أكد أ. خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على أن تحرير فلسطين وإقامة دولة مستقلة، لا يكون إلا بالمقاومة والجهاد، قائلاً "التحرير أولاً ثم الدولة".
ودعا مشعل –في كلمته بانطلاقة حماس الـ25، السبت- إلى مصالحة حقيقية تنهي الخلاف القائم، مخاطباً الفصائل الفلسطينية بأجمعها بما فيها حركة فتح: "تعالوا إلى مصالحة ووحدة وطنية حقيقية نطوي بها صفحات الانقسام الأسود".
وكان مشعل قد دخل إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح الحدودي ثم جثا على ركبتيه فقبَّل الأرض قبل أن يعانق رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية.
وأضاف: "نحن في حماس مستعدون للتوافق على برنامج سياسي مشترك؛ للحفاظ على القدس والثوابت وبدون الاعتراف بإسرائيل"، مستدركاً: "ولا نقبل أي برنامج على حساب الثوابت الوطنيـة".
وعلَّق مشعل على توجه رئيس السلطة محمود عباس إلى الأمم المتحدة لطلب الدولة، قائلاً: "خطوة أبو مازن جيدة؛ لكن نريدها أن تدعم المصالحة وتخدم البرنامج الوطني".
وشهدت انطلاقة حماس الـ25 بساحة (الكتيبة الخضراء) وسط مدينة غزة، حضوراً فلسطينياً واسعاً، وتوافد مئات الزائرين العرب والأجانب، عوضاً عن حضور جميع الفصائل والأحزاب الفلسطينية بما فيها "فتح".
ثوابت حماس
واستعرض مشعل، ثوابت وإنجازات حماس بعد 25 عاماً من المقاومة، مجدداً "ثبات الحركة الإسلامية عليها".
وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس، على أن "فلسطين من شمالها إلى جنوبها ومن بحرها إلى نهرها أرضنا، وستبقى عربية إسلامية".
وجدد مشعل رفض حماس والمقاومة الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: "لا شرعية لإسرائيل على أرضنا مهما طال الزمن".
وقال: "كل ما طرأ على فلسطين من احتلال واستيطان وتهويد وحصار، كله باطل وستدوسه المقاومة قريباً"، مؤكداً أن تحرير فلسطين واجب وحق وهدف وغاية، "وهي مسؤولية الشعب الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية".
ورأى أن الجهاد والمقاومة المسلحة هي الطريق الحقيقي والصحيح لاستعادة الحقوق، مضيفاً: "السياسة تولد من رحم المقاومة، ونحن كسياسيون مدينون لقادة المقاومة والأجنحة العسكرية".
واستثمر مشعل الحدث –انطلاقة حماس- ليدعو الدول العربية والإسلامية، إلى دعم المقاومة المسلحة بفلسطين، مخاطباً القادة العرب: "المقاومة بفلسطين تحتاج لمالكم وسلاحكم".
وحذر أولئك من أن المشروع الصهيوني خطر على أمن الدول العربية والإسلامية.
تجدر الإشارة؛ إلى أن مشعل كان قد تعرض لمحاولة اغتيال اسرائيلية، عندما استهدفه الموساد في 25 سبتمبر 1997، بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
حقوق ومطالب
ووعد رئيس المكتب السياسي لحماس، بالعمل الجاد والدؤوب للإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال، وخاطبهم قائلاً: "لن يطول الزمن حتى نخرجكم من خلف القضبان بإذن الله".
ويقبع في سجون الاحتلال ما يزيد عن 6 آلاف أسير فلسطيني، يشكو غالبتهم قسوة السجان وإهماله الطبي.
وجدد مشعل في سياق آخر؛ تمسك المقاومة الفلسطينية بحق عودة اللاجئين، مبيناً أن حق العودة مقدس ولا تفريط فيه.
ورفض فكرة "الوطن البديل" التي تداولتها مؤخراً بعض وسائل الإعلام، مشدداً على أنه لا توطين ولا غنى عن فلسطين.
وقال: "عودتنا لغزة تحققت بفضل المقاومة وانتصار معركة السجيل، وعودة اللاجئين قريبة بإذن الله".
يشار إلى أن صحفاً ووكالات أجنبية دولية، تناول زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى قطاع غزة باهتمام كبير، لافتة إلى أن الزيارة تحمل دلائل عدة، أهمها ترسيخ انتصار غزة في العدوان الأخير، وتنامي حضور الحركة ونفوذها محلياً وإقليمياً ودولياً.
وتجدر الإشارة إلى أن مشعل، البالغ من العمر 56 عاماً، كان قد رحل هو وعائلته من الضفة الغربية بعد حرب 1967 التي استولى الاحتلال بإثرها على القدس الشرقية وقطاع غزة. ولم تطأ قدما مشعل قط أرض غزة التي يقطنها زهاء 1.8 مليون فلسطيني.