قائمة الموقع

العودة: حماس في طليعة حركات العالم الإسلامية

2012-12-07T19:36:59+02:00
الرسالة نت – محمود هنية

ربما يعتري بعض المتابعين شكوكاً حول طبيعة أداء حركة حماس الإداري ، وقد يتساءل هل تقوم حماس في ممارستها الداخلية على مبادئ ومدارس إدارية ؟ أم أنها تسير وفق منظومة التواكل تحت عنوان " خليها على الله " دون الأخذ بالأسباب.

يقول العالم الإسلامي الدكتور سلمان العودة نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين "إن الحركة الإسلامية بدأت تنتهج المبدأ التنظيمي وفق الأساليب والمنظومات الإدارية ، ولامست تلك التطورات كحالة ملحة منها للالتحام مع قضايا الناس والمجتمعات بشكل تقني منظم".

وأضاف العودة في حوار خاص مع الرسالة نت بالقول :" من المخطئ الشعور بأننا خارج نطاق التأثير كدعاة، وبالتالي كان ينبغي أن تتوجه الحركة الإسلامية لنقطة التأثير في تلك المنظومات".

ويؤكد العودة بأن حركة حماس كانت في طليعة تلك الحركات الإسلامية التي بدأت تنهج منهجاً إداريا وتنظيمياً دفعها للولوج بقضايا الناس، سيما أنها تحملت مسؤولية الدفاع عن شعبها وأرضها من الاحتلال اليهودي المجرم.

ويتابع بالقول: "يبدو واضحاً أن حماس وفق المنهجية الرادارية التي سلكتها حولتها لحركة مؤسسات لا تقوم على اشخص، وهو ما ساهم وساعد في استمراريتها بل وتطورها برغم الاستهداف المباشر لقيادتها ومؤسساتها".

ولفت العودة إلى ملامسته لمدى الانتشار الواسع والكبير لحركة حماس في المجالات المجتمعية المختلفة، "وهو أساس نجاح في الالتفاف الشعبي حولها سواء من شعبها أو من الأمة العربية أو الأمة الإسلامية حولها".

وأردف قائلاً: "اعتقد أن تجربة حماس في عطائها وجهادها قدم نموذجاً حقيقياً بطبيعة سلوكها ومنهجيتها الادارية والتنموية ، وما حجارة السجيل المباركة وعرسها اليوم الا دليل شاخص على ذلك".

لا وقت للتنظير

ويوافق المفكر الإسلامي الدكتور كريم الشاذلي الخبير في التنمية البشرية، رأي سابقه، ويقول "إن حركة حماس استطاعت أن تثبت إدارة جديدة في مدرسة الأزمات والكوارث في واقعها التكتيكي وبعدها الاستراتيجي أيضا".

وأضاف الشاذلي في حوار خاص بالرسالة نت: "في علم الإدارة والتنمية البشرية لا يوجد لدى حماس رفاهية التنظير؛ بل تقدمت تلك الخطوة لتحقق قاعدة – طبق ما تقول – وهي فعلت ذلك تماماً".

"snapshot20101019180422"

وتابع: "في تجربة حماس تستدل على الكثير من السمات الإدارية كعامل أصيل في توجهاتها وفلسفتها التنظيمية لا تتخلى عنه، وهو ما برز مؤخراً في معركة حجارة السجيل من انتصارات في الميادين المتنوعة السياسية منها والإعلامية والعسكرية".

وبين الشاذلي قدرة حركة حماس إعلاميا بتوجيه ضربات معنوية للاحتلال وخرق الإعلام الصهيوني وبث كلمات المجاهدين، فضلا عن رفع الحالة المعنوية وتثبيت نظرية الهزيمة عند الاحتلال برغم عدم امتلاكها سوى فضائية محدودة في إمكانياتها ، مشيداً بتجربة "الرسالة نت" كموقع إعلامي اظهر الحقيقة.

وزاد في حديثه: "برغم محدودية إمكانيات حماس إلا أنها تمكنت من إبراز عنصر المفاجأة ، وهو العنصر المهم في علم الإدارة كدليل أصيل على مدى النجاح على ضوء قاعدة (تحقيق اكبر انجاز في اقل إمكانيات متاحة) وهي ما نجحت حماس في انجازه ".

وأردف الشاذلي بالقول: "لقد فرضت حماس خلال معاركها المتواصلة قدرة على التطوير وصناعة الأفضل، وهذا يدلل بأنها حركة قائمة على دراسات، وتعرف ماذا تريد وقائمة على منهجية المتابعة والتطوير، وهو جانب أصيل آخر يدلل على تلك السمات الإدارية التي تتمتع بها الحركة".

وختم الخبير في التنمية البشرية حديثه: "النتيجة  التي يتوقعها البعض في ظل ما تعرضت له حماس خلال سنين عمرها، بحيث ما مر يوم إلا وقد دفعت  فيه ثمناً، هو أن تسلم وان تخضع ، أما المفاجأة فهناك عرس كبير بمشاركة قيادة لطالما هددها الاحتلال وعلى وقع انتصار بطولي كبير".

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00