"كلّما كبر اللاعب أصبح أفضل", ظاهرة تكاد تكون خاصة بإيطاليا فقط, عكس كل الدوريات الأخرى في العالم.
لا شك أنها ميزة الدوري الإيطالي بشكل خاص, لأنها ليست حصرية على اللاعبين الإيطاليين فقط, بل كأنها قاعدة تنطبق على جميع الجنسيات التي تلعب في الكالتشو لفترة طويلة.
أمثلة كثيرة مرّت كانت ولا تزال رموز لأنديتها وجماهير أنديتها أمثال, باولو مالديني, وجويسيبي بيرغومي, وفرانكو باريزي, وبافل نيدفيد, وكلارنس سيدورف وغيرهم, وأمثلة أخرى أكثر لا زالت موجودة وتعطي لفرقها مع تقدّمها في السن, بل تقود فرقها للعودة بالمباريات والفوز.
عندما تتحدّث عن هذه الأمثلة, لا يمكن إلا أن تفكر تلقائيا بفرانشسكو توتي, أو خافيير زانيتي, أو استبان كامبياسو, أو الغائب الحاضر عن الكالتشيو رمز يوفنتوس الأزلي أليساندرو دل بييرو, أو رمز اليوفي الحالي جانلويجي بوفون.
هؤلاء الذين في كل مرة نراهم, يعطون الانطباع كأنهم يلعبون مبارياتهم الأولى, ويحاربون خلالها كأنها الأخيرة, فمن شاهد توتي في مباراة روما الأخيرة أمام فيورنتينا, أو خافيير زانيتي مع إنتر أمام نابولي, يعلم تماما هذه الحقيقة.
ويتبعهم ميكولي, وبيرلو, ودي فايو, وصامويل, ودي ناتالي, ودي روسي وأمثلة أخرى كثيرة, تؤكّد أن في إيطاليا كلما تقدّم اللاعب في السن, أصبح أفضل.
قد يعود السر وراء هذه الظاهرة إلى طبيعة الدوري الإيطالي الذي كان في العقود الماضية دوري يعتمد الكاتناتشو (الأسلوب الدفاعي) وعلى تقنيات خاصة به تميزه عن باقي الدوريات, والدليل على هذا أن الغالبية العظمى لهؤلاء "المعمّرين" هم من لاعبي الدفاع وخط الوسط.
ولعب تغيُّير أسلوب الدوري الإيطالي في الفترة الأخيرة نحو النزعة الهجومية دورا كبيرا بظهور بعض الأسماء الجديدة الشابة الواعدة أمثال, إنسينيي, وديسترو, وجياكيريني, وإيموبيلي, وشعراوي وغيرهم من الذين برزوا واستطاعوا لفت الأنظار إليهم بشكلٍ أسرع من المعتاد في إيطاليا, وبعضهم قد بدأ بالفعل يسطّر اسمه بحروفٍ من ذهب على صفحات تاريخ الدوري الإيطالي, لكن صبغة أصالة وعراقة اللاعبين مع تقدّمهم بالعمر ستظل ترافق الدوري الإيطالي ولاعبيه, مهما تغيّر أسلوبه.