بدا التفاؤل بين الفلسطينيين بمختلف شرائحهم من فوز باراك أوباما بولاية ثانية رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية محدودا ويغلبه الحذر في التطلعات والآمال.
وفقد الفلسطينيون بمختلف شرائحهم الثقة بالولايات المتحدة الأمريكية ورؤسائها في العقود الثلاثة الماضية في تحقيق اختراق يعيد لهم أرضهم وحقوقهم المسلوبة من قبل سلطات الاحتلال (الإسرائيلي).
البائع الجائل أسامة القيسي همه الحصول على لقمة العيش لأسرة المكونة من خمسة أفراد ولا يعنيه كثيراً انتخابا أوباما لولاية ثانية.
وردد وهو يجر عربة على متنها القليل من المكسرات في مخيم رفح على الحدود مع مصر "لا أوباما ولا غيرة يصرف لي راتب أخر الشهر ولم يعيد لي أرض أجدادي المسلوبة".
واعتبر الطيب محمد عبد الله فوز أوباما شيء جيد للعالم وليس للقضية الفلسطينية.
وقال معلقاً خلال تفقد المرضى بمشفى الأوربي "على مدار أربع سنوات لم يشن الرجل (أوباما) حروباً مثل أسلافه، لكنه في المقابل لم يقدم شيء للفلسطينيين سوى التصدي لإنهاء انقسامهم المتواصل".
وكان الفلسطينيون أكثر تحمساً لأوباما قبل أربع سنوات بشأن قضيتهم التي تتراجع في ظل ثورات الربيع العربي التي دعمها أوباما وهو أول رئيس أسود لأقوى دوله في العالم.
واكتفى الموظف في سلطة رام الله محمد عودة بالقول "من يحكم أمريكا لا يعني (..) كل ما أريده أن أتلقى راتبي الشهري بانتظام".
وكثيراً من موظفي السلطة الذين يجلسون في منازلهم في قطاع غزة بلا عمل ويتلقون رواتب مقابل ذلك لا يعولون كثيراً على أوباما وإدارته الجديدة تحقيق حلم إقامة الدولة رغم التنازلات التي لا تتوقف من قبل رئيس السلطة محمود عباس.
وخسر الطالب الجامعي محمود قشطه الرهان لأنه كان يتوقع فوز مرشح ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري وقال "تابعت الانتخابات في أمريكا هذا العام وكان أملي أن يتغير أوباما لأنه لم يقدم لنا (الفلسطينيين) أي شيء يذكر".
احباط وفشل
وواجه أوباما كثيرا من الإحباط والفشل في وساطته في ملف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية (إسرائيل) في فترته الرئاسية الأولى.
ولم يكن لدى ربة المنزل فضية سليمان تعليق على فوز أوباما سوى القول "كل أملي أن يكتب الله لي زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه".
وقال صاحب بقاله كان يتابع إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية "أوباما مجرد واجه تخدم اليهود وتقسوا على أصحاب الحقوق".
وشككت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الخميس، بإمكانية أن يزج أوباما بنفسه مرة أخرى كوسيط بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل).
نتنياهو واوباما
في المقابل، ينظر القليل من المتفائلين في الشارع الفلسطيني باهتمام لما تردد مرارا عن خلافات بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية كثيرا عن رغبته في فوز رومني.
وقال سائق الأجرة يوسف ديب لزبائنه أثناء نقلهم من مخيم رفح إلى مدينة غزة المكتظة بالسكان "أوباما سيلقن نتنياهو درساً في السياسة خلال الأربع سنوات المقبلة".
وعلق طالب العلوم السياسية سعد سيف في الحافلة أيضاً "أصلاً نتنياهو ممكن يخسر كل شيء بعد فوز أوباما (..) لقد حارب الرجل الأسود خلال السنوات الأربع الماضية ويمكن أن يتلقى صفعه خلال هذا الشتاء تخرجه من الحلبة السياسية من جديد".
ويرى مراقبون أن مثل هذا التطور لا يشكل دافعا لتوقع قرب إطلاق عملية "تسوية" حقيقية تكفل التوصل لاتفاق نهائي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية العتيدة.
الجدير بالذكر أن الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة يعد أبرز وجوه نقاط الضعف الفلسطينية في صراعهم المستمر لاستعادة القليل من حقوقهم بالطرق السلمية.