بعد أسابيع من العمل المتواصل من الاستعداد لفصل الشتاء أصبحوا الآن أمام اختبار عملي مع هطول المطر ليلة الجمعة الماضية.
في كل عام تعقد البلديات لجان الطوارئ قبيل حلول الشتاء استعداداً لمواجهة الموسم فيناقشون الإمكانات والمشاكل ويحذرون من الوقوع في الأخطاء الماضية.
وتمثل مشكلة تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي والشوارع المغلقة وخطر فيضان الأودية وتضرر شبكات الكهرباء والهاتف صلب خطة الاستعداد للموسم.
ولازالت بلديات قطاع غزة تعاني من نقص الإمكانات الوقود والآليات وقطع الغيار رغم الانفراج النسبي في حصار غزة.
استعدادات مبكرة
بالنسبة للمهندس سعد الدين الأطبش مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة فإن تطبيق خطة الشتاء كان شغله الشاغل طوال الشهرين الماضيين.
ويؤكد الأطبش أن العمل بدأ منذ شهرين وأن البداية كانت عبر تنظيف مصافي مياه الأمطار وخطوطها وأن العمل لازال مستمراً.
ويضيف:" أنجزنا حتى الآن 85% من تنظيف وتأهيل تلك الخطوط ونحن الآن في نهاية الخطة ونجهّز الآن محطة الأمطار المركزية في الشيخ رضوان لامتصاص أكبر كمية مياه".
وأشار أن الطواقم المختصة في بلدية غزة أنهت العمل في تهيئة 3 مضخات بما يلزمها من الناحية الميكانيكية والكهربية لتضخّ المياه للبحر إذا زادت الكمية عن طاقتها.
كما جهّزت بلدية غزة مضخات متنقلة تعمل بوقود الديزل بقوة 4 و6 إنش لتحريكها للشوارع المغلقة بالمياه إذا استدعت الحاجة.
أما في بلدية رفح فقد شكلت البلدية لجنة طوارئ تضم كل من "البلدية-الدفاع المدني-شركة الكهرباء-مصلحة المياه-وزارة الشئون الاجتماعية".
ويؤكد صبحي رضوان رئيس البلدية أن الأطراف السالفة الذكر لها علاقة مباشرة بمشاكل فصل الشتاء.
وكما فعلوا في غزة فقد تكرر الفعل في رفح حيث قامت البلدية بتنظيف وتهيئة مجمعات ومصافي مياه الأمطار لاستيعاب الكمية الهاطلة.
ويضيف رضوان: "وضعنا هذه السنة حل لمشكلة بركة مياه مطر تسد مدخل منطقة الحشاش وربطنا الخط بأقرب خط لتصريف المطر في اقرب مجمع بينما نحاول تلافي بركة أخرى على مدخل حي الزهراء".
ويقول أن بلدية رفح أعدت محركات ضخّ متحركة ومتباينة القوة لتصريف مياه المطر وغيرها إذا حدث أي طارئ.
ولازال العمل يجري على قدم وساق في بلدية النصيرات كنموذج ثالث لتنفيذ خطة الشتاء إنجازاً لما تم الاتفاق عليه في لجنة الطوارئ.
وتعاني بلدية النصيرات من انسداد طرق المدارس بفعل مياه الأمطار المتجمعة ما دفع البلدية كما يقول أبو شكيان للتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني لحل المشكلة.
وفق الإمكانات
وأعدت بلدية غزة شبكة اتصال لاسلكية تضم مندوبين من الدفاع المدني والبلديات للبقاء على اتصال إذا استدعت الحاجة.
ويقول المهندس الأطبش إنه الآن يملك هاتفاً لاسلكياً مربوطا بشكل مباشر مع الدفاع المدني للتدخل العاجل وفق الضرورة.
التطوير الوحيد الذي طرأ على الخطة الحالية لا يتعدى كما يقول الاطبش زيادة قدرة المصافي لتصريف المياه وتنظيف كافة البالوعات.
أما صبحي رضوان رئيس بلدية رفح فيقول إن مشاكل البلديات هي قديمة-جديدة لم يطرأ عليها كثير من التغيير.
ويتابع: "مشكلة الآليات القديمة لازالت موجودة لكننا نعمل بكفاءة وفق الإمكانات المتاحة ولدينا صيانة مستمرة".
كما يؤكد محمد أبو شكيان رئيس بلدية النصيرات أن لجنة الطوارئ لازالت مهتمة بتنظيف مصافي ومجمعات مياه الأمطار على مدار الساعة.
ويتابع: "جلسنا مع المؤسسات ولجان الأحياء بشكل دوري لمناقشة ذلك وأخذنا برأيهم في أولوية حل تلك المشاكل الشتوية".
دعوة للمواطنين
ويبدو أن رؤساء البلديات ومهندسي المياه والصرف الصحي ملّوا من تكرار المناشدات في كل سنة للمواطنين للحفاظ على شبكة المياه لكنهم يجدون أنفسهم مضطرين للتكرار مرةً جديدة.
تختلف نبرة صوت المهندس الأطبش وهو يدعو العابثين للكف عن سرقة أغطية مصافي مجمعات مياه الأمطار أو العبث فيها.
ويضيف: "اتركوا الأمر للبلدية إذا حدث خلل فمن يفتح الغطاء لتصريف المياه المتجمعة يتسبب في نزول كمية مطر كبيرة لا تستوعبها المجمعات فيؤدي لانسدادها ومشاكل في المضخات فلدينا من يحسن التعامل معها".
أما رئيس بلدية رفح صبحي رضوان فيؤكد أنهم منذ بدء الخطة قرروا البحث عن مناطق تجميع المطر التي تصنع مستنقعات للتخلص منها.
ويضيف: "مشكلة رفح فقط في مدخل منطقة الحشاش والزهراء أما بقية الطرق فلا تعاني من مشاكل بينما نجتهد حالياً لتمديد خطوط تصريف لمنطقة الجنينة-الزهراء".
أما محمد أبو شكيان رئيس بلدية النصيرات فيقول إن مشكلة المخيم هي وجود أراض ترابية وانسدادات كثيرة في مناطق قديمة بسبب المطر.
ويضيف: "استطعنا معالجة جزء كبير من خطوط مياه المطر والصرف الصحي واستبدلناها بخطوط جديدة كما أجرينا معالجة للشبكات".
أما معضلة وادي غزة فلازالت تفوق إمكانات البلديات المحيطة بمجرى الوادي حيث تتجدد الخشية كل شتاء من فيضان الوادي.
ويؤكد أبو شكيان أن وادي غزة خطر لازال موجودا وأن هناك مشروعا لإنشاء أحواض صرف صحي بتكلفة 3 ملايين دولار في طريقه للتنفيذ قرب مصب الوادي على البحر.
عن ذلك يتابع: "ستكون للأحواض خطوط ناقلة ليبقى الوادي جافاً ونسعى لتصريف المياه داخل البحر بمسافة طويلة".
وتضع قسوة الشتاء وكمية الأمطار الهاطلة على محافظات قطاع غزة خطة البلديات أمام اختبار حقيقي: هل استطاعت تقديم كل ما لديها بكفاءة أم كان هناك بالإمكان أفضل مما كان؟.