لم تتوقف جهود المزارع الفلسطيني أبو خالد الدن في السعي لإيجاد بديل عن الأعلاف الصناعية في تغذية أغنامه التي يربيها في مزرعته شرق مدينة غزة، حتى توصل لفكرة "الشعير المستنبت".
ويلجأ العديد من الزارعين في قطاع غزة إلى "الشعير المستنبت" كبديل للأعلاف المستوردة من الجانب الإسرائيلي، نظرا لغلاء أسعارها، وندرتها في كثير من الأوقات.
وتفرض (إسرائيل) حصارا مشددا على القطاع منذ 2007 الماضي، طال جميع مناحي الحياة، الأمر الذي أثر سلبا على المزارعين.
ويعتبر "الشعير المستنبت" منتجا عضويا آمنا، بدون استخدام الكيماويات، ويصفه الكثيرون بـ"مستقبل مشاريع التسمين"، كما أنه يوفر في تكلفة التغذية بنسبة تزيد عن 50%.
تجارب كثيرة
مزرعة "الدن" أصبحت نموذجا عمليا لمقولة "الحاجة أم الاختراع"، بفضل تلك الفكرة التي توصل إليها أبو خالد، ومكنته من زراعة الشعير بأقل تكلفة ليطعم أغنامه في المزرعة.
وتعد تجربة "الدن" الزراعية، فريدة من نوعها في فلسطين والعالم العربي بشكل عام، ليحصل على فكرة "المستنبت" بعد مشوار طويل من التجارب، حتى وصل إلى تأمين غذاء لحوالي 80 عجل في مرزعته.
"ويعتبر "الشعير المستنبت" منتجا عضويا آمنا، بدون استخدام الكيماويات، ويصفه الكثيرون بـ"مستقبل مشاريع التسمين
"
وأوضح المزارع الفلسطيني أن الفكرة كلفته حوالي (17 ألف دولار أمريكي)، بعد شراء الحديد والصان، ورشاشات المياه، والمكيفات، والمراوح، والشفاطات، والساعات الكهربائية، والإنارة.
طريقة المستنبت
ويقول الدن أن التجارب الكثيرة هي التي أهّلته للنجاح في هذه الفكرة، مبينا أن البداية كانت بالاطلاع على الانترنت، ثم تطورت بعد التجارب المتعددة.
وبحسب الدن فإن المزارع يحصل على "الشعير المستنبت" بعد وضع الشعير في الماء لمدة ثلاث ساعات، ثم نقعه بمحلول الكلور لنصف ساعة، وتنظيفه من الكلور، ثم تجفيفه ونشره في صواني مخصصة للزراعة.
ويضيف :" يسقى الشعير بالماء أربع مرات يوميا، لمدة دقيقتين، ويحفظ في مكان تتراوح به نسبة الحرارة من 17 لـ 22 درجة مئوية".
فكرة جيدة
بدورها رحبت وزارة الزراعة الفلسطينية بالفكرة، موضحة أن من شأنها أن تساهم في رفع الاقتصاد الوطني بغزة.
وقال نبيل أبو شمالة الوكيل المساعد للتخطيط بالوزارة، أن وزارته أرسلت كتابا للبنك الإسلامي حتى يقدم تمويلا لثماني مزارع عجول بغزة.
"تقدر نسبة الأعلاف المستوردة من الاحتلال (الإسرائيلي) لقطاع غزة 19%، بيد أنها مرتفعة التكاليف
"
وأكد أبو شمالة لـ"الرسالة نت" أن تغذية الحيوانات على الشعير المستنبت أفضل من الأعلاف، وتعطي وزنا صافيا يخلو من الدهون بشكل كبير.
وتقدر نسبة الأعلاف المستوردة من الاحتلال (الإسرائيلي) لقطاع غزة 19%، بيد أنها مرتفعة التكاليف، ولا تدخل إلا بأذون (إسرائيلية).
كما أوضح أبو شمالة أن استخدام الشعير المستنبت يزيد من إدرار الحيوانات للحليب، ومعدل تكوين اللحوم والخصوبة.