تستعد رام الله لاستقبال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني يوم غد, بعد زيارة تاريخية قام بها برفقة زوجته ورئيس وزرائه ووفد كبير إلى قطاع غزة أثارت خلافا كبيرا بين قطر والسلطة التي رأت الزيارة في حينها اعترافا بشرعية تمثيل حكومة غزة للفلسطينيين وتعزيز للانقسام ومس بوحدة التمثيل الفلسطيني, ما ادى الى توتر وجمود في العلاقات بين الطرفين.
ومن الواضح أن زيارة حمد للضفة الشهر الجاري ستكون تصالحية بالدرجة الاولى بين الطرفين, كما ستحمل في طياتها تحركات في عدة ملفات على الصعيد السياسي والاقتصادي.
ترميم العلاقات
ومن الواضح أن زيارة حمد التي تعد الأولى إلى الضفة ، تهدف إلى إحداث توازن مع زيارته التي قام بها إلى قطاع غزة في شهر أكتوبر الماضي, كما تأتي بعد أيام من دعوة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، إلى إعادة النظر بالمبادرة العربية للسلام، وهو الأمر الذي عارضه الرئيس محمود عباس.
وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أن هذه الزيارة ستكون لها أهمية كبيرة، خاصة أنها تأتي في إطار ترميم العلاقات وتحسينها بين السلطة وقطر بعد فترة من الجمود وتوتر العلاقات بين الطرفين.
"الزيارة الأولى للضفة تهدف لإحداث توازن مع زيارته لغزة
"
ولفت أن زيارة الامير حمد لغزة في وقت سابق دون مروره بالضفة او حتى التنسيق مع السلطة أثار خلافا كبيرا بين الطرفين, حيث اعتبرته السلطة اعترافا بحماس والغاء لدور السلطة وتقسيم التمثيل الفلسطيني, لذلك فان الزيارة محاولة لإعادة المياه الى مجاريها.
وشدد عوض على أن زيارة حمد سيكون لها جانب اقتصادي هام خاصة في ظل الازمة المالية الكبيرة التي تعاني منها السلطة منذ فترة طويلة, مبيناً أن قطر قد تساهم في انقاذ الوضع المالي المتدهور للسلطة عجزت بسببه عن دفع رواتب موظفيها حتى الان.
وذكر بان الجانب السياسي سيحظى باهتمام كبير على صعيد ملف المصالحة الفلسطينية ودفعها الى الامام خاصة وأن قطر تعتبر قريبة من حركة حماس وفتح ايضاً وبالتالي يمكنها التأثير والتقريب بين وجهات النظر في محاولة للإسراع بإنجاز هذا الملف.
واشار الى ان قطر ستحاول البناء على حصول فلسطين عضو مراقب في الامم المتحدة وتغيير الاداء والعمل على البدء بالمفاوضات من جديد ومحاولة احياء عملية السلام.
ونوه الى ان الزيارة ستشكل دعما معنويا كبيرا لأهالي الضفة وستفتح الطريق أمام رؤساء دول عربية لزيارتها ومحاولة تحسين الاوضاع السياسية والاقتصادية هناك.
"الزيارة ستشكل دعما معنويا كبيرا لأهالي الضفة
"
من جانبه اعتبر المحلل السياسي احمد الحج أن امير قطر محسوب على التيار التابع للولايات المتحدة والامبريالية العالمية لذلك فان زيارته لن تكون بأي حال متعارضة مع المصالحة الامريكية و(الاسرائيلية), التي تتحكم بالسلطة.
ولفت الى أنه قد يكون البعد الاقتصادي للزيارة أكبر من السياسي خاصة وأن قطر مثل باقي دول الخليج تتحكم بثروة نفطية ومالية كبيرة جداً تخولها التدخل والتحرك على الصعيد السياسي والاقتصادي.
وشدد على ضرورة ان تستغل الاموال القطرية لدعم القضية الفلسطينية بعيداً عن المصلحة الامريكية و(الاسرائيلية).
وكان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة أكد نية أمير قطر الشيخ حمد زيارة مدينة رام الله بالضفة المحتلة, حيث من المتوقع أن يكون العاهل الأردني في استقباله في مطار الملكة علياء الدولي.
وقالت مصادر إنه من غير المتوقع أن يجري الحديث خلال زيارة أمير قطر، في موضوع المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، التي تشير كل التقديرات إلى أنها أصبحت مؤجلة لحين استقرار الأوضاع في مصر.
وحول طبيعة الزيارة قال أبو ردينة أنها تأتي بناء على طلب أمير قطر من الرئيس عباس أثناء زيارته للدوحة.
وفي حال تمت الزيارة يكون الأمير القطري ثاني زعيم دولة بعد العاهل الاردني، يزور فلسطين بعد الاعتراف بها كدولة مراقب بالأمم المتحدة.