اكد الرئيس المصري محمد مرسي، أمام مؤيديه في قصر الاتحادية بالقاهرة، الجمعة، أن حكم حلّ مجلس الشورى أُعلن قبل صدوره بأسابيع، معلقا "كانوا يريدون حلّ كل شيء".
وكان من المقرر أن تصدر المحكمة الدستورية العليا حكمها في دستورية مجلس الشورى في جلسة 2 ديسمبر/كانون الأول القادم، وذلك قياسا على الحكم الذي صدر بحلّ مجلس الشعب في 14 يونيو/حزيران الماضي بناء على بطلان الثلث الفردي بمجلس الشعب لعدم دستورية بعض نصوص قانون انتخابات المجلس.
وأفاد مرسي في خطابه أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الخميس "يستهدف الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر، والمحافظة على الوطن والشعب والثورة".
وأوضح أنه لم يسع إلى "حلّ السلطة التشريعية"، وأنه حاول "إعادة مجلس الشعب المصري المنحل دون جدوى".
وقال: "لا يقلقني أن يكون هناك معارضون، بل أريد معارضة حقيقية وقوية".
وذكر أن مصر تسير على طريق "الحرية والديموقراطية".
وشدد مرسي على أنه "يعمل من أجل كل المصريين وتداول السلطة"، وذلك ردا على احتجاجات وصفته بالمستبد بعدما أصدر إعلانا دستوريا منحه سلطات إضافية.
وأعلن على منصة أمام القصر الجمهوري: "أنا لكم جميعا، ولا يمكن
أن أنحاز أبدا ضد أحد من أبناء وطني مصر".
وفي وقت سابق، أكد مرسي، الجمعة، أن "مصر تمضي إلى الأمام"، وأنه اتخذ قرارات "ترضي الله والوطن"، في إشارة إلى إعلان دستوري أصدره أمس قوبل برفض سياسيين ونشطاء ليبراليين.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن مرسي دعا المصريين في كلمة، ألقاها بعد صلاة الجمعة في مسجد قريب من منزله بضاحية التجمع الخامس في القاهرة، إلى أن يستبشروا خيرا بالمستقبل.
وأضاف "نحن إن شاء الله ماضون إلى الأمام، لا يوقف مسيرتنا أحد".
ونقلت الوكالة قوله: "واثق في أن الله لن يضيع هذا الوطن أبدا، وأنا أقوم بواجبي إرضاء لله ولوطني، وأتخذ القرارات بعد أن أتشاور مع الجميع".
وجاءت تصريحات مرسي في وقت احتشد فيه ألوف المناوئين له في القاهرة ومدن أخرى وألوف المؤيدين له أمام قصر الرئاسة.
وخلال خطبة الجمعة، قال د . مرسي إن "كل دول العالم تحرص على تركيز الكلام والأفعال في اتجاه ينفع الأوطان ويقودها إلى التقدم والازدهار"، لافتاً إلى أن "مصر وشعبها أولى بفعل ذلك من أي أمة أخرى، لأننا نحاسب على كل ما نقول ونفعل، وسيأتي كل منا ربه يوم القيامة فرداً، ويسأله عن ماذا قال وفعل وعن عمره وماله وعلمه".
واستطرد مرسي: "اعلموا أن من كان الله معه فلا يضل ولا يشقى، وأبشروا بالخير فإني أراه رأي العين، وعلينا أن نأخذ الحكمة والعبرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، بحسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية.
وأضاف مرسي: "نحن في مناسبة طيبة وعزيزة على نفوسنا جميعا، وهي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حيث خرج منتقلاً بدعوة عظيمة وأعد العدة ووضع خطة عظيمة، حيث أتى بالدليل والصاحب والراحلة، وعلى الرغم من هذا إلا أن الخطة كُشفت قبل مغادرته مكة، ولاحقه الكفار إلى الغار، لكن الله نجاه وصاحبه ووصل إلى المدينة بسلام بما يؤكد أن الله يعلمنا درسا مفاده أننا نخطط والله تعالى يوفق".