غزة-الرسالة نت
أكد م. زياد الظاظا نائب رئيس الوزراء، أن الحكومة الفلسطينية تدعم بكافة أشكال الدعم المادي واللوجستي المشاريع الزراعية التي تنفذها وزارة الزراعة بالشراكة مع جمعية الرحمة للإغاثة والتمنية، مقدماً الشكر الجزيل للشعب الكويتي أميراً وحكومةً على وقوفهم ودعمهم الدائم للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح مزرعة بيروحاء النخيل الذي أقامته وزارة الزراعة وجمعية الرحمة للإغاثة والتنمية اليوم غرب مدينة خان يونس، وذلك برعاية رئيس الوزراء د.إسماعيل هنية وحضور نواب المجلس التشريعي وممثلي الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية وقادة الفصائل والعمل الوطني.
وقال الظاظا:" إن الأرض التي حررها أبناء شعبنا الفلسطيني بدمائهم اليوم نعمرها ونعيد بنائها في الذكري السنوية للحرب علي غزة "، مشيراً أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة دمر القطاع الزراعي حتى بلغت خسائره نحو نصف مليار دولار.
وشدد أن مشروع بيروحاء الكويت للنخيل جاء ليرد علي ملوثات الاحتلال التي لوث فيها الشجر والأرض وأغرق فيها المتنازل في المحافظة الوسطى قبل يومين ، قائلاً: "نخن اليوم نعيد هذه المساحات الخضراء ونعيد لغزة جمالها رغم إمكانيتنا المحدودة، فإرادتنا قوية وعظيمة "، مؤكداً أن قطاع غزة سيبقى صمام الأمان للأمن القومي في المنطقة كلها وصمام أمان لمواجهة الطغيان الاسرائلي .
وفي كلمة هاتفية للسيد وليد العنجري رئيس جمعية الرحمة العالمية في دولة الكويت ، أكد أن مشروع بيرو حاء الكويت "حلقة متواصلة ضمن المشاريع الهادفة التي تغطي كافة الجوانب الاقتصادية والصحية والاجتماعية في القطاع ".
وأشار أن الشعب الكويتي يتوق إلى زيارة أهل غزة والتعلم من صمودهم الأسطوري في مواجهة الإحتلال، مستدركاً لكن الحواجز تعوق دون وصولنا إليكم ، وقال:" لن تطول الشدة وستُدمر كل الحواجز والحدود والجُدر الفولاذية وسنتواصل معكم في البناء ".
ووجه العنجري كلمه لأهل غزة قائلاً:" "لقد ضربتم أروع الأمثلة في الصبر والصمود والمقاومة وعدوكم لم يحقق أي شي من أهدافه العدوانية وعندما فشل قتل الأطفال والنساء".
ووجه العنجري شكره إلى الحكومة الفلسطينية ووزارة الزراعة وعلى رأسها وزير الزراعة الدكتور محمد رمضان الأغا علي تعاونهم في تنفيذ المشاريع الزراعية وغيرها، معلناً أن المشاريع في غزة قادمة ومتواصلة ومتنوعة ، وقال:" سنبني في الأيام القادمة مستشفي ثاني في مخيم جباليا وسنعيد بناء ألف بيت هدمه الاحتلال ".
من جهته أكد وزير الزراعة الدكتور محمد رمضان الأغا، على العلاقة الإستراتيجية مع دولة الكويت الشقيقة، مؤكداً أنه ما كانت لتكون الشراكة والتعاون مع جمعية الرحمة العالمية للكويت في المشاريع الزراعية المختلفة لولا هذه العلاقة المميزة بين الشعبين.
وأشار أن افتتاح مزرعة بيرو حاء الكويت جاء تبرعاً كريماً ومكرمة من جمعية الرحمة الكويتية صاحبة الأيادي البيضاء برئيسها سمو الشيخ وليد العوضي .
وذكر الأغا أن وزارته اعتمدت في مشاريعها على خطة استراتيجية تمتد حتى العام 2019 تعمل على تطبيق معايير الاقتصاد الزراعي المقاوم وذلك بعد أن قيمت الوضع الزراعي خلال الستة عقود الماضية.
ولفت إلى المشاريع تعتمد على تقليل استخدام المياه في القطاع الزراعي، ووقف عملية إهدار واستنزاف الخزان الجوفي وحفظها للأجيال القادمة، مشيراً إلى مشروع مشتل النخيل –كأحد المشاريع النموذجية التي تقوم الوزارة بتنفيذها -، فقال الأغا :" الآن لدينا أكبر مشتل نخيل في الشرق الأوسط يحتوي على 15 ألف فسيلة بتمويل وشراكة استراتيجية بين الوزارة وجمعية الرحمة العالمية بالكويت "، لافتاً أنه في القريب العاجل سيتم زراعة 35ألف فسيلة أخرى ليصل العدد بذلك ألفاً 50ألفاً، وصولاً إلى إنتاج مليون فسيلة خلال سبع سنوات سيتم زراعتها في أنحاء مختلفة من القطاع.
وأضاف:" إن معايير الاقتصاد المقاوم تنطبق عليه فهو لا يستهلك ماء كثيراً ولا مستلزمات إنتاج من الخارج ويخلق فرص عمل جديدة ويمكن تخزينه كما أن النخيل يدخل في مئة صناعة منها الأثاث المنزلي والتمور مما يحقق عملية الربط بين القطاعين الزراعي والصناعي كما أنه لا يؤثر على المساحات الزراعية ".
وذكر الأغا أن وزارته أدخلت الزيتون إلى المشاريع الاستراتيجة للوزارة، حيث قامت بإنشاء مشتل للزيتون يضم مليون شجرة زيتون سيتم توزيعها بأسعار رمزية على المزارعين وأخرى للمتضررين لمساعدتهم على زراعة أراضيهم الزراعية التي جرفها الإحتلال.
من جهته أكد م. كمال مصلح المدير التنفيذي لجمعية الرحمة للإغاثة والتنمية غزة، ممثل الرحمة العالمية –الكويت في قطاع غزة ، أن الجمعية وضعت إستراتيجية قائمة على إقامة وتنفيذ المشاريع التي تساهم في توفير الأمن الغذائي وفرص العمل والتخفيف من حدة الفقر والعوز، وذلك انطلاقاً من إيمان جمعية الرحمة العميق بضرورة المساهمة في توفير الأمن الغذائي لسكان القطاع الذين يعيشون ظروفا اقتصادية ومادية صعبة جراء العدوان والحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أربع سنوات.
واعتبر أن مشروع إقامة "مزرعة بيروحاء الكويت للنخيل" الذي تنفذه جمعية الرحمة للاغاثة والتنمية بالتعاون والشراكة مع وزارة الزراعة هو من أهم المشاريع التنموية التي تنفذها الجمعية في قطاع غزة، معللاً أن المشروع سيساهم بشكل قطعي في زيادة كبيرة جداً من منتوج البلح والتمور في القطاع بما يوفر إمكانية مؤكدة للتصدير مستقبلا بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار مصلح أنه تم زراعة نحو 15000 شجرة نخيل حتى الآن منذ البدء في تنفيذ المشروع في منتصف عام 2008 بحيث يصل مجموع النخيل المزروع في المزرعة إلى خمسين ألف نخلة، مقدماً الشكر والعرفان والثناء إلى ممولي هذا المشروع الكبير وهم جمعية الإصلاح الاجتماعي بإشراف الرحمة العالمية الكويتية والذين قال أنهم يتابعون باهتمام المشروع ومشروعات أخرى.
ونوه إلى مشروع حدائق ذات بهجة هو أيضاً احد مشاريع الجمعية المهمة والذي يهدف إلى زراعة عشرات آلاف الأشتال والأشجار حيث تم زراعة نحو 14 ألف شجرة في مساحة 320 دونم، مؤكداً أن هذا المشروع بالتحديد يندرج في إطار اهتمام الجمعية في توفير الأمن الغذائي لسكان القطاع الذين يعانون بسبب الحصار، وتشتمل الحدائق على زراعة اللوزيات و الرمان والزيتون والكروم والعنب ومختلف أنواع الفواكه والأشجار المثمرة.
وتطرق مصلح إلى أبرز مشاريع الرحمة التي تفتخر بها وتعتز بإنشائها هو إقامة مستشفى الكويت التخصصي في محافظة رفح ، مؤكداً أنه وصل حجم تمويل مشاريع الجمعية خلال العام الماضي إلى أكثر من سبعة ملايين دولار وسيشهد العام الجاري زيادة في تنفيذ المشاريع ومضاعفة التمويل.
وقال مصلح:"لن تقف جهود وبرامج ومشاريع الجمعية على ما تم ذكره حيث أبشركم بنية الجمعية تنفيذ العديد من المشاريع التنموية الرائدة والمهمة جدا والكبيرة خلال الأسابيع والأشهر القادمة
وفي نهاية الاحتفال قام المسئولين والحضور بقص الشريط وإزاحة الستار عن لوحة الافتتاح، فيما تجول الحضور داخل مزرعة بيرو حاء النخيل ، ومن ثم قام أعضاء اللجنة الاقتصادية من نواب المجلس التشريعي بتفقد أجزاء المزرعة والمشاتل الأخرى التي نفذتها وزارة الزراعة مثل مشتل أمهات الحمضيات.