لم تعتد البورصة (الإسرائيلية) التابعة بسبة 100 % للبورصة في نيويورك الرضوخ للتأثيرات العربية من حولها من ذي قبل لكنها سقطت خلال أقل من أسبوع واحد تحت تأثيرات صواريخ المقاومة الفلسطينية التي ضربتها في العمق وباتت بورصة تل أبيب في صعودها وهبوطها لتأثيرات البورصتين الأميركية والأوروبية.
وأدى وصول صواريخ المقاومة المتطورة وبعيدة المدى ودكها العاصمة الاقتصادية لـ(إسرائيل) إلى التأثير السلبي على الشيكل وانخفاضه .
الأربعاء الأحمر
عملية "عمود السحاب " التي بدأها جيش الاحتلال ضد قطاع عقب اغتيال الجعبري أثرت سلباً على أداء البورصة الإسرائيلية.
وأغلقت المؤشرات الرئيسية في بورصة تل أبيب الأسبوع الماضي على انخفاض قارب 2.5% ، بعد أن أغلق على انخفاض بنسبة .7% في الأسبوع السابق.
كما أغلق مؤشر المائة شركة الكبرى في (إسرائيل) مؤشر تل أبيب 100 الخميس على انخفاض بنسبة 85 % عند 1,818.76 نقطة.
فيما أغلق مؤشر تل أبيب 25 أيضاً على انخفاض بنسبة .63% عند 325.41 نقطة، وكذلك مؤشر بلو تيك"Blue Tech50" أغلق على انخفاض بنسبة 1.56% عند 325.41 نقطة، وانخفضت إيرادات ذلك اليوم لتصل إلى 929.2مليون شيكل.
وكانت مدونة CNBC الاقتصادية قد أرجعت أسباب انخفاض البورصة الاسرائيلية لسببين رئيسيين يتمثلان بشكل رئيسي في عملية "أعمدة السحاب" التي بدأها جيش الإحتلال ضد قطاع غزة، وما رافقها من تراجع في بورصة وول ستريت والأسواق الأوربية.
كما أدت صواريخ المقاومة إلى شل الحركة الاقتصادية نتيجة إغلاق بعض المصانع والمنشآت الاقتصادية وتأثر الحركة في مدينة تل أبيب.
وقد كلفت تلك الصواريخ وحدها الاقتصاد (الإسرائيلي) نحو مليار شيكل أي ما يعادل ربع مليار دولار أميركي بمعدل يومي حسب ما ورد على قناة الأقصى الفضائية.
أما صحيفة هآرتس بدورها تحدثت عن تكلفة العملية فقط وقد وصلت إلى 40 مليون دولار يومياً،و لم تفصل الصحيفة الخسائر الاقتصادية التي تكبدها الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة الصواريخ الفلسطينية.
الاستثمارات الخارجية
وكان لصواريخ المقاومة رد صدى كبير على الاستثمارات (الإسرائيلية) الموجودة في الخارج، فقد انخفضت أسعار أسهم الشركات الكبرى المستثمرة في بورصة نيويورك .
وعلى رأس تلك الشركات إسرائيل سيلكوم وشركة Tower Semiconductor بنسبة 4% و اللتين تندرجان ضمن مؤشر ناسداك NASDQ ،كذلك من ضمنهم شركة جلعاد ستلايت نيتوورك انخفضت بنسبة 2.7%.
وبشكل عام كانت الشركات الأكثر انخفاضاً في بورصة تل أبيب شركة تامرات وليفنثان الشركاء للنفط والغاز وشركة ديلك دريلنغ المحدود "Delek Drilling" ،بنسب -2.7,-2.4%.كذلك شركة delek group LTD. الأم.
بينما انخفضت بنسبة 1.6% وشركة تيفا انخفضت في بورصتي تل أبيب و نيويورك بسنبة 1.6%.و شركة اسرائيل المتحدة عند-.7%،شركة إليت للصناعات العسكرية عند-4%، وGIVIN -5%.
وتحت تأثير الخسائر التكاليف التي فرضتها الحكومة (الإسرائيلية) على نفسها ارتفع سعر الصرف الأجنبي للشيكل مقابل كل من الدولار الأميركي واليورو الأوروبي.
وحدد بنك (إسرائيل) صرف الدولار ليومي الخميس والجمعة عند 3.9502 شيكل مرتفعاً بنسبة .63%، فقد ارتفع الأحد إلى 3.9581.
ولم يصل سعر الصرف هذه المرحلة من فترة طويلة، فخلال هذا الشهر الذي تصاعد فيه الشيكل بالتدريج منذ بدايته وتراوح سعر الصرف فيه ما بين 3.8720و 3.9270 شيكل.أما صرف اليورو وصل إلى 5.043 مرتفعاً 1.07% .
توقعات بالأسوأ
ويرى كثير من المحللين الاقتصاديين والسياسيين أن احتمالات الأسوأ على الاقتصاد (الإسرائيلي) مرتبطة بتوسيع العملية القائمة إلى مراحل أعلاها الحرب البرية ضد قطاع غزة.
ويؤكد المحللون الاقتصاديون أنه ليس بأدنى من تلك التخوفات الإسرائيلية من أي اشتعال مرافق على الجبهتين السورية و اللبنانية.
ويتحدث زاك هيرتسوغ رئيس قسم المبيعات الدولية في شركة "ساغوت"- و هي أكبر شركة وساطة مالية في إسرائيل- خلال حديثة مع CNBC الاقتصادية من واقع خبرته عن أداء البورصة المتعثر في الأسبوع الماضي.
ويشير إلى أن العمليات العسكرية والحروب التي تقودها (إسرائيل) غالباً ما تؤثر سلباً على أداء بورصة تل أبيب،وهذا ما حدث حسب ما ذكر في بدايات حرب تموز 2006 جنوب لبنان و حرب 2008 ضد غزة.
لكنه يؤكد بأنها ستعاود الانتعاش أكثر من السابق في آخر أيام العملية أو بعد انتهاءها.