فى مثل هذا الأسبوع وقبل 25 عاماً اندلعت الانتفاضة الأولى المسماة "انتفاضة الحجارة" التي اشتعلت بشكل عفوي، وانتشرت بسرعة اللهيب؛ بسبب الأخطاء التي ارتكبها وزير الجيش حينها (يتسحاق رابين) وقادة الجيش حينما لم يفهموا هذه الظاهرة, التي لم يستخدم فيها الفلسطينيون أسلحة نارية؛ لكنها أوقعت خسائر بشرية كثيرة فى صفوفهم؛ مما أدى الى تعزيز مكانة حماس كجهة رائده وقائده فى الصراع ضد (إسرائيل).
المشاهد الأخيرة فى الضفة تذكر بما قد يحدث من أعمال عنف مشابهة، التي قد تؤدى الي نهاية فترة الهدوء الهش، التي جرى التوصل إليها بعد عملية عامود السحاب.
ولربما هذا ما يريد أبو مازن أن نراه خلال وسائل الاعلام الاسرائيلية والدولية، أن يحدث نوع من التوتر والمواجهة على نار هادئة؛ لأنه يسعى بذلك لتحقيق أـربعة اهداف.
أولا: تهديد حكومة اسرائيل لكى تتوقف عن خطواتها العقابية الاخيرة بسبب توجهه لمجلس الامن الدولي.
ثانيا: تعزيز مكانته السياسية امام حماس؛ لكى يقلل من تأثير الانتصار الاخير الذى حققته فى غزه خلال عملية عامود السحاب.
ثالثا: وكما هي العادة يحاول الحصول على مساعدات ماليه من الدول العربية ومن الولايات المتحدة واروبا لملأ خزانة السلطة والا فلن يجد اموالا لدفع رواتب أفراد اجهزة الامن، التي تمنع بدورها اندلاع احتجاجات كما حدث مؤخرا فى عدد من الدول العربية.
رابعا: أبو مازن يحاول تعزيز مكانة كتلة اليسار والوسط داخل المجتمع الاسرائيلي خلال الانتخابات الاسرائيلية القادمة.
ومن المهم أن نؤكد بان التهديدات التي يطلقها أبو مازن لا تنبع من فراغ؛ لأن مصادر اسرائيلية وأجنبية تدعى منذ اسابيع بان ابو مازن يواجه مشكلة حقيقيه لان هناك ارتفاعاً فى نسبة التأييد الشعبي لحماس التي ترفع لواء المقاومة المسلحة خصوصا بعد الانتصار فى غزة.
ابو مازن المحبط يحاول استغلال هذه الحالة لكي يعزز من قيمة تهديداته للجانب الاسرائيلي وللعالم.
ومن الملاحظ بانه توقف خلال الفترة الاخيرة عن اعتقال افراد من حماس في الضفة وسمح لهم بالتظاهر واعلن بانه يعتزم اتمام المصالحة بين غزه والضفة حسب رغبات الشارع الفلسطيني, لكن مصادر عسكريه حذرت من امكانية فقد عباس السيطرة علي الاوضاع في الضفة.
في ظل هذه الاجواء السائدة والاحباط من عدم احراز أي تقدم فى المسيرة السلمية والتي يمكن ان تؤدى الى اشتعال الاوضاع بشكل نهائي بالضفة لذلك بات من الاهمية معرفة كيف ستتعامل حكومة اسرائيل أمام هذه المعضلة وهل يمكن تهدئة الاوضاع من خلال تقديم مساعدات اقتصادية أمريكية عربية لأبو مازن؛ لان اوامر ضبط النفس التي اصدرها رئيس هيئة الاركان لقوات الجيش العاملة في المنطقة هي احدى نتائج اعتراف اجهزة الامن بصعوبة الاوضاع وخطورتها.
لكن على ما يبدوا فان سياسة ضبط النفس بدأت تظهر نتائج مقلقه وامكانية حدوث فوضي ضدنا؛ لان الشبان الفلسطينيين ترتفع معنوياتهم حينما يشاهدون جنودنا وهم يهربون.
صحيح بان قتل فلسطيني او اكثر من الممكن أن يؤدى فى لحظه إلى اندلاع مواجهات كبيره كما يري ذلك قادة كبار فى الألوية العاملة فى بالضفة, لكن ارسال قوات صغيرة لمواجهة تظاهرات فلسطينية هي بمثابة وصفه لدخول الجنود في مأزق سيضطروا لاستخدام رصاص حي أو الهروب وكلا الخيارين سيؤدي الى تأجيج الاوضاع اكثر.
يديعوت أحرونوت