أثنى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، على جهود الشهيد "أحمد الجعبري" في تنظيم وبناء كتائب القسام الذراع العسكرية للحركة، وقال "إنه صاحب الفضل بعد الله في بناء جيش القسام".

وشيَّعت جماهير فلسطينية عريضة، الخميس، جثمان "الجعبري" (52 عاماً) الذي استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة كان يستقلها ومرافقه "محمد الهمص"، أمس الأربعاء، وسط مدينة غزة.

ويشغل الجعبري، منصب نائب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وتطلق عليه أجهزة الاحتلال المخابراتية اسم "رئيس أركان حماس" في دلالة منها إلى مكانته التي يحظى بها في الحركة.

وقال مشعل في كلمة له بمؤتمر الحزب الوطني الحاكم في السودان، الخميس: "إن الجعبري كان له أياد بيضاء في بناء جيش القسام".

وأضاف: "من يلتقي بالجعبري يشعر أنه بطل، عاش ومات كذلك، كان –رحمه الله- رجلاً ذكياً، مندفعاً، قوي الشكيمة، صاحب إرادة، لم تضعفه سجون العدو ولا القريب".

ويعد الجعبري رجل صفقة "وفاء الأحرار" وكان له "بصماته في التغيير الدرامي للجناح العسكري لحركة حماس"، حسب وصف تقرير إسرائيلي له، وقد ظل متمسكاً بملف الجندي شاليط منذ أسره في 25 يونيو/ حزيران 2006.

ويأتي اغتياله بعد مرور شهر واحد على الذكرى الأولى لـ "وفاء الأحرار"، التي أفرجت (اسرائيل) بموجبها عن 1027 أسيراً فلسطينياً.

وأكد مشعل أن (إسرائيل) واهمة في عدوانها على قطاع غزة، وقال إنها "تُريد أن تدمِّر البنى التحتية للمقاومة"، مستدركاً: "بُنى المقاومة هي رجال فلسطين ونساؤها".

وتابع: "اليوم تقتلون الجعبري وغداً قد تقتلون مشعل، وكل هذا يختصر الطريق إلى القدس والأقصى إن شاء الله".

وارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي، إلى 13 شهيداً ، وإصابة أكثر من 120.

وشدد مشعل على أن (إسرائيل) ليست كياناً مشروعاً؛ إنما غاصباً، والغاصب -وفق قوله- لا يردع أصحاب الأرض والشعوب.

وطالب مشعل الزعماء العرب بفتح صفحة جديدة فيها برنامج لصالح الأمة، مؤكداً على ضرورة دعم ونصرة القضية الفلسطينية خاصة بعد الربيع العربي.

تجدر الإشارة إلى أن حزب المؤتمر الوطني، هو الذي يحكم السودان منذ عام 1998م، وحتى الآن، بقيادة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية.

ويعد الحزب، امتدادا للفكر الإسلامي السياسي في السودان، المرتبط بشكل وثيق بشخصية الدكتور حسن عبد الله الترابي المفكر الإسلامي والقانوني المعروف.

ويواصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات على أهداف بقطاع غزة، في وقت يستمر فيه الرد القسامي على جريمة اغتيال "الجعبري".