قائمة الموقع

ذهب الزوجة.. عندما يُصبح "فكِّة زنقة"

2012-11-07T18:47:19+02:00
الرسالة نت – أحمد طلبة

لو أن أحدنا أخذ بنصيحة المثل القائل "خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود"، والآخر الذي يأتي على غراره "يوم إلك ويوم عليك"، لما لجأ مضطراً إلى الاستعانة بذهب زوجته.

بعض الأزواج في قطاع غزة يميلون إلى ذهب زوجاتهن، كوسيلة للخروج من مأزق مادي يمرّون به، وأخرى لتأمين مستقبل العائلة الذي قد يتوقف على ذهب الزوجة.

ويدفع الرجل عند طلب يد الفتاة مبلغاً نقدياً يسمى بـ "المهر"، كي تتمكن من شراء مستلزمات زواجها أو برواية أخرى "جهازها" المكون من ذهب وملابس تذهب بهم إلى بيتها الجديد.

باعه لشراء حمار

ليس غريباً أن تكون حاجة أبو رياض دفعته إلى شراء "حمار" ليستخدمه في بيع الخضروات التي اتخذ منها مهنة له، سيما بعد أن توفي في إحدى المرات بينما كان خارجاً بصحبته.

وما كان من أبو رياض إلا الاستعانة بذهب زوجته، باعتباره الباب الوحيد المفتوح أمامه ومفتاح الخروج من أزمته، فبدأ محاولاته التي كان على يقين أنها ستبوء بالفشل، بحكم أن زوجته لن تتخلى عن حقها، وفق قوله.

وما كان يتوقعه أبو رياض قد حدث فعلاً، فالزوجة المطيعة لم تخضع لأمر زوجها على غير عادتها، إذ أنه جزء لا يتجزأ من حقها الذي أقره الله لها، بحسب تعبير أم رياض.

وتقول لـ "الرسالة نت": "لو أن زوجي سيبيع ذهبي لشراء شيء ما سيعود بالنفع عليّ وأولادي لأعطيته دون تردد، لكن ماذا يقول الناس بعد ذلك .. باع ذهب مرته عشان يشتري حمار ؟!".

يؤمن مستقبل أولاده

بعد عشرين عاماً من ارتباط أبو إياد بزوجته، قرر شراء قطعة أرض يؤمن من خلالها مستقبل أولاده، لكن عدم كفاية المبلغ المتوافر بحوزته، اضطره إلى الاستعانة بذهب زوجته.

دون تردد منها وافقت الأخيرة على طلب زوجها، فالمصلحة من الأمر –وفق وجه نظرها- ستعود على أولادها وستضمن لهم مستقبلهم، قبل أن "يأخذ الله أمانته من الدنيا".

وتقول أم أياد لـ "الرسالة نت" بوجه بشوش: "لقد وعدني بسدادهم حال أن يفرجها الله، ومقدرته على ذلك، لكن الأمر ليس مهماً بالنسبة لي فالمال واحد، ما دمت أعيش معه في بيت واحد".

"بحمد الله استطاعت زوجتي ان تفك زنقتي في وقت كنت بأمس الحاجة إليها" قال أبو اياد الذي استطاع تسديد الديون التي كانت وليدة شراء قطعة الأرض، وما عليه الا تعويض زوجته عن ذهبها.

على طلب والده

بينما سامر الذي دفع ما فوقه وتحته في رحلة ترتيبات زواجه الطويلة ليتمكن من إحضار خطيبته إلى بيتها، استطاع أخيراً أن يستر نفسه في غرفة مستقلة مجاورة لبيت والده.

من هنا وهناك تمكّن من سِتْر نفسه وزوجته، وبعد أشهر قليلة من زواجه تفاجأ بطلب والده "الذي كان لا على البال ولا على الخاطر"، ببيع ذهب زوجة ابنه لشراء بيت للعائلة.

طلب الوالد غير المتوقع أوقع ابنه وزجته في حيرة من أمرهما، وبدأت جلسات المفاوضات والتشاور بينهما، وقد رحبّت الاخيرة بدورها في الموضوع مشترطة أن يعيد والد زوجها حقها في وقت معين.

شرط زوجة الابن وقف عارضاً امام مشروع الأب المستقبلي الذي سيضمن من خلاله لم شمل أولاده بما فيهم هي وزوجها، لكن الوالد لم يعجبه الأمر مما خلّف حساسية في التعامل بينهما.

وقد قال الله تعالى في مُحكم تنزيله العزيز بسورة النساء "فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه".

ويعد الذهب من مال الزوجة، وقد أعطاها الله حق التملك والتصرف في مالها الخاص وعليها الزكاة ولها حق التجارة وانماء المال وليس لزوجها أن يمس مالها الا بطيب نفس ورضى منها.

وتُقر الشريعة الاسلامية بأن ذهب الزوجة ملك لها وإن كان هدية من زوجها وجزءاً من مهرها، إضافة إلى جميع ممتلكاتها فلا يصح للزوج أن يتصرف فيها بدون إذنها ورضاها.

اخبار ذات صلة