إلى الدعاية الإعلامية التي تعرف الطلبة على ماهيتها.
وعن أهمية الأنشطة الشتوية يقول حلس:" إن الأنشطة الشتوية لا تقل أهمية عن الصيفية" مبينا أن الإقبال عليها يكون في معظم الأحيان كبيرا.
ومن الأنشطة التي يطرحها اختصاصي التربية، تبادل الزيارات بين الأهالي، واللعب على الكمبيوتر ولكن لأوقات محددة، بالإضافة إلى دورات خط ورسم، ودورات الحاسوب الشاملة وتصميم البطاقات، وجميع الأنشطة التي من شأنها زيادة الثقافة واستغلال الوقت.
وفي ختام حديثه يرى حلس أن النشاط الترفيهي في العطلة ينبغي أن يكون شاملا بحيث يتعلم الطالب ويلعب ويقضي أوقاتا بصحبة أصدقائه.