قائد الطوفان قائد الطوفان

أنفاق غزة تعمل بكامل طاقتها

احد انفاق غزة
احد انفاق غزة

رفح-الرسالة نت

لا تتوقف الشاحنات العملاقة عن الدخول والخروج من منطقة الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر بعد تعافي الأنفاق الأرضية من أثار العدوان الإسرائيلي الشهر الماضي.

ويتدفق عبر الأنفاق الذي عاد معظمها إلى العمل على مدار الساعة مختلف أنواع البضائع الاستهلاكية ومواد البناء والصناعة والمحروقات.

وعلى الشريط الحدودي يلحظ الزائر أن المنطقة عادت للعمل مثلما كانت في أوجه نشاطها بعد سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

وظل الفلسطينيون يعملون على مدار أسبوعين وأكثر على إعادة إعمار الأنفاق الأرضية التي تعرضت لهجمات مدمرة إبان حرب الأيام الثمانية.

وتعرض أكثر من مائة نفق للتدمير الكلي والجزئي بعدما شن سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 140 غارة على منطقة الشريط الحدودي آنذاك.

وقال صلاح ويمتلك نفق تعرض لأضرار جزئية بفعل القصف الإسرائيلي "الجميع يعمل بلا توقف هنا".

وأضاف وهو  يطلب من عمالة سحب مزيد من الأطعمة من باطن الأرض "عملية إعادة الاعمار استغرقت من أسبوع إلى اثنين والآن العمل يتصاعد من أجل تعويض الخسائر".

وتابع : "معظم من تضرروا بفعل العدوان صرفوا حوالي عشرة ألاف دولار أمريكي من أجل إعادة أنفاقهم للعمل"، موضحا أن هناك تزايدا كبيرا في كميات البضائع والسلع الواردة إلى قطاع غزة بدليل الحركة التي لا تتوقف على الحدود.

ويقول أحد العمال هناك لـ"الرسالة نت": أبرز المواد القادمة عبر الأنفاق هي مواد البناء والمواد الغذائية والفواكه، إضافة إلى السجائر والأسماك الطازجة.

وقال أحد السكان ويدعى أحمد قشطه ويعمل حلاق "كثير من الشاحنات العملاقة لا تتوقف عن المرور من الحي الذي يقطن به وتسبب له مشاكل لأنها تحدث غبار هائل في المكان". 

واستخدم الفلسطينيون الأنفاق على مدار السنوات الخمس الماضية لجلب المواد التموينية والإنشائية والسيارات والوقود وسفر الأفراد.

وقتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب عشرة آخرون أثناء عمليات إعادة اعمار الأنفاق التي تعرضت لإصابات مباشرة إبان عمليات (عمود السماء) الإسرائيلية على القطاع الساحلي التي توقفت بموجب اتفاق تهدئة عقد بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية في العشرين من الشهر الماضي.

ولقي كثير من العمال الفلسطينيون مصرعهم بفعل الهجمات الإسرائيلية والانهيارات الأرضية.

وقال أحد العمال عرف نفسه باسم إبراهيم "إن صاروخ دمر النفق الذي يعمل به لكنه ساعد في إعادة بنائه والآن يجلب من خلاله الاسمنت.

وأضاف إبراهيم "كان الدمار هائلاً بعد الحرب لكن الجميع يعمل الآن بعد إعادة الاعمار". 

ودأبت (إسرائيل) على استهداف الحدود بين غزة ومصر منذ تولي حركة "حماس" إدارة شؤون القطاع الساحلي في صيف العام 2007.

ولجأ السكان إلى حفر مئات الأنفاق عندما شعروا بـ"الاختناق" جراء الحصار المشدد الذي فرضته (إسرائيل) ضد القطاع الذي يقطنه 1.7 مليون نسمة.

وقطاع غزة بحاجة إلى إمدادات غذائية وطبية وإنشائية بعد ثمانية أيام من الهجمات الجوية الإسرائيلية المكثفة التي أسفرت عن استشهاد 177 فلسطينياً.

وقال الخبير الاقتصادي سمير حمتو لـ"الرسالة نت" إن "طفرة العمل في الأنفاق ستظل قائمة في ظل عدم إنهاء الحصار الإسرائيلي عن غزة بحسب ما نص عليه باتفاق التهدئة".

وأضاف "القطاع بحاجة إلى مواد بناء وصناعة وهي غير متوفرة من المعابر الإسرائيلية وبالتالي فإن الأنفاق هي السبيل الوحيد أمام الفلسطينيين في غزة".

ووفرت الأنفاق فرص عمل أمام الآلاف من العمال الفلسطينيين والمئات من المصريين على الجانب الآخر من الحدود في السنوات الخمس الماضية.

وتقول الحكومة إن الأنفاق هي وسيلة للتغلب على الحصار وستنتهي في حال أعيد فتح جميع المعابر وزود الاحتلال قطاع غزة بجميع احتياجاته دون نقصان.   

البث المباشر