قالت مصادر لـ"لجزيرة" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق خلال دراسة الهدنة على إرجاء البحث في العملية البرية 24 ساعة تلبية لطلب مصري وأميركي.
جاء ذلك بعد أن حدد رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل شروطا لقبول التهدئة مع "إسرائيل".
وجاءت مواقفة نتنياهو خلال رئاسته الحكومة الأمنية المصغرة التي اجتمعت مساء الاثنين لبحث اقتراح مصري لهدنة بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وذكرت الإذاعة العامة "الإسرائيلية" أن "إسرائيل" تريد الالتزام بهدنة من 24 إلى 48 ساعة لكي يتمكن الطرفان من الاتفاق على بنود وقف إطلاق النار.
وحدد مشعل خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة شروطا لقبول التهدئة مع إسرائيل مع دخول الحملة الإسرائيلية على غزة يومها السابع، وسط حديث لرئيس وزراء مصر هشام قنديل عن هدنة قريبة واستمرار التضامن العربي والإسلامي مع القطاع.
وقال مشعل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "هو الذي طلب التهدئة من الولايات المتحدة وأوروبا ومصر".
وبعد تشديده على أن غزة "ليست الحلقة الأضعف وإن بدت كذلك" تابع مشعل إن "التهدئة لا بد منها وهناك مطالب محددة منها وقف البلطجة الإسرائيلية ورفع الحصار عن غزة". لكنه أشار أيضا في موضع آخر إلى أن "كل الاحتمالات مفتوحة والعدو لا يراهن عليه".
قنديل متفائل بقرب تحقيق التهدئة
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء المصري اليوم إن جهود بلاده للتفاوض بشأن تهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين بقطاع غزة مستمرة وإن التوصل لاتفاق بهذا الصدد قد يكون قريبا.
وقال هشام قنديل بمقابلة في إطار "قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط" إن المفاوضات مستمرة حاليا "وآمل في أن نتوصل قريبا لشيء يوقف هذا العنف والعنف المضاد"، وأعرب عن اعتقاده بقرب تحقيق ذلك لكنه قال إن "طبيعة هذا النوع من المفاوضات تجعل التكهن بنتيجتها صعبا جدا".
يُذكر أن موفدا إسرائيليا حضر إلى القاهرة أمس الأول ثم غادرها حاملا معه اشتراطات المقاومة. جاء ذلك بالتزامن مع اجتماعات عقدها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح بمقر المخابرات المصرية.
بالمقابل رفض مصدر مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية التعليق على نبأ وجود موفد لنتنياهو بالقاهرة، لكنه قال لوكالة رويترز إن إسرائيل مستعدة واتخذت خطوات وهي جاهزة للهجوم البري للتعامل مع الآلة العسكرية لحركة حماس.
وقال المسؤول "نفضل الحلول الدبلوماسية التي تضمن السلام لسكان إسرائيل في الجنوب، إذا تحقق ذلك لن يكون ثمة داع للهجوم البري، أما إذا فشلت الدبلوماسية فلا بديل عن إرسال القوات البرية".
تحركات
في هذه الأثناء تواصلت التحركات السياسية في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني بقطاع غزة حيث قال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن الوزير محمد كامل عمرو سيترأس غدا وفدا مصريا إلى القطاع إلى جانب وفد من وزراء الخارجية العرب الذي سيرأسه أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.
وصدر إعلان مماثل عن المتحدث باسم الخارجية التركية حيث قال إن الوزير أحمد داود أوغلو سيزور غزة الثلاثاء.
في السياق تفقد وفد مصري يضم 59 شخصية، ويترأسه رئيس مجلس الشعب المنحل سعد الكتاتني، مجمع الشفاء الطبي في غزة ومقر المجلس التشريعي ومقر مجلس الوزراء الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية.
وفي الرياض، دعت السعودية مجلس الأمن الدولي إلى "إجبار إسرائيل" على وقف الاعتداءات على الفلسطينيين المحاصرين في غزة. وقال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة في بيان إن "مجلس الوزراء، نوه بالقرارات الصادرة عن اجتماع مجلس الجامعة العربية غير العادي لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة".
ردود دولية
وفي إطار المواقف الدولية، طالبت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بحل سياسي دائم للأزمة في قطاع غزة.
وقالت اليوم على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل إنها تشعر "بقلق شديد إزاء الخسائر في الأرواح البشرية".
وأضافت "لكني أقول دائما منذ فترة طويلة إنه يتعين علينا إيجاد حل سياسي دائم" لقطاع غزة. واعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله وقف الهجمات بالصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل "مسألة محورية" في التوصل لهدنة محتملة.
وفي العاصمة الصينية بكين أعرب المتحدث باسم الخارجية عن قلق بلاده من الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة "بوتيرة عالية على غزة", وعبر عن دعمه لجهود مصر والدول الأخرى "لتهدئة الوضع الراهن".