دمشق- الرسالة نت
استغرب مصدر رسمي في حركة "حماس" وصف الرسالة التي بعث بها خالد مشعل إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنها "فضيحة" أو "قنبلة"، وأكد أن ما جاء في الرسالة لا يدعو لا إلى الفضيحة ولا إلى الاستغراب، وإنما هي شرح لوجهة نظر "حماس" في جهود المصالحة ولا سيما منها المتصلة بالجهود السعودية وباتفاق مكة المكرمة.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أن الحركة أرسلت بخطاب إلى العاهل السعودي فعلا، وقال "نعم الحركة بعثت بخطاب إلى العاهل السعودي لطلب اللقاء من أجل شرح وجهة نظرها من عملية المصالحة وتوضيح موقفها من اتفاقية مكة المكرمة، لأن هناك شبه قطيعة بين "حماس"والسعودية منذ اتفاق مكة المكرمة، وظلت المملكة تستمع للرواية من طرف واحد هو السلطة، وبالتالي فطلب اللقاء جاء لتوضيح الموقف وإجلائه، ولا أعتقد أن في الرسالة ما يمكن وصفه لا بالفضيحة ولا بالاستجداء".
وأعرب أبو مرزوق عن أسفه لنشر فحوى الخطاب، وقال "لا شك أن تسريب الخطاب إلى الإعلام له مغزى، وهو قطع الطريق على المصالحة بين "حماس" والمملكة العربية السعودية، ذلك أنه في العرف السياسي لا يوجد ما يدعو إلى نشر رسالة خاصة بين طرفين في الإعلام إلا بالتوافق بين الطرفين على أنها رسالة عامة ولا مانع من نشرها، ولذلك نحن نستغرب نشر هذه الرسالة في وسائل الإعلام المصرية"، على حد تعبيره.
وكانت صحيفة "الأهرام المسائي" نشرت اليوم الأربعاء (27/1) نص الرسالة التي بعث بها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقدمت لها بالتالي: "بتوقيعه الشخصي، وبصفته رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وعلى أربع ورقات ممهورة بشعار "حماس" الرسمي الذي يطغي عليه اللون الأخضر وسيوف جماعة الإخوان، وبتاريخ 19 كانون ثاني (يناير) 2010 ـ بعث خالد مشعل إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الرسالة التي حصل الأهرام المسائي على نسختها الأصلية وينفرد بنشرها، ويمكن وصفها دون أدنى تجاوز لما ورد بها نصا بــ "خطاب الاستجداء"، ففي أكثر من موقع بها أخذ خالد مشعل في استجداء خادم الحرمين الشريفين، من أجل أن يستقبله، ويسمح له باللقاء معه بصفة عاجلة"، حسب زعم الصحيف.
وتتضمن الرسالة التي بعث بها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل كما نشرتها صحيفة "الأهرام" المسائي، جملة من الآراء تراوحت بين العلاقة بين "حماس" والمملكة وتوضيحات حول الموقف من المصالحة ومن العلاقة مع إيران.
ومما نقلته الصحيفة عن الرسالة قول مشعل، "وثانيا، لأنني واثق من موقفي، صادق في كل تفاصيله، أشهد الله تعالى عليه في سري وعلانيتي. ومن هنا ولأني صاحب حق، فأنا حريص على المصارحة والمكاشفة من قبل جلالتكم، والاستماع لأي عتب كريم منكم، فأنا رجل لا أخاف من الحقيقة، بل أبحث عنها وأنحاز إليها مهما كانت مؤلمة، ولدي الشجاعة لكي أقر بالخطأ حين يثبت ـ على سبيل الافتراض ـ أنني أو أحدا من إخواني وقع فيه".
ونفى مشعل في الرسالة أي مسؤولية لحركة "حماس" في فشل اتفاق مكة المكرمة، وقال "اتفاق مكة خير كبير أجراه الله تعالى على أيدي جلالتكم، فجزاكم الله خير الجزاء. أعلم أنكم متألمون جدا على نقضه وإجهاضه، وحق لكم ذلك، فنقض العهود والمواثيق جريمة كبيرة، فكيف حين يبرم الاتفاق برعايتكم وفي البلد الحرام بجوار الكعبة المشرفة، وفي أمر يمس فلسطين ودماء أبنائها؟! لكن، يعلم الله تعالى من فوق سبع سماوات أن الذي نقض اتفاق مكة غيرنا ولسنا نحن، ونقسم على ذلك أيمانا مغلظة، فنحن في "حماس" كنا نعض على الاتفاق بالنواجذ، وندعو لكم ليل نهار على مبادرتكم الشجاعة والصادقة لرعايته وإنجازه، وكنا نسعى لتطبيقه على الأرض نصا وروحا بكل إمكاناتنا".
وحول العلاقة بين "حماس"وإيران، قالت رسالة مشعل التي نشرتها "الأهرام المسائي" "بالنسبة للعلاقة مع إيران. أعلم حجم القلق لديكم مما يجري في المنطقة، ومن حقكم في المملكة ومن حق العرب جميعا ونحن منهم وإليهم، أن يحافظوا على أمنهم واستقرارهم وسلامة حدودهم وضمان مصالحهم".