الرسالة نت - رامي خريس
كشف جمال نزال عن قرار المجلس الثوري الأخير - الذي يحمل عضويته - تشكيل لجنة لوضع إستراتيجية لعودة غزة " للشرعية " ، وكشف جمال سلطان مدير مركز الأهرام للدراسات عن ما وصفه بالخطة المصرية "ب" لإخضاع حركة حماس بعد فشل سياسة احتواء الحركة.
ما كشفه الجمالان نزال وسلطان من قرارات وخطط تشير إلى أن هناك موجة جديدة من الضغط ستواجهه حركة حماس من خصومها السياسيين ومن الذين يدعمونهم ، وقد تحمل المرحلة القادمة في طياتها الكثير من المفاجآت التي تتطلب على ما يبدو استعداداً من حركة حماس التي واجهت العديد من المحاولات السابقة لإزاحتها، ومنها حرب الفرقان التي مرت ذكراها الأولى .
تحالف
وفي حرب الفرقان تحالف الأعداء مع الخصوم ضد غزة وحماس ، وجرى الكشف عن محاولة فتحاوية لاستعادة غزة كما يقولون أو ليساعدوا الإسرائيليين على احتلالها.
كان الحديث حينها يدور حول وجود عناصر تابعة لفتح تنتظر على معبر رفح للدخول عبر بواباته في اللحظة التي تنهار فيها حماس .
ولكن ما جرى كان عكس التوقعات فحماس صمدت بغزة وأوقف الاحتلال عدوانه ، وتعافت حماس وخرج قادتها من تحت الأنقاض يمارسون دورهم من جديد .
وعاد الفتحاويون من جديد للبحث عن وسائل جديدة لكسر حماس ، ومنها خطتهم الجديدة لما يقولون إنها لاستعادة غزة إلى "الشرعية".
وقبل ذلك صدرت من شخصيات فتحاوية تصريحات كثيرة حول ما يسمونه استعادة الشرعية واستعادة غزة ، وفي كل مرة كان يتم الكشف عن مخططات وعن تشكيل خلايا هدفها زعزعة الاستقرار في غزة تمهيداً لنشر الفوضى الذي يعتقدون أنها وسيلتهم للعودة إلي غزة .
فصل جديد من الخطة
ومع اتجاه المجلس الثوري لتشكيل لجنته التي ستقدم تقريرها في الدورة القادمة للمجلس مطلع نيسان القادم فإن القاهرة بحسب سلطان بدأت بانتهاج السياسة الجديدة القائمة على الضغط المتمثل بإحكام السيطرة على الحدود ومنع إدخال أي بضائع عبر الأنفاق أو تقليصها إلى الحد الأدنى ، كما يشير سلطان إلى أن تعامل السلطات في القاهرة مع قافلة "شريان الحياة 3 " يشكل جزءاً من السياسة الجديدة أيضاً. فلن يتم السماح بمرور مزيد من هذه القوافل بعد الآن، وينبغي لكافة المساعدات أن تمرّ من خلال القنوات المصرية الرسمية.
ويبدو أن الموقف الخاص بحركة حماس اليوم هو جزء لا يتجزأ من الحرب التي تشنّ عليها وذلك بحسب ما يرى بعض المراقبين من أجل التخلص من "إمارتها الظلامية"، ووضع القضية ضمن مسار التفاوض العبثي الذي تريده واشنطن وتل أبيب، من دون استبعاد الصفقة النهائية التي سيكون سهلاً توفير المرجعية المصرية لها، الأمر الذي لم يتوفر للعرض الذي قُدّم للسلطة في مفاوضات كامب ديفيد، تموز عام 2000.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه قادة فتح والشخصيات الموالية للسلطة في القاهرة عن خطط جديدة موجهة ضد حماس يهدد الاحتلال أيضاً بضرب غزة من جديد ، وهو ما يثير العديد من التساؤلات عن مستوى التنسيق الذي تم بين الجهات الثلاث التي ترغب في إقصاء حماس أو ضرب غزة .
وهكذا يمكن الوصول إلي الصورة التي ترسمها فتح وقادتها لما يقولون انه عملية استعادة غزة ، التي ستتم بمساعدة من الاحتلال وضغط على الحدود من القاهرة وفي الفضاء أيضاً حيث بدأت "الأبواق" في إصدار ضجيج يهدف إلى التشويش على إدارة حماس لغزة وإرهاق سكانها بمزيد من الحصار .
الأيام القادمة تحمل على ما يبدو في طياتها فصلاً جديداً من فصول ما يمكن تسميته بالمؤامرة التي تحاك ضد غزة وحماس ، فالكرة جديدة والخطة قديمة ومتواصلة فهل ستحقق ما لم تحققه في الفصول السابقة ؟