بانتهاء عام القدس عاصمة الثقافة العربية

أبو السبح: لجنة القدس أحرزت نتائج ملموسة

غزة- أمينة زيارة                       

مضى عام على اختيار القدس عاصمة الثقافة العربية سريعاً، حيث تشكلت اللجنة الوطنية العليا للإشراف على إحياء فعاليات القدس عاصمة الثقافة، وبدأت العمل بشكل دءوب.

وبالإضافة إلى التحديات التي واجهتها اللجنة والممثلة في الحرب والحصار الذي أصاب القطاع، خلال العام المنصرم، فإنها واجهت أيضا ازدواجية عمل تمثل في تشكيل رام الله للجنة أخرى بالضفة الغربية، لتعمل بمنأى عن لجنة غزة ونالت دعم الجهات المانحة للمشروع.

وواجهت لجنة غزة الكثير من العقبات إلا أنها استطاعت تخطيها بإمكانيات قليلة، حسب ما قال رئيسها د. عطا الله أبو السبح، الذي حاورته "الرسالة نت".

نقص تمويل..!

يقول د. أبو السبح إن اللجنة لم تستطع أن تحقق أهدافها بسبب الحصار، ونقص التمويل مما انعكس على عملها، وبالتالي لم تستطع تنفيذ المزيد من مشاريعها، ويواصل حديثه: الضائقة المالية وعدم تعاون اللجنة الأهلية في الخارج مع اللجنة الوطنية العليا في غزة حالت دون إكمال المشوار".

ويعتبر رئيس اللجنة أن الثقافة في فلسطين كاليتيم الذي لا كفيل له، فالناس همها الوحيد هو إيجاد لقمة العيش ، مشيراً إلى ان الثقافة هي سلاح أمضى من السيف والرصاصة في أذهان الشعوب، وهي رصاصة أخرى إلى جانب رصاصة المقاومة الشريفة التي لا تفرط بحق الشعب الفلسطيني.

وعن تأثير الانقسام السياسي على عمل اللجنة يوضح د. أبو السبح أن " القدس تُسحق بين رام الله وغزة، فالانقسام النكد الذي عصف بالساحة جعل القدس قدسان والفعالية فعاليتان واللجنة لجنتان لذا صار الشعار شعارين".

وأكد أن أي عمل يخدم القدس أو القضية يجب أن يكون في مناخ من الحريات وهدوء البال حتى ينجح ويُؤتي ثماره بعكس ما واجه برنامجنا "القدس عاصمة الثقافة العربية" حيث واجه المحن والصعوبات في التنفيذ على ارض الواقع.

ويرى رئيس اللجنة الوطنية العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية أن بعض الفعاليات أتت ثمارها وكان لها دور بارز وفعال في القطاع، خاصة برنامج "أقصانا ينادينا" الذي نُفذ في المدارس والجامعات.

ويضيف ابو السبح: لقد أوصلنا رسالتنا للعالم العربي والأوروبي إلى حد ما وذلك عبر موقعنا الالكتروني فقد خاطبنا العالم من خلال المهرجان الأخير للفيلم التسجيلي الذي اشتركت فيه عشر دول بـ163 فيلما، وهذا بحد ذاته يكون كسر حصار غزة بشكل عام واللجنة الوطنية بشكل خاص، كما وأرسلنا كتبا للمؤسسات الثقافية العديدة في بعض الدول العربية.

انجازات

وعن زيارات اللجنة إلى بعض الدول العربية والإسلامية يشير د. أبو السبح إلى أن اللجنة لم تزر إلا تركيا وكان من المفترض أن تزور عدة دول عربية إلا أن الحصار منعها ، ويضيف: توافقنا مع الأخوة الأتراك وحصلنا على دعم مالي بمبلغ 30 ألف دولار حيث كان من المفترض كان يكون بيننا عمل إلا أن الحصار حال دون الاستمرار في هذا النشاط.

ويؤكد على أن اللجنة رغم تعثرها إلا أنها عملت بشكل دءوب وأحرزت نتائج جيدة وملموسة على أرض الواقع وشهد لها الجميع حيث أسست لمتحف القدس في خانيونس على مساحة أربع دونمات، والمعرض الدائم للقدس في المحررات، كما وأقامت أكثر من معرض فن تشكيلي وفعاليات إنشاد مقدسي وعدد من المسرحيات ونشرنا ثلاث كتب بشأن القدس.

ويواصل: كان لنا حضور في المدارس والجامعات من خلال برنامج "أقصانا ينادينا" وهو من أكبر الفعاليات على مستوى القطاع، مضيفاً: قدمنا أنشودة عن القدس باللغتين العربية والأجنبية وأذيعت في أكثر من محطة فضائية، وأقمنا الجائزة التقديرية لخمس شخصيات خدمت القدس وهي مدعومة من رئيس الوزراء ونسعى لأن تُصرف في اقرب فرصة.

لجنة مديونة

ويتابع: لقد قدم لنا رئيس الوزراء أبو العبد هنية مليار دولار كدعم للجنة إلا أن الأموال لم تكفِ كم النشاطات التي قمنا بها حيث أننا سنغادر اللجنة وعليها ديون ولقد قدمنا كشف كامل عن الانجازات والعوائق ونتمنى أن تحل هذه الديون وتصرف لمستحقيها.

وينتقد د. أبو السبح بعض فعاليات لجنة القدس عاصمة الثقافة في الضفة الغربية قائلاً: لم تفِ رام الله للقدس حقها فقامت بفعاليات ونشطات لم ترتق لقدسية القدس وهويتها بل تم تشويهها باحتفالات الرقص والغناء حيث استقبلت فنانين وفنانات وراقصات وهذا لا ينسجم مع ثقافتنا وسمو القدس والقضية الفلسطينية، مؤكداً على أن العمل الجاد والموزون يوفق الله أهله.

وفي ختام حديثه خاطب القدس فقال: أعتذر إليكي بأننا لم نفِ بالتزاماتنا تجاهك، فهذا إقرار بالحقيقة وليس شعراً أو كلاماً، لأن أيدينا وأرجلنا يا قدس مكبلة".

 

البث المباشر