شارك الآلاف من المواطنين في المسيرات الجماهيرية، التي دعت لها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رفضا لتنازل رئيس السلطة محمود عباس عن حق العودة.
وانطلقت المسيرات من كافة مساجد قطاع غزة عقب صلاة المغرب، لتلتحم المسيرات الفرعية، وتجوب شوارع محافظات غزة، وسط هتافات هادرة منددة بعباس والسلطة وإسرائيل.
وتقدم المسيرات قيادات حركة حماس وعدد من نواب المجلس التشريعي، بالإضافة إلى بعض الممثلين عن الفصائل الفلسطينية.
فيما حمل العشرات من المتظاهرين الرايات واليافطات التي تدعوا لإسقاط رئيس السلطة واعتبار ما أدلى به من تصريحات خيانة للقضية الفلسطينية وثوابتها.
واحرق المتظاهرون صور عباس وهتفوا بشعارات تتهمه بالخيانة وتدعوه إلى الاعتذار إلى الشعب الفلسطيني.
وكان رئيس السلطة محمودعباس قال في لقاء له مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والتسعين لـ "وعد بلفور": "أنا أعيش في رام الله الآن، وبالنسبة لي فقطاع غزة والضفة هي فلسطين، أما الأجزاء الأخرى فهي (إسرائيل)".
بدوره أكد القيادي في حركة حماس د. صلاح البردويل أنه لا يمكن لأي مواطن فلسطيني التفريط بحق العودة أو التنازل عنه بأي شكل من الاشكال.
جاء ذلك خلال وقفة تنديدية دعت اليها الحركة مساء اليوم السبت وسط مدينة غزة.
وأوضح البردويل أن التحدي من قبل محمود عباس للشعب الفلسطيني وفصائله غير منطقي ويتطلب من كل الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح رفع الغطاء عنه.
وقال :" أي شخص يحاول التغطية على عباس بتصريحاته الواهية الواضحة التي يتنازل عن حق العودة فهو مرفوض رفضاً قاطعاً وسيتم محاسبته من قبل الشعب في يوماً من الايام وهو لا يمثل الا نفسه".
وأشار القيادي في حماس إلى أن عباس عندما تنازل عن الرجوع الى مسقط رأسه _صفد_ فقد تنازل عن حق تمثيله لأي فلسطيني، مشددا على أن موقف حركته واضح تجاه حق اللاجئين.
وطالب البردويل عباس بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن تصريحاته بشأن حق العودة والتي ادلى بها الى قنوات التلفزة الإسرائيلية.
واضاف :"تصريحات عباس تحتاج الى وقفة جماهيرية وفصائلية كبيرة لوقف نهجه بالتسوية مع الاحتلال".
من ناحيته، أكد خالد أبو هلال الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية أن "أبو مازن" نجح في تحقيق الانقسام الفلسطيني، والاقتال الداخلي.
وقال أبو هلال –في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" على هامش المسيرة التي دعت لها حركة حماس- إننا نريد تحقق المصالحة مع أبناء فتح لكن عباس يرفضها".
وأوضح أن عباس يعشق الاحتلال "الإسرائيلي" على حساب أبناء شعبه، الذي يرفض إنهاء الانقسام لصالح الاحتلال.
وفي شمال غزة خرج مئات الفلسطينيين في مسيرة جماهيرية حاشدة، تقدمها قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، من أمام مسجد الخلفاء الراشدين بعد صلاة المغرب مباشرة، وجابت شوارع المخيم وتوقفت بالقرب من مسجد التوبة غرب المخيم.
وقال القيادي في حماس شمال غزة د.أسامة حماد أن تصريحات عباس لا تمثل إلا نفسه، لافتاً إلى أن الجميع في الوطن والشتات يرفضون تصريحات عباس.
وشدد حماد على أن حركته وكافة أطياف الشعب الفلسطيني يقفون خلف خيار المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير الأرض الفلسطينية المحتلة من بحرها إلى نهرها.
وفي اعتصام نظمته فصائل فلسطينية مختلفة مساء السبت أمام مقر وكالة الأمم المتحدة في خانيونس، أعلن القيادي في حركة حماس يحيى موسى براءة الشعب الفلسطيني الكاملة من رئيس السلطة محمود عباس وأنه لا يمثل الشعب الفلسطيني بعد تصريحاته التي أعلن فيها عن عدم أحقية الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه المحتلة عام 48.
وأكد موسى أن أي مصالحة لا ترتكز إلى الثوابت الوطنية ولا ترتكز إلى مشروع وطني تحرري يبنى على التحرير والعودة لا يمكن أن تنجح .
وقال موسى "إن الشعب الفلسطيني يعلن أن عباس لم يعد ذا صفة في هذا الشعب , وهو يمثل ثقافة الانهزام فاقد للأهلية الوطنية ولا يجوز أن يكون في أي موقع يمثل فيه هذا الشعب"
وطالب الشعب الفلسطيني بالنزول إلى الساحات في كل مكان لإنهاء ما اسماه العار عن جبين هذا الشع , ووفق قوله فلا يصح لهذا العار أن يتحكم في الشعب الفلسطيني.
وأكد أن حق العودة لفلسطين حق ثابت لا يقبل التقادم ولا يقبل أن يساوم عليه احد وغير قابل للتصرف في أي حال من الأحوال.
ودعا موسى جميع الفصائل والقوى الحية في الشعب الفلسطيني أن تبادر لإشعال ثورة لإسقاط الرئيس عباس الذي يحتكر منظمة التحرير الفلسطينية ويختطف الإطار ويختطف تمثيل الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن المقاومة هي السبيل الوحيد للعودة والتحرير , مشيرا إلى أنه لن يكون هناك عودة إلا إذا كان هناك تحرير ولا يمكن أن يكون هناك تحرير إلا إذا كانت هناك مقاومة.
من جهته طالب وسام أبو شمالة رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في خانوينس، أبو مازن بالاعتذار للشعب الفلسطيني قبل أن يأخذ الشعب دوره بنفسه , ويغسل عنه عار التنازلات والتفريط .
كما طالب الفصائل ومنظمات حق العودة واللجان الشعبية للاجئين والوطنيين من حركة فتح إلى إدانة تصريحات أبو مازن ومطالبته بالتراجع عن تلك التصريحات.
واعتبر أبو شمالة تصريحات عباس استمرارا لمواقفه المتلاحقة التي تتعارض مع حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني, وان هذا الموقف يثبت بما لا يدع للشك بتخلي أبو مازن عن حق العودة وقناعته الكاملة بذلك.
واستهجن وصف عباس للثورة الفلسطينية بالإرهاب , مشيرا إلى أن الثورة الفلسطينية انطلقت من مخيمات اللجوء وهي ليست إرهابا بل حقا مشروعا تكفله القوانين الدولية .