الرسالة نت- محمد أبو قمر
سمحت قوات الاحتلال مؤخرا بتصدير كميات محدودة من الزهور والفراولة الى الخارج، لكن ذلك لم ينقذ المزارعين الذين تكبدوا خسائر فادحة على مدار العامين الماضيين، ودفعهم للتفكير مليا في هجر مهنتهم أو اللجوء لزراعة ثمار بديلة يحتاجها السوق المحلي لتجاوز عراقيل الاحتلال التي لم تقف عند تجريف الأراضي الزراعية فحسب.
فقد بلغت حجم الصادرات من الزهور قبل إغلاق المعابر ما بين أربعين الى خمسة وأربعين مليون زهرة ، فيما تراجعت العام الحالي الى ما دون المليون زهرة.
ويقول المهندس حسن أبو عيطة الوكيل المساعد بوزارة الزراعة أن الاحتلال يمنع تصدير الزهور والفراولة في إطار سياسة العقاب الجماعي والحصار الذي يفرضه على قطاع غزة ، إلا أن هناك ثلاثمائة دونم مزرعة بالزهور بدعم من الحكومة الهولندية ، وما تصديرها إلا صورة رمزية فقط ، ولا يعوض خسائر المزارعين.
ويضع أبو عيطة منع الاحتلال للتصدير في إطار سياسة الاحتلال الهادفة لمحاربة الاقتصاد الفلسطيني ، موضحا أن الوزارة تتجه نحو الدعوة لتقليص المساحات المزروعة بالفراولة والزهور وذلك لاستهلاكها قدر كبير من المياه العذبة، وتعرض المزارعين لخسائر فادحة بسبب منع التصدير.
وبحسب أبو عيطة فان التصدير الزراعي كان يعود على غزة بما يقارب الأربعين مليون دولار سنويا ، من بينها ستة ملايين يجنيها قطاع الفراولة ، وأضاف " الاحتلال سمح بتصدير الفراولة في فترة متأخرة، حيث لم يتسن سوى تصدير أربعين طن تقريبا ، من بين 1500 طن كانت تصدر سنويا قبل الحصار".
ويشير أبو عيطة الى أن موسم تصدير الفراولة لأوروبا كان يبدأ بالمعتاد منتصف نوفمبر وينتهي منتصف يناير من كل عام، لكن تأخير الاحتلال لموعد التصدير أدى لضياع الموسم و تدني أسعار الفراولة، وبالتالي تكبد المزارعين لمزيد من الخسائر.
وتشجع وزارة الزراعة التوجه لزراعة محاصيل بديلة كتلك التي يوجد بها عجز بالكميات ويضطر القطاع لاستيرادها مثل البصل والثوم والفواكه ، وشدد أبو عيطة على أنهم تمكنوا العام الماضي لتحقيق اكتفاء بالبطيخ والاستغناء بنسبة كبيرة عن استيراد البصل.
وتابع وكيل الوزارة المساعد " نتوجه لزيادة مزروعات المحاصيل سهلة التسويق".
ويقول محمود خليّل رئيس جمعية بيت لاهيا التعاونية للتوت الأرضي والخضروات والزهور أن قوات الاحتلال سمحت لهم بتصدير الفراولة والزهور في الوقت الضائع .
ويؤكد خليل أن موسم التصدير ينتهي في منتصف يناير، لكن قوات الاحتلال سمحت بتصديرها استجابة للضغوط الهولندية التي تستورد الزهور ، وأضاف " استجبنا لقرار التصدير لسحب الذرائع من الاحتلال ولعدم ادعائه بأننا نعرقل التصدير" .
ويشير الى أن مساحة الأراضي المزروعة بالفراولة تقدر بألف وأربعمائة دونم ، وتكلفة زراعة كل دونم تقدر بأربعة آلاف دولار ، مؤكدا أن جميع تلك الأموال تعد خسائر في ظل تصدير كميات محدودة.
ويوافق خليل رأي وزارة الزراعة بالتوجه لزراعات بديلة إذا لم يكن هناك ضمانات قوية بسماح الاحتلال بتصدير جميع الكميات المنتجة.