قائمة الموقع

" اسرائيل " تفقد منظومة القيم الأخلاقية والشعور بالأمن

2009-08-24T08:15:00+03:00

باسم عبد الله أبو عطايا

الجريمة والفساد ركنان أساسيان ، في تدمير أي حضارة وزوال أي قوة مهما بلغت عظمتها ، والفساد والجريمة أمران مرتبطان ارتباطاً وثيقاً وعلى مر العصور بوجود اليهود فالمكر والغدر والقتل والسحر والاغتصاب وكل ما يتنافى مع الفطرة والأخلاق تجد له مكاناً في عقيدة اليهود ، وتجد لهم الباع الطويل في غرس مثل هذه الصفات البذيئة ، ممارسة ونشر.

لكن من يطبخ السم لابد وان يأتي يوما ليتذوقه و"  اسرائيل "  بدأت تشعر بالرعب  وتعيشه فالأمن الذي كانت تتمنى أن يعشه أبناء اليهود وخاضت كل حروبها من اجله قد فقدته ، وهذه المرة على يد اليهود أنفسهم وبدأت منظومة القيم تنهار . بعد أن أصبح اليهودي يخشى على نفسه وأهله من جاره اليهودي . من ابنه من ابنته ، وحتى الأبناء لم يسلموا من غريزة القتل لدى الأمهات وغريزة الشهوة لدى الآباء، اليوم نفتح ملفا غاية في الأهمية وخاصة بعد أن أصبح القتل والاغتصاب والجريمة تتم بشكل شبه يومي .

قتل وبلطجة

لا يكاد يمر يوم دون الاعلان عن جريمة تهز أركان دولة الاحتلال ، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحديث بقلق كبير وخوف وصل حد الصدمة من أعمال القتل والعنف التي وقعت في إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية, وكان آخر هذه الأعمال عملية قتل ليئونارد أريك على شاطئ في تل أبيب.

 

وطلب نتنياهو من وزير الأمن الداخلي أن تعمل الشرطة على تقديم المشتبه فيهم بالضلوع في هذه الجرائم للمحاكمة بأسرع وفت ممكن وتكثيف نشاطاتها لمحاربة أعمال العنف والبلطجة.

ومن جهته قال وزير الأمن الداخلي: إن التعامل مع هذه الظاهرة يستدعي تدخل جميع الدوائر الحكومية, وشدد على أنه لا يعقل أن يتعرض إنسان بريء للضرب حتى الموت على أيدي بلطجيين.

من جهته قال قائد لواء تل أبيب السابق الجنرال (دافيد تسور): "إن تتابع حوادث القتل افرز شعوراً سيئاً لدى السكان, وأن هذا الأمر مقلق جداً لأن الشعور بالأمن بدأ يهتز".

اغتصاب وشذوذ

على خلفية زيادة جرائم قتل الآباء واغتصابهم لأبنائهم  في إسرائيل، نشرت صحيفة "معاريف" العبرية تقريرا مفصلا  استعرضت خلاله عددا من جرائم قتل واغتصاب الآباء لأبنائهم، حيث أبرزت جريمة قتل أم لرضيعها الذي لم يتجاوز6 أشهر إلقائه من شرفة الشقة للحصول على ميراث تركته من والده، حيث أشارت إلى أن محكمة العليا الإسرائيلية قضت مؤخرا بالحكم على القاتلة  بالحبس 10 سنوات ومنعها من ارثه، وأوضحت الصحيفة أن الأم كانت تمر بأزمة نفسية حادة بعد أن قرر زوجها تطليقها.

 

كما بينت الصحيفة أنه في اليوم الذي ارتكبت فيه الأم الحادث طلبت المساعدة من عناصر مختلفة لإدخالها إلى مصحة نفسية ولكن لم يستجب أحد لندائها فقررت قتل رضيعها، وأضافت الصحيفة أن الأم حاولت خنق رضيعها ولكنها لم تنجح ولذا قامت بإلقائه من شرفة الشقة، حيث لقي مصرعه على الفور.

باسم الأبوة

وعن ظاهرة اغتصاب الآباء لأبنائهم ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الشرطة الإسرائيلية قامت بإلقاء القبض على أحد سكان جنوب إسرائيل، والذي يبلغ من العمر 45 عاما، بتهمة اغتصاب ابنته منذ أكثر من 12 عاما.

 

 وأشارت الصحيفة إلى  أن المتهم أنكر التهم الموجهة إليه، إلا أن محكمة الصلح في إسرائيل قامت بتمديد فترة اعتقاله لمدة 6 أيام، من أجل إعطاء الفرصة لإنهاء التحقيق معه، كما أوضحت أن الفتاة المذكورة تبلغ من العمر الآن 24 عاما، كشفت أن والدها اغتصبها لأول مرة عندما كانت تبلغ من العمر 7 أعوام، حيث كان ينتهز وجودها بمفردها في البيت ليغتصبها.

 

وقد اعترفت الفتاة أن أباها اغتصبها لمئات المرات ومارس معها الكثير من الأعمال الجنسية المُشينة والمُخجلة، وأوضحت الفتاة أنها قدمت إلى إسرائيل منذ 5 سنوات، وأن معظم أعمال الاغتصاب حدثت خارج إسرائيل واستمرت بعد مجيئها إليها، لافتة إلى أنها تجرأت في نهاية المطاف لتكسر حاجز الصمت وتقوم بإبلاغ الشرطة.

 جيل فاسد

لم يقتصر أمر الفساد على الآباء والأمهات بل امتد ليشمل شريحة الأطفال الذين فقدوا كل معاني القيم فإذا كان الآباء يمارسون الشذوذ والقتل فماذا سيتعلم الأبناء ؟

مطلع الأسبوع الماضي تم إعادة طلاب مخيم كشفي في تل أبيب لبيوتهم دون إبداء الأسباب، وسرعان ما انتشرت الإشاعات حول السبب.

 

حتى تم التأكيد أن مجموعة من طلاب الصف الثامن والتاسع قاموا في إحدى ليالي نهاية الأسبوع بأعمال مُشينة يبعضهم البعض، من ضمنها عمليات اغتصاب.

وحين علم مُشرفو دورة التأهيل الكشفية في صبيحة اليوم التالي توجهوا لقيادة الكشافة وقاموا بإنهاء المعسكر الكشفي، وأعادوا الطلاب لبيوتهم.

وقال أحد مسئولي الكشافة للإذاعة: "إن عدد الطلاب المشاركين في عمليات الاغتصاب والأفعال المشينة أكبر ممّا كان متوقعاً".

أسباب نفسية

وعن المضايقات النفسية التي يعاني منها الإسرائيليون، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن ربع السكان الإسرائيليين يعانون من أزمات نفسية، وأن نصفهم تقريبا تلقوا العلاج اللازم للخروج من الأزمة.

وأشار الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة الدراسات "بروكديل" والذي خُصص لدراسة الضائقة النفسية لدى سكان إسرائيل، إلى أن هذه المتاعب قد أثرت بشكل سلبي خطير على كافة نواحي الحياة لديهم، وذكر الاستطلاع أن مجموع ما يعاني من الضائقة النفسية وذهبوا لتلقي العلاج النفسي أو الإرشاد الاجتماعي يصل فقط إلى 38%، بينما توجه 6% لتلقي العلاج الطبيعي، مثل العلاج الصيني الفسيولوجي.

 

وأفاد الاستطلاع أن ثُلث الذين يعانون من الضائقة طلبوا المساعدة من صديق أو من العائلة أو من رجال الدين، منوها إلى أن 24% من الذين توجّهوا لتلقي العلاج الطبي، كانوا يذهبون إلى عيادات خاصة، بينما ذهب البقية لتلقي العلاج في العيادات العامّة.

الإعدام

لا يوجد في القانون الإسرائيلي حكما بالإعدام لكن لهول ما يجرى من جرائم فقد طالب عضو الكنيست عن حزب إسرائيل بيتنا "موشي متلون"، بتطبيق حكم الإعدام في إسرائيل، على كل من يرتكب جريمة قتل.

وقال: "بعد موجة هذه الجرائم التي عصفت بإسرائيل مؤخرا، يجب تقوية وتعزيز قوة الردع ضد القتلة والمجرمين".

وبحسب اعتقاد "متلون" يجب تطبيق حُكم الإعدام على أي مجرم يقوم بقتل مواطنين أبرياء بشتى الطرق والوسائل.

 

وأضاف: "من الممكن عقد اجتماع ونقاش شعبي بهذا الصدد، ومن الممكن أيضا اعتماد الطريقة الأمريكية التي تصنف أنواع القتل لدرجة أولى وثانية، وأن يكون حكم الإعدام للقتل من الدرجة الأولى".

وتابع: "يبدو أن العقوبات القائمة غير كافية وغير رادعة بالنسبة للمجرمين والقتلة، لأن واقع الحال يقول: إن الجريمة في ازدياد، وأنا أعتقد أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يخفض من نسبة الجريمة بشكل واضح وملحوظ".

الأمن مفقود

بسبب انتشار القتل والعنف.. يبحث الإسرائيليون عن أمنهم الشخصي بشكل منفرد بعيدا عن القانون، وذلك في ظل غياب الرادع القانوني والشرطي للمجرمين والقَتَلة.

ولوحِظ من معطيات نشرها مكتب وزارة الداخلية الإسرائيلي، ارتفاع نسبة الإسرائيليين الذين يُطالبون بترخيص لحمل المسدسات الشخصية، حيث شهد العام الماضي تقديم حوالي 100 طلب لحمل السلاح، بينما منذ بداية العام الحالي وحتى اللحظة تم تقديم 200 – 250 طلب لحمل السلاح.

 

وقال مدير قسم الأسلحة النارية الشخصية في وزارة الداخلية: "نحن نلاحظ ارتفاع بمستوى الاستئناف والتي قدّمها أشخاص لم يتلقوا تصريح بحمل السلاح، ويحاولون الحصول على سلاح".

ولفت إلى أن الطلب على السلاح المرخص ازداد، وأن الناس يشعرون بارتفاع نسبة الجريمة وأنهم غير آمنين ويجب حماية أنفسهم، إلى جانب ارتفاع مستوى العنف.

هذا المجتمع الذي يهدد ويرعب كل دول المنطقة والجوار مجتمع فارغ من داخله مرعوب ليس لديه ميزان للقيم ولا الأخلاق يعانى الفساد والجريمة "تراهم جميعا وقلوبهم شتى" ، وهذه اكبر الدلالات على اقتراب نهاية هذا الكيان الفاسد وانه سينهار من داخله .

اخبار ذات صلة