قائمة الموقع

في انطلاقتها الـ25 .. حماس تفتقد أبرز قادتها السياسيين والعسكريين

2012-12-07T18:24:02+02:00
قادة حماس الشهداء
الرسالة نت - محمد الشيخ

يجمع المراقبون ان "حركة المقاومة الإسلامية حماس" من أبرز حركات النضال التي مرت على تاريخ فلسطين ودافعت عن ترابها ولا زالت تدافع عنها حتى الآن.

أعلن عن تأسيسها الشيخ أحمد ياسين بعد حادث الشاحنة الصهيونية في 6 ديسمبر1987م، التي دهست ستة فلسطينيين، فاجتمع سبعة من كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين من أبرزهم الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وكان هذا الاجتماع إيذانًا بانطلاق حركة حماس وبداية الشرارة الأولى للعمل ضد الاحتلال.

وفي ذكرى انطلاقة الحركة الـ 25، تفتقد حماس أبرز قادتها المؤسسين الذين كان لهم الفضل في انطلاق الحركة وتأسيس ذراعها العسكرية "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، ولنرجع بالذاكرة قليلاً حتى نستذكر أبرز القادة الغائبين عن الحركة في ذكرى انطلاقتها..

مهندس صفقة شاليط

سنبدأ الحديث عن أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام –الجناح العسكرية لحركة حماس قبل الكل استثناءً، لأنه من أشعل حرب الأيام الثمانية "حجارة السجيل" التي انتصرت فيها المقاومة على (إسرائيل) بإعلان نبأ استشهاده في 14-11-2012.

ولد الجعبري عام 1960 ويطلق عليه الاحتلال "رئيس أركان حماس"، وتم تعيينه قائداً لكتائب القسام في غزة وكان يعتبر من أهم المطلوبين لـ(إسرائيل)؛ لأنها تتهمه بـ"أنه المسؤول والمخطط لعدد كبير من العمليات ضدها".

وللجعبري بصماته في التغيير الدراماتيكي للجناح العسكري لحركة حماس، حسب وصف تقرير (إسرائيلي)، حيث تميز بقدرات كبيرة جداً أهلته لقيادة الكتائب, وتشير التقارير أنه نقل القسام نقلات نوعية ووضع لها نظاما عسكرياً متيناً إضافة لإشرافه على العديد من العمليات الاستشهادية ضد (إسرائيل).

وسمي بـ "مهندس صفقة شاليط"؛ لتمسكه الشديد بالإشراف الشخصي على ملف الجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط منذ أسره في 25 يونيو 2006 م حتى إتمام صفقة "وفاء الأحرار"، وهو من سلّمه بيده للمخابرات المصرية – الوسيط بين المقاومة و(إسرائيل)- مقابل الافراج عن 1027 أسيراً، ما أغاظ الاحتلال وجعله المطلوب الأول له.

استشهد الجعبري بقصف (إسرائيلي) مباشر على سيارته بصاروخ استطلاع في الرابع عشر من نوفمبر الماضي، وبعد إعلان استشهاده أعلنت (إسرائيل) أنها قضت على قوة القسام لمكانته الكبيرة ودوره البارز في الكتائب.

مُقعد حيّر الاحتلال

الشيخ أحمد ياسين، اسم عندما تنطق به حناجرنا يعرفه صغيرنا قبل كبيرنا وإن لم يره بعينه أو يعايش زمانه، ، ولد الياسين أو كما يعرف بـ"شيخ المقاومة" عام 1938 في قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة.

اعتقل الشيخ عدة مرات على يد الاحتلال في أعوام 1983 وأصدرت عليه المحكمة العسكرية (الإسرائيلية) حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً، وأفرج عنه في عام 1985 ثم اعتقل عام 1989م، وفي عام 1991م صدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة مضاف إليه خمسة عشر عاماً، بعد أن وجهت له لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها تأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني، وأفرج عنه في عام 1997م.

وفي تصريح للياسين قبل استشهاده بأيام قليلة بآخر مقابلة تلفزيونية معه قال: "إننا طلاب شهادة لسنا نحرص على الحياة، هذه الحياة تافهة رخيصة، نحن نسعى إلى الحياة الأبدية".

وحاولت سلطات الاحتلال في 3-6-2003 اغتيال الشيخ، حينما استهدفه صاروخ أطلقته طائرات حربية على مبنى سكني كان يتواجد فيه ولكنه نجا منها.

واستيقظ الفلسطينيون في الثاني والعشرين من مارس لعام 2004 على خبر استشهاد الياسين، الشهادة التي تمناها حتى صعدت روحه لبارئها، بعد قصف طائرات الأباتشي (الإسرائيلية) 3 صواريخ على الشيخ بينما كان عائداً من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع القريب من منزله في حي الصبرة بغزة، بالإضافة إلى سبعة من مرافقيه.

سياسي محنك

المهندس إسماعيل أبو شنب، ولد عام 1950، وهو من القلائل الذين جمعوا بين العمل السياسي والنقابي والأكاديمي.

لعب أبو شنب خلال الانتفاضة الأولى دوراً مميزاً في قيادتها منذ الشرارة الأولى لاشتعالها وظلت بصماته واضحة عليها، ومنذ اليوم الأول لاندلاعها كلّفه الشيخ ياسين مسؤولية قطاع غزة في تفعيل أحداث الانتفاضة وكان نائباً للشيخ ياسين، وعمل على متابعة الأحداث التي تقوم بها حماس، وعمل على تنظيم الأجهزة المتعددة للحركة وترتيبها.

وعرف عنه الاعتدال في آرائه السياسية ومواقفه الملتزمة، واستشهد أبو شنب في 21 أغسطس 2003 في قصف من قوات الاحتلال لسيارته مع اثنين من مرافقيه في مدينة غزة.

الرجل الثاني في حماس

خليل القوقا، الرجل الثاني في حركة حماس بعد مؤسسها، ولد عام 1948، وكان له دور في تأسيس المسجد الشمالي ثم الجمعية الإسلامية في معسكر الشاطئ مع الشيخ أحمد ياسين، حيث اعتبر ساعده الأيمن في فترة الثمانينيات.

ويعد القوقا من القادة الأوائل للانتفاضة الأولى، واعتقل عدة مرات من قِبل الاحتلال، ثم أبعد أخيراً إلى لبنان في العام 1988، وانتقل بعدها إلى تونس ثم إلى مصر وأخيرًا إلى الإمارات العربية.

وجاب العديد من الدول العربية والغربية ناقلا هم بلده وحاملاً قضية فلسطين إلى العالم أجمع إلى أن وافته المنية عام 2005م في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد صراع طويل مع مرض السكر والضغط والقلب.

مزلزل (إسرائيل)

الدكتور عبد العزيز الرنتيسي من مواليد عام 1947م، ويعد أشهر قيادات حماس في خطاباته الرنانة وتصريحاته المزلزلة لـ (إسرائيل)، وكانت تعتبره (إسرائيل)  الشخصية الأخطر في حماس عليها وقتذاك.

اعتقلته قوات الاحتلال عام 1988، ثم أفرج عنه واعتقل بعدها عدة مرات، وفي 1992 أبعد إلى جنوب لبنان مع 416 مجاهدا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وبرز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين.

تولى الرنتيسي قيادة الحركة بعد استشهاد الياسين، وفي أول خطاب له ظهر وكان يحمل بندقية "كلاشنكوف" وقال: "هذا هو حوارنا مع الصهاينة وهذه (المقاومة المسلحة) هي طريقنا لتحرير الأقصى"، ومن أشهر ما قاله أيضاً "سننتصر يا بوش سننتصر يا شارون وستعلمون ذلك غدا بإذن الله فكتائب القسام ستزلزلكم في حيفا وعكا وتضربكم في (تل أبيب).

وفي 17 أبريل 2004 فقدت فلسطين الرنتيسي بعد أن قصفت طائرة (إسرائيلية) سيارته فاستشهد مرافقه ثم لحقه الدكتور وهو على سرير المستشفى في غرفة الطوارئ.

الرجل الحديدي

سعيد صيام من أبرز قادة حماس السياسيين الجدد في القطاع ولُقّب بالرجل الحديدي في حركة حماس، ولد عام 1959 في مخيم الشاطئ وهو من قرية الجورة.

مثًّل حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وكان عضو القيادة السياسية في القطاع، وتسلم دائرة العلاقات الخارجية في الحركة، وجرى انتخابه عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة "التغيير والإصلاح"، وتم تكليفه عام 2006 بمنصب وزير الداخلية والشئون المدنية في الحكومة الفلسطينية العاشرة.

وحين كان في زيارة لشقيقه رياض في 15 يناير 2009، اليوم العشرين للعدوان على غزة في (2008 - 2009)، أعلن الجيش (الإسرائيلي) عن اغتياله، بعد قصف منزل شقيقه بواسطة صواريخ جو أرض أطلقتها طائرة F16.

**قصف (تل أبيب) بصواريخه

إبراهيم المقادمة أحد أشهر أعلام حماس في فلسطين، ولد في عام 1950م، وانضم إلى حركة الإخوان المسلمين، وأصبح من المقربين إلى الشيخ أحمد ياسين، وشكل أهم أعمدة الجهاز العسكري للحركة وأمد مقاتلي الحركة بالأسلحة.

اعتقل عام 1984 للمرة الأولى بتهمة إنشاء جاهز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات، وفي حياته الأخيرة نشط المقادمة في المجال الدعوي والفكري، وألف العديد من الكتب أبرزها : "معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين والصراع السكاني في فلسطين.

واغتالته قوات الاحتلال (الإسرائيلية) مع ثلاثة من مرافقيه في 8 مارس 2003، حيث قصفت طيارات الأباتشي سيارته بالصواريخ.

يذكر أن كتائب الشهيد عز الدين القسام –الذراع العسكرية لحركة حماس- قد أعلنت عن سر تسمية صاروخ m75 محلي الصنع والذي قصفت فيه مقر الكنيست (الإسرائيلي) بمدينة القدس المحتلة، ومدينة تل الربيع المحتلة في العدوان الأخير على غزة 2012، وذكرت الكتائب أن حرف الm هو الحرف الأول من كلمة مقادمة وذلك تخليدًا لروح الشهيد المقادمة، و 75 ترمز إلى مدى الصاروخ بالكيلومترات.

رجل لا يعرف الانكسار

صلاح الدين شحادة مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة حماس والذي عرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون" ولاحقا بكتائب الشهيد عز الدين القسام وكان قائده الأول، ولد في عام 1952م.

اعتقلته (إسرائيل) عام 1984 لأنه كان في نشاط ضد سلطات الاحتلال يدعى (اللجنة العسكرية الاخوانية)، وخرج بعد عامين، ثم عاود الاحتلال اعتقاله مرات عدة، وتم الافراج عنه من السجون (الإسرائيلية) في 2000 بعد اعتقال دام 12 عاماً.

صنّفت أجهزة الاستخبارات (الإسرائيلية)، شحادة المطلوب رقم "1" منذ عام 2001 حتى 2002م، وما أن أعلن ذلك حتى استشهد في 23 يوليو 2002 بقصف جوي وذلك بإلقاء قنبلة تزن طنا ألقتها طائرة (إسرائيلية) من نوع F16 على بناية في حي مزدحم بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 18 فلسطينياً.

وقال يكوف بيري الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك (الإسرائيلي) عن شحادة: "إنه رجل يثير انطباع من يلتقيه ويجبرك على احترامه حتى لو كنت تُكنّ تجاهه كل مشاعر الكراهية"، مضيفاً "شحادة رجل لا يعرف الانكسار".

أسد فلسطين

القائد نزار ريان اشتهر بخطاباته النارية، ومشاركته الدائمة لرجال المقاومة ولبسه الزي العسكري الخاص بكتائب القسام، سبق له أن عمل خطيباً وإماماً لمسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، ويحلو لكثير من أنصاره تلقيبه بأسد فلسطين.

اعتقل مرات عدة لدى (إسرائيل)، وله شعبية واسعة في مخيم جباليا، واتهم بأنه الذي يدير العمليات الاستشهادية، وشغل عضوية المكتب السياسي في حركة حماس لعدة دورات متتالية حتى استقالته من العضوية عام 2008 وذلك حتى يتفرغ للبحث العلمي.

قاد خلال سنوات ما بعد الانسحاب (الإسرائيلي) من قطاع غزة عام 2005، حملة شعبية منظمة هدفت إلى منع استهداف المنازل الفلسطينية بالصواريخ عبر تشكيل دروع بشرية، وكان يصعد مع مئات المواطنين إلى أسطح البنايات مرددين التكبيرات في تحد واضح للاعتداءات (الإسرائيلية).

 وفي مشهد لا ينساه أحد في العدوان على غزة عام 2008-2009، قصفت طائرات الاحتلال منزله الذي كان يتواجد فيه ريان هو وزوجاته الأربعة وأحد عشر فرداً من أبنائه وبناته، بعدما رفض الخروج من منزله بعد تحذير الاحتلال له، ما أدى إلى استشهاد كل من كان في البيت.

قادة آخرون تفتقدهم حماس

ولا يتسع المجال هنا لحصر كل من افتقدتهم الحركة خلال 25 عاماً الماضية منذ انطلاقتها، ولكن حاولنا ايجاز الحديث عن بعضهم في أقل الكلمات التي لا توفيهم حقهم مهما تحدثنا عنهم، وذلك عرفاناً بما قدموه خلال سنوات نضالهم الطويلة.

ومن بين من تفتقدهم الحركة في ذكرى انطلاقتها على سبيل الذكر لا الحصر القائد محمود أبو الهنود، والمهندس يحيى عياش وعدنان الغول وعماد عقل ومحمود المبحوح وهم من أبرز القادة العسكريين، أما القادة السياسيون فتفتقد مؤسسيها مثل محمد شمعة وعبدالرحمن بارود وجمال منصور وجمال سليم والشيخ حامد البيتاوي.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00