احتدم شد الحبال القائم بين "أبل" و"سامسونغ" الخميس في الولايات المتحدة حيث من المزمع أن تبت قاضية في مسألة دفع الشركة الكورية الجنوبية غرامة تفوق قيمتها المليار دولار، وقد دعت القاضية المجموعتين العملاقتين إلى الاتفاق على هدنة.
وقالت القاضية لوسي كوه في ختام جلسة دامت أكثر من أربع ساعات في محكمة سان خوسيه في ولاية كاليفورنيا "أظن أن وقت المهادنة قد حان".
وأضافت "أعلموني إذا كان في وسع المحكمة المساعدة على التوصل إلى هدنة ... فهذه المصالحة ستعود بالنفع على الزبائن والقطاع برمته والطرفين أيضا".
وعقب محامي "سامسونغ" تشارلز فيرهوايفن على هذه التصريحات، مشيرا إلى أن المجموعة الكورية الجنوبية مستعدة للتفاوض على اتفاق مع "آبل". وهو أكد أن "الكرة في مرماهم".
وسرعان ما رفض الطرف الثاني هذا العرض على لسان رئيس مجلس "أبل" هارولد ماكالهايني الذي دعا القاضية إلى اتخاذ تدابير تثني "سامسونغ" عن استنساخ منتجاتها من الآن فصاعدا.
وفي 24 أغسطس الماضي، فازت "آبل" بالجولة الأولى من هذه المحاكمة التي تعتبر أكبر محاكمة من نوعها تنظم في الولايات المتحدة منذ سنوات، بعد أن خلص أعضاء لجنة المحلفين إلى أن "سامسونغ" قد انتهكت بالفعل براءات "آبل"، وينبغي عليها بالتالي دفع عطل وضرر بقيمة 1,049 مليار دولار. غير أن القرار النهائي يعود للقاضية لوسي كوه.
ولم تكن مهمة القاضية سهلة بتاتا خلال سعيها إلى التوصل إلى حل يرضي الطرفين، بعد الطلبات التي تم التقدم بها إثر صدور القرار في الصيف، فسامسونغ تأمل إلغاء هذه الغرامة، أو على الأقل تخفيض قيمتها، في حين تطالب "آبل" بزيادة قيمتها وتأمل حظر مبيعات بعض أجهزة منافستها، بما فيها هواتفها الذكية.
وقالت القاضية "أعتمد إصدار قراراتي تدريجيا، وفق المواضيع المختلفة". وهي أثارت بداية مسألة قيمة الغرامة في الجلسة الأخيرة، طارحة أسئلة من الصعب الإجابة عنها بشأن الحسابات والتحليلات القضائية المعتمدة في أوساط لجنة المحلفين.
وأكدت لوسي كوه "في حال كان يستند هذا المبلغ إلى أسس صلبة، فأنا سأبقي عليه"، معتبرة أنه "من الأصوب إجراء التحليلات وفق المنتجات"، فرد أحد محامي "أبل" أنه "ليس من الصائب" استعراض هذه المسألة بهذه الطريقة، لكن نظراءه عند "سامسونغ" أيدوا منهجية القاضية.
ولا تزال المجموعة الكورية الجنوبية تأمل إبطال القرار، لافتة إلى أن رئيس لجنة المحلفين أثر على القرارات المتخذة.
فهذا الأخير لم يذكر أنه كان يعمل لدى شركة "سيغايت" التي تتعاون معها "سامسونغ" والتي يتواجه معها في إطار نزاع قضائي، وأكد محامو "أبل" أنه لا علم لهم بهذه المسألة، مستبعدين أن يكون لها أي أثر على الأحكام.
وتحتدم المنافسة في سوقي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بين المجموعتين، مع العلم أن "سامسونغ" تحتل المرتبة الأولى عالميا في السوق الأولى، و"أبل" في السوق الثانية.
ويتخطى نطاق هذا النزاع القضائي المجموعتين، ليشمل سوق التكنولوجيات الحديثة برمتها. وخلافا، لسامسونغ، قامت مجموعة "إتش تي سي" بإبرام اتفاق ترخيص مع "أبل"، واضعة حد لنزاعهما القضائي.
سكاي نيوز