تباينت مواقف المحللين السياسيين والعسكريين، حول العملية العسكرية (اعمدة السحاب) التي تشنها على غزة في هذه الاثناء، ويعتقد البعض ان احتمالات توسيع العملية كبيرة، في حين رجح اخرون اقدام اسرائيل على تنفيذ سياسية الاغتيالات بدلا من العملية العسكرية واسعة النطاق على غرار عملية (الرصاص المصبوب) خريف 2008.
وفي الوقت نفسه اجمع المحللون على ان رد المقاومة الفلسطينية على اغتيال قائد الذراع العسكري لحركة (حماس) في غزة احمد الجعبري، كان مخالفا لتوقعات الاحتلال، مؤكدين ان ردة فعل المقاومة ربما قد تدفع اسرائيل لإعادة النظر في الآلية المتبعة مع القطاع عسكريا.
ويعتقد واصف عريقات -لواء عسكري متقاعد- أن اسرائيل ستواصل في عمليتها العسكرية على قطاع غزة بشكل اكثر قوة وعنف خلال الساعات القادمة، وذلك في ضوء تلقيها رسائل قوية من المقاومة الفلسطينية التي اطلقت صواريخ محلية اصابت العمق الاسرائيلي (تل ابيب).
واشار عريقات في اطار حديثه لـ"الرسالة نت" الى ان حكومة نتنياهو كانت تنوي شن عملية خاطفة في غزة باغتيالها القيادي الجعبري، "لكنها تفاجأت بردة الفعل الفلسطينية، لهذا فهي لم تعد قادرة على انهاء هذه الجولة وستواصل تصعيدها في الاراضي الفلسطينية" وفق قوله.
واضاف اللواء المقيم في رام الله، "وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك هو من ورط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في هذا الحرب، وهو يريد بذلك كسب اصوات انتخابية عبر الدم الفلسطيني في انتخابات الكنيست القادمة".
وتوقع عريقات ان يستمر جيش الاحتلال في اسلوب الاغتيالات وارجاء العملية العسكرية كمرحلة نهائية لاختتام هذه الحرب، مؤكدا ان الجيش الاسرائيلي يحاول قدر الامكان تجنب السقوط في وحل غزة عبر العملية البرية، لهذا فقد يواصل تصعيده جويا وبحريا" على حد تعبيره.
اما الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، فرجح احتمال التوصل لاتفاق تهدئة في الاراضي الفلسطينية عبر وساطة مصرية، مؤكدا ان استمرار ضرب المقاومة الفلسطينية للأراضي المحتلة عام 1948، سيجبر اسرائيل على تغيير خطتها في التعامل مع القطاع والاستعاضة بالاغتيالات عن العملية العسكرية الواسعة.
وقال الشرقاوي لـ"الرسالة نت" قصف المقاومة لمناطق حيوية في اسرائيل يعتبر ردا مفاجأ بالنسبة للاحتلال وهذا ما قد يدفعه لطلب الهدنة"، معتبرا وصول صواريخ المقاومة –وفق ما اعلن عنه- الى تل ابيب بمثابة انتصار للقضية الفلسطينية.
وعبر عن اعتقاده بان المقاومة ستفرض شروطها الخاصة على اسرائيل بمقابل القبول بوقف اطلاق النار "لأنها اصبحت اكثر قوة من السابق، وبإمكانها فرض شروطها"، مطالبا فصائل المقاومة في غزة بضرورة ادارة المعركة بشكل جيد.
واكد ان الجولة العسكرية في غزة ربما تحمل في الايام القادمة مفاجئات جديدة بالنسبة لدولة الاحتلال، موضحا "ان المقاومة اصبحت منظومة تعني كل الشعب الفلسطيني وسر نجاحها هو وقوف الشعب خلفها".
وفي السياق متصل اعتبر المختص في الشأن الاسرائيلي صالح النعامي بأن مسار العملية الاسرائيلية على غزة لا يشير الى أن القطاع على أعتاب (رصاص مصبوب 2), مشيراً الى أن العدوان سيقتصر على عمليات اغتيال مكثفة.
وأكد النعامي أن الظروف الاقليمية والدولية والاسرائيلية لا تسمح بخوض حرب واسعة على القطاع, لافتاً إلى أن الجيش الاسرائيلي لديه بعض المخططات لتوسيع العملية وقد تصل الى توغلات برية رغم إنه خيار مستبعد لديه.
وقال لـ"الرسالة نت" "إن المقاومة لديها ما يكفي لإطالة أمد المواجهة مع العدو، واعتقد بان اسرائيل أخذت بعين الاعتبار مدى قدرة صواريخ المقاومة رغم زعمها التمكن من القضاء عليها"، موضحا أن المؤشرات تدلل الى أن قوات الاحتلال ستفشل في تحقيق مخططاتها العسكرية.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) أعلنت مساء أمس الأربعاء استهداف مدينة تل ابيب بصاروخ محلي الصنع " في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ المقاومة الفلسطينية".