قائمة الموقع

كيف باشرت الحكومة العمل ميدانياً في وادي غزة..!؟

2010-01-21T15:55:00+02:00

غزة-فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت

منذ بداية الكارثة المأساوية التي أفتعلها الاحتلال الصهيوني بفتح سدود مجرى وادي غزة وإغراقه لمناطق واسعة في منطقتي جحر الديك والمغراقة وسط القطاع، أعلنت الحكومة الفلسطينية حالة الطوارئ القصوى، وشوهد الوزراء ومسئولو والدفاع المدني والإسعاف والطوارئ في الميدان يتابعون عمليات إنقاذ وإيواء المتضررين.

من مركز الكارثة

"الرسالة نت" كانت في مركز الكارثة منذ اللحظة الأولى، وتابعت عمليات إنقاذ وإخلاء المواطنين المتضررين من السيول التي جرفت في طريقها بيوت معمورة وحظائر وبركسات حيوانية ومزارع ودفيئات زراعية.

"كارثة بهذا الحجم لم يكن متوقعاً السيطرة عليها لولا رعاية الله وسرعة تدخل الطواقم الحكومية والبلدية"، هذا ما عبر عنه رئيس بلدية المغراقة يوسف أبو هويشل الذي فوجئ بوزراء الحكومة ونواب التشريعي وقادة الأجهزة بجميع مراتبهم في غمرة السيول الجارفة والوحل الطيني والبرد القارص يتابعون عمل طواقمهم في إنقاذ أبناء بلدته.

وأشار إلى أن أبناء الأجهزة الأمنية وطواقم الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ شاركوا في إنقاذ المواطنين وإخلائهم بوسائلهم البدائية، وشمروا عن سواعدهم وغاصت أقدامهم في وحل المياه وحملوا المنكوبين على الأكتاف، ولم يترددوا في إنقاذ المواشي والطيور التي كانت تسبح مع تيار الموت الذي ينتظرها.

وزارات ميدانية

واختلفت على المواطنين صور وهيئات وزراء الحكومة الفلسطينية عندما وجدوهم يقفون بجانبهم في مثل هذا الظرف العصيب، وقال أحدهم:"عمري ما شفت وزراء على الطبيعة..أشوفهم اليوم في الوحل..!"، حتى أن إحدى النساء المبتلة ثيابها وترتجف من البرد باكية على مصيبتها رفعت يديها إلى السماء وقالت:"يارب ما تشمت فينا العدوين وتنصر تاج راسنا أبو العبد هنية..".

رجل مسن صرخ غاضباً في وجه رجل شرطة منعه من تفقد حظيرته المدمرة قائلاً: "مسئولك نائم الآن وغنمي وخرافي تموت!، فأشار الشرطي بإصبعه إلى أحدهم وقال: "هو ذا مسئولي داخل حظيرتك يُنقذ مواشيك..!".

وفي ليلة وقوع الكارثة واصل الوزراء اتصالاتهم المباشرة مع رئيس الحكومة إسماعيل هنية ليضعوه في صورة الكارثة وما حل بالمواطنين أولاً بأول، والذي بدوره طوع لهم كافة خدمات الحكومة ووضعها تحت تصرفهم للسيطرة على الكارثة وسرعة الإنقاذ والإيواء والإغاثة للمشرين.

مباشرة العمل

وفوق الجسر الغربي لوادي غزة وبحضور وزير الزراعة د. محمد رمضان الأغا ووزير الأشغال العامة د.يوسف المنسي ووزير الشئون الاجتماعية أحمد الكرد وعدد من مسئولي الحكومة أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء د.محمد عوض أن الحكومة عملت على توفير أماكن إيواء للأسر المشردة وقامت بفتح مدرسة "كفر ياسيف" لأكثر من 100 أسرة مشردة، لافتاً أنها ستشرع بعمليات حصر للأضرار ومساعدة الأسر المنكوبة والمشردة.

وفي ذات الليلة باشرت طواقم وزارة الأشغال أعمالها في طمر السيول وإصلاح الطرق وشق طرق بديلة لتسهيل تنقل المواطنين، حيث أكد وزير الأشغال أن طواقم الوزارة وآلياتها وضعت تحت تصرف الدفاع المدني للمساعدة في إخلاء المتضررين.

وأكد المنسي أن وزارة الأشغال العامة استطاعت إدارة هذه الأزمة بكل نجاح، مشيدًا بالدور الكبير لوحدة الآليات والطرق، إدارة وعاملين في الميدان، في التخفيف من معاناة المواطنين وآلامهم في هذه الكارثة.

ووصف ما حدث بأنه جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الصهيونية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا، "خاصة أن قوات الاحتلال تمنع منذ ثلاثة أعوام إدخال مواد البناء والمعدات اللازمة للحيلولة دون حدوث كوارث من جرَّاء الفيضانات".

وطالب المجتمع الدولي بإدانتها والتحرك باتجاه إجبار الاحتلال على وقف جرائمه المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني، داعيًا إياه إلى الضغط على الاحتلال لرفع الحصار وإدخال احتياجات القطاع من مواد البناء والمعدات اللازمة للحيلولة دون حدوث كوارث بيئية على غرار انهيار أحواض الصرف الصحي بالقرية البدوية.

خسائر زراعية مليون دولار

أما وزارة الزراعة فقد استنفرت طواقمها الفنية والإدارية، لحصر الأضرار الزراعية التي نتجت عن سيول وادي غزة، فقد قدرت حجم الخسائر الأولية بمليون دولار.

وقال أن السيول الجارفة خربت نحو2500 دونم من الأراضي الزراعية، إضافة إلى نفوق مئات الحيوانات من أبقار ومواشي وجمال ، وتدمير أكثر من 1000خلية نحل، عوضاً عن الأضرار التي حلت بالتربة والمياه الجوفية نتيجة تدفق المخلفات الكيماوية عبر الوادي ونزوحها إلى البحر، والتي من شأنها أن تضر بالحياة البحرية للأسماك أيضاً.

وحذر وزير الزراعة من كارثة إنسانية يتعرض لها سكان قطاع غزة، ولاسيما المناطق التي غمرتها المياه في المحافظة الوسطى من جراء فتح الاحتلال لسدود وادي غزة، مؤكداً خلال تفقده المناطق التي غمرتها المياه في محيط وادي غزة، "أن الاحتلال لم يعط أية أشارات تحذيرية لفتح السد المغلق منذ سنوات لتفادي مخاطر السيول والفيضانات التي نتجت".

يذكر أن الحكومة الفلسطينية قررت في ختام اجتماعها الأسبوعي، توزيع مساعدات طارئة على العائلات المنكوبة ممن غمرت المياه منازلهم في وادي غزة، موضحة أنها ستقدم سلة غذائية ومبلغاً مالياً قيمته 200 دولار كإغاثة عاجلة لكل أسرة منكوبة في وادي غزة.

 وأشارت أنها كلفت وزارة الشؤون الاجتماعية بمتابعة عمليات الإغاثة للعائلات، في حين كلفت وزارة الزارعة بإعادة التربة إلى سابق عهدها ومساعدة المزارعين في ترتيب أرضهم بعد أن جرفتها مياه الأمطار وغيرت من طبيعتها.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00