قائمة الموقع

قارب "أبو هشام" يسبح في رمال الشاطئ

2012-12-01T16:13:44+02:00
قارب "أبو هشام"
دير البلح-محمد بلّور-الرسالة نت

الزلزال ضرب ميناء الصيادين في دير البلح ودمّر طبقات الزمن في أحلام الصياد "أبو هشام" حين فقد مصدر رزقه الوحيد.

لا أحد يدري ما الذي يجبر "أبو هشام" على ملازمة قاربه المعطوب وشباكه الممزقة على الشاطئ طيلة النهار.

يتحلى بصمت غامق ويهمهم بكلمات تكشف عن رضاه بما أراد الله بعد أن فقد قاربه والمولد الجديد الذي لم يلامس مياه البحر .

وكانت بحرية وطائرات الاحتلال قد قصفت في الحرب الأخيرة ميناء وقوارب الصيادين في دير البلح فألحقت دماراً كاملاً بمبنى نقابة الصيادين وقواربهم .

وسمح الاحتلال الإسرائيلي للصيادين وفق اتفاق التهدئة الأخير بالصيد في مسافة 6 ميل بحري بينما اعتقل وأعطب عدد كبير من القوارب عقب الاتفاق.

"

الاحتلال سمح للصيادين وفق اتفاق التهدئة الأخير بالصيد لمسافة 6 ميل بحري

"

ويعمل أكثر من 1000 قارب  في بحر غزة من ملاك وعمال القوارب الآلية بينما يقابلهم 500 آخرون على القوارب اليدوية فيما بلغ عدد المسجلين في نقابة الصيادين 3700 صياد .

قارب على الرمال

الآن أصبح من حق كافة الصيادين أن يحلموا برزق وفير إلا "أبو هشام" فقد أتت قذائف الاحتلال على قاربه فاكتفوا له بالتلويح وهم يبتعدون طلباً للرزق ! .

صوت الصياد "أبو هشام الأقرع" مجهد وهو يصف ما حدث لقاربه بأنه شيء صار بإرادة الله .

ويضيف للرسالة نت :"جاء القصف على القارب والموتور –يشير بسبابته-هذه الماكنة ثمنها 22000 شيكل وقد أصابها القصف فتلفت وهذا القارب ثمنه 17000 شيكل تكسر والشباك تمزقت" .

ويأسف أبو هشام لحال المحرك الجديد الذي اشتراه حديثا بقيمة 22000شيكل وهو بقدرة 40 حصان ولم يدخل به البحر ولو لمرة واحدة ! .

وتبلغ أسرته أحد عشر فرداً خمسة يعملون في البحر و6 آخرون ينتظرون في البيت رزقهم الشحيح .

ويتابع :"قصف قاربي ثالث يوم الحرب ولم أستطع الوصول إليه وكما ترى تم تدميره بالكامل وفقدت أنا وأبنائي مصدر رزقنا" .

أسماك الحرب

قرب صفحة الشاطئ تجمع عدد من الشبان معظمهم أقارب "أبو هشام" لمحاولة إنقاذ بعض الشباك التي مزقها القصف الإسرائيلي.

يقطع المسافة بينهم وبين قاربه المعطوب جيئة وذهاباً ثم يتبرع لكل سائل بالإجابة عن حالة قاربه الذي تدلت أحشاؤه البلاستيكية فوق قارب مثقوب من أثر القصف .

"

 نقيب الصيادين: الاحتلال اعتقل وأعطب عدد كبير من القوارب وصياديها

"

ويضيف :"أعمل صياد من 30 سنة ولم يحدث ذلك معي !! انظر هذه ذراع المحرك إذا خربت يخرب كل المحرك ولا يمكن تصليحه وأنا لم أشتغل عليه ولا بشيكل واحد !" .

بدل من أن يحيط بقاربه الراسية على الرمال أسماك الموسم تتبعثر أوراق نقابة الصيادين القريبة منه والتي نالت منها قذائف الاحتلال .

ويقول نقيب الصيادين للرسالة نت إن بحرية الاحتلال اعتقلت وأعطبت عدد كبير من القوارب وصياديها منذ إعلان التهدئة .

ويضيف :"ما يقال عن تحسن أحوال الصيادين بشكل كبير لما وصلوا 6 ميل ليس صحيح فالصيد يتحسن على مسافة 15-20 ميل -حسب اتفاقية أوسلو والاحتلال لازال يطلق النار ويعتقل ويقصف القوارب".

وبلغ عدد الشهداء من الصيادين منذ اندلاع الانتفاضة سنة 2000 عشرة صيادين بينما أصيب أربعون واعتقل 400 في حوادث مختلفة.

ولا يجد الصياد "أبو هشام" بديلاً عن ركوب البحر فهي مهنته من 30 سنة ورغم أنه مصاب في مصدر رزقه الوحيد إلا أنه يقول إنه مضطر للمجاهدة من جديد واللحاق بزملائه الذين عادوا للبحر بعد الحرب .

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00