أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تحديد قواعد المواجهة لم يعد حكرا على الاحتلال، مشددة على أن صواريخ المقاومة التي دكت بلدات ومغتصبات الاحتلال على بعد 80 كيلو متر من قطاع غزة أربكت قيادة الاحتلال.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم القسام خلال مؤتمر صحفي للكتائب من امام منزل قائدها الشهيد أحمد الجعبري بحي الشجاعية شرق غزة عصر الخميس :"صواريخنا محلية الصنع قسامية الانتاج مجبولة بالتضحية والدماء وتحمل اسم القائد إبراهيم المقادمة الذي اغتالته قوات الاحتلال عام 2003 فكيف بتلك الصواريخ التي ستحمل اسم القائد الجعبري الذي اغتاله الاحتلال عام 2012".
وأوضح أن قصف القسام لمغتصبة ريشون لتسيون في نهاية المعركة جاء لإيصال رسالة للاحتلال أننا سنبدأ معركة التحرير من حيث بدأ مشروعك الغاصب لأرضنا، وعدَ قصف الكتائب مدينة القدس المحتلة رسالة بالغة الشدة ومتسعة المضامين.
وأضاف "لم يعد هناك مكان آمن للصهاينة في أي بقعة من الأرض المحتلة فهواجس الأمس باتت حقائق اليوم"، مشيراً إلى أن كتائب القسام لم تكتفي خلال العدوان على غزة بالرد الصاروخي فوجهت رسائل للاحتلال في البر والبحر والجو من خلال توجيه ضربات للآليات على الشريط الحدودي وللبوارج في البحر والطائرات في الجو.
ولفت إلى أن كتائب القسام والمقاومة حافظت على الضبط الميداني وعنصر المفاجأة وأدارت المعركة بكل حكمة وحنكة وتابعت سيناريو تنسيق النيران ضمن خطة معدة مسبقاً، مضيفاً "ساهم تكاثف النيران في الساعات الأخيرة في فرض شروط المقاومة وإنجاز الانتصار".
وبين أبو عبيدة أن "المقاومة باتت تلزم المحتل بخياراتها ولا تعرف لغة الاستسلام للأمر الواقع أو الرضوخ للضربات الاستباقية وعلى العدو ومن يقف خلفه ان يدرك ذلك جيداً".
وأشار إلى أن عدالة وشرعية المعركة التي سمتها كتائب القسام بـ "حجارة السجيل" كانت محل إجماع لدى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية.
وأضاف "العدو بدأ بالغدر والعدوان وأصبح عليه أن يجني الثمرة المرة نتيجة عدوانه وغباء قراراته وهذا أعطى للعدو رسالة قوية منقطعة النظير".
وأوضح أبو عبيدة أن معركة حجارة السجيل أثبتت أن الشعب الفلسطيني لا يجتمع على شئ كما يجتمع على مقاومة الاحتلال، وعدَّ مظلة المقاومة هي الأجدى في جمع شمل الفلسطينيي وهذه رسالة يجب التقاطها والبناء عليها.
وأكد أن المعركة مع الاحتلال لم تنته بعد، مضيفاً "فالاحتلال لا زال قائماً ويلوح بالعدوان من جديد والغدر صفة دائمة لديه فالقسام سيبقى مرابطا حامياً لشعبنا".
واستعرض أبو عبيدة إنجازات المقاومة خلال العدوان على قطاع غزة، متحدثاً عن أبرز العمليات التي نفذتها كتائب القسام وتوثيقها المستمر للهجمات البطولية.
وتابع "اعتمد العدو على كثافة النيران والقوة الطاغية لكنه لم يحصد سوى الفشل والتخبط وأضاف إلى سجله الأسود قتل الأطفال والنساء ووقعت خسائر فادحة في صفوف العدو على مستوى الخسائر البشرية والاقتصادية والأمينة وسنترك للعدو احصاء خسائره بنفسه وحقائق خسائره أكبر من أن يتم اخفائها".
وبحسب أبو عبيدة فقد نفذت كتائب القسام 1573 هجمة صاروخية بمعدل 200 قذيفة صاروخية يومية شملت m75 وفجر 5 وكاتيوشا وغراد وقذائف هاون وقواعد ومواقع ومطارات عسكرية ومدن كبرى كالقدس وتل الربيع وبئر السبع وعسقلان وأسدود.
وأردف "كثفت كتائب القسام ضرباتها ضد الحشودات العسكرية على طول الحدود وأدت إلى إحباط جنود الاحتلال وايقاع اصابات وقتلى في صفوفهم".
ونوه إلى أن توثيق اعلام القسام للمعركة شكل رافعة حيوية لكل الداعمين للمقاومة، مؤكداً في ذات السياق أن القسام ردت على الحرب النفسية (الإسرائيلية) ببث رسائل لجنود الاحتلال واختراق بث القنوات الثانية والسابعة العبرية.
ونبه إلى أن قيادة كتائب القسام قررت بدء معركة حجارة السجيل وأن يكون حجم العملية على قدر المرحلة ومتناسباً مع حجم الجريمة التي ارتكبها الاحتلال لتوجه عبرها ضربات موفقة لـ(إسرائيل) بشكل محكم ومدروس .
وجدد أبو عبيدة دعوته للأمة العربية والإسلامية للمزيد من حشد الجهود وشحذ الهمم وتفجير الطاقات الكامنة لاستعادة المسجد الأقصى من أيدي الاحتلال.
وقدم الشكر والتقدير للحكومة الفلسطينية وكافة الأجهزة والمؤسسات الأمنية والشرطية التي عملت على تدعيم واستمرار تماسك الجبهة الداخلية حتى الساعة الأخيرة، مبيناً أن دورها كان مهماً في حماية ظهر المقاومة.
كما حيا طواقم الصحفيين ودورهم البارز في فضح جرائم الاحتلال فتعرضوا للقصف والاغتيال، وثمن تضحيات طواقم فضائيتي الأقصى والقدس.
وشكر أبو عبيدة كل الدول والحكومات التي قدمت الدعم المالي والمعنوي والسياسي لشعبنا والتي أمدت المقاومة الفلسطينية بالعتاد والسلاح، ودعا كل الشعوب بدعم الفلسطينيين ومقاومته.