قائمة الموقع

الإنترنت.. شبكة عنكبوتية تصطاد الجنسين

2010-01-26T15:58:00+02:00

غزة/مها شهوان

قصص ضحايا الشبكة العنكبوتية من الكثرة بحيث تكفي كل من وقعوا ضحية لتلك الشبكة ليتعظوا ويتخذوا من الآخرين العبر لكن، للأسف، هذا مغاير للواقع، فقد اعتدنا أن نسمع  حكاية جديدة كل يوم.

"احمد.ع" أحد ضحايا فتيات الشات تعرف على فتاة مصرية أوهمته برغبتها الزواج منه وأغرته بصورها عبر "كاميرا الإنترنت" لتثبت له أنها تحبه وتثق به.

أغدق احمد الكثير من المال على "خطيبته" و"زوجة المستقبل" حيث أرسل لها مبلغ أربعة آلاف دينار هي كل مدخراته، حتى اقتنع بان تلك الحسناء المصرية ستكون من نصيبه حينما تتحسن الأمور ويستطيع الذهاب إليها عبر معبر رفح.

بعد ستة شهور انقطعت أخبار تلك الحسناء عنه مما دفعه للبحث عنها عبر المنتديات، واكتشف أنها غيرت بريدها الالكتروني وأرقام هواتفها كي لا يجد لها أثرا.

بات ذلك الشاب أسيرا لنظرات كل من علم بقصته، فاعتزل كل من حوله حتى كاد أن يجن.

الوحش الالكتروني

لم تتخذ الفتاة العشرينية"سماح.ح" العبرة من القصص التي طالما سمعتها، فقد استطاع الشيطان أن يوقعها في حبال الشبكة العنكبوتية بعدما كانت تشمئز من أحاديث صديقاتها عن علاقتهن بالشباب عبر الانترنت.

روت سماح حكايتها "للرسالة.نت" بأنها تعرفت على شاب من خلال إحدى المنتديات ،وذلك حينما كانت تعلق على أشعاره وخواطره التي كان يكتبها ذلك الوحش الالكتروني، مضيفة انه مع مرور الأيام أرسل إليها ايميله وبدأت بالحديث إليه عبر "الماسنجر" لساعات طويلة حتى بدأت تهمل دراستها وتغيب كثيرا عن الجامعة، كما تقول.

وبكلمات يملؤها الندم قالت سماح :"بعد عدة شهور من علاقتنا استطاع الذئب الالكتروني أن يستخف بعقلي ويقنعني بالخروج معه حتى استجبت لطلبه، فقد اسمعني الكثير من الكلام المعسول حتى كدت أن افقد صوابي".

لم تتوقف علاقة سماح مع ذلك الذئب الالكتروني كما وصفته عند ذلك الحد، بل وصلت ثقتها به إلى محادثته لساعات طويلة عبر الجوال ،بالإضافة إلى أنها أرسلت له صورها بناء على طلبه. 

وتابعت بعيون دامعة:" بعد مرور عام على علاقتنا بدأ يكشر عن أنيابه ويطلب مني الخروج معه، لكنني رفضت ذلك فهددني بالصور، "،مشيرة إلى أنها انهارت واعترفت لأخيها الأكبر بخطئها والذي استطاع أن يوقف ذلك الذئب الالكتروني عند حده.

ونصحت سماح جميع الفتيات بالا يستخدمن الانترنت إلا للفائدة لكي لا يشعرن بالندم بعد فوات الأوان وألا يخسرن ثقة أهاليهن بهن.

يصطاد الفتيات

أما سهى احمد فكانت حكايتها مغايرة، فبسبب مزحة عبر الانترنت استطاعت أن تفقد اعز صديقاتها التي كانت تحب أستاذها الجامعي.

تقول سهى :"أنشأت بريدا الكترونيا باسم أستاذي الجامعي الذي كانت صديقتي متعلقة به لحد الجنون ،  وبدأت أحادثها باعتباري الأستاذ وأسمعها ما يروق لها من كلام".

وبعد أسبوع من هذه المزحة اعترفت سهى لصديقتها بفعلتها حتى صدمت وانهارت لتنقطع العلاقة بينهما، ولم يقف الحد عند ذلك فوصل ما حدث إلى الأستاذ الذي عاقب سهى على فعلتها.

"هـ.ر" صاحب احد المحلات التجارية استغل موقعه القريب من محيط الجامعات ليصطاد الفتيات عبر الانترنت.

كان يدخل غرف الشات بحجة التعرف على فتيات لترويج بضاعته، متصنعا الأدب والتدين أثناء حديثه معهن حتى يقتنعن به.

وكان يستغل الفتيات ذوات القلوب الضعيفة ليسمعهن كلامه المعسول حتى يغرينهن، ومن ثم يبدأ بحركاته المشينة وذلك بحسب إحدى ضحاياه التي أفلتت منه.

وتقول "ع.ر"أغراني بكلامه المعسول حتى وقعت في شباكه، فقد كدت أن افقد شرفي لكن رب العالمين سترني وعدت لصوابي قبل أن اخسر كل شيء".

البرامج الأبوية

من جهته ذكر م. مصطفى الطهراوي مدير مواقع الكترونية أن اغلب الاختراقات لأجهزة الحاسوب كانت عبر الاتصال المباشر من الانترنت لاسيما في الفترة الأخيرة ،مشيرا إلى أن أسهل طرق الاختراق تكون من خلال برامج المحادثة " الماسنجر أو الياهو" لأنه يفتح مدخلا يسهل من خلاله الاختراق.

وبين أن هناك طرقا أخرى لاختراق الحاسوب من خلال إرسال ملفات تجسس عبر الانترنت من قبل "الهكرز"، داعيا مستخدمي الانترنت لإغلاق جميع المداخل غير اللازمة لحماية أجهزتهم.

وأضاف الطهراوي :"هناك الكثير من الشباب والفتيات يستخدمون صورا شخصية ليست لهم مما يساعدهم في النصب على الآخرين "،مؤكدا انه لا يوجد حل نهائي لمعرفة المتحدث عبر برامج المحادثة سواء إذا كان شابا أو فتاة.

وعن حماية الأجهزة من الاختراق أوضح أنه يمكن من خلال وجود ملف أو برنامج مكافح للفيروسات معتمد و فعال".

وحول كيفية حظر بعض المواقع التي يكون المستخدم في غنى عنها وتخدش الحياء لفت الطهراوي إلى انه يمكن حظرها عبر البرامج الأبوية التي تعمل على مراقبة الأجهزة ومتابعتها لحظر المواقع غير الضرورية.

وتبقى هناك العديد من مثل هذا النوع من جرائم الإنترنت التي تقشعر لها الأبدان، وربما يعود السبب لوقوع العديد من الضحايا هو غياب الأهالي عن متابعة أبنائهم وبناتهم وتركهم لقمة سائغة في حبال تلك الشبكة العنكبوتية.

 

اخبار ذات صلة